انتهاء المرحلة الأولى لبناء أكبر مقياس لطيف الفوتونات

بلورات التنغستين 3 سويسرا

تامر أبو العينين-جنيف

أعلن المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن" في جنيف أمس الجمعة، انتهاء تركيب الوحدة الأولى من أكبر جهاز لقياس طيف الفوتونات في العالم والمعروف باسم مشروع "أليس" وتجربة اللوحة الإلكترونية الخاصة بمعالجة بياناته.

وتضم الوحدة الأولى 3684 بلورة تم تصنيعها من التنغستين، مصفوفة في 224 شريطا، يضم الواحد 16 بلورة، تزن كل منها750 غراما، ويحتاج مقياس طيف الفوتونات الجديد إلى 17920 بلورة بنفس المواصفات، تم إنتاج 11000 منها حتى الآن في روسيا، بالتعاون مع الصين وتشيكيا وبولندا.

وتقول كاترين ديكوس منسقة برنامج عمل الجهاز الجديد للجزيرة نت، إن تكلفة تصنيع وتشغيل آليس ستصل إلى 100 مليون يورو، تتقاسمها 30 دولة حول العالم ويستفيد من هذا المشروع 100 معهد متخصص في الفيزياء النووية وتطبيقاتها المختلفة، ليس من بينهم واحد عربي، ومن المحتمل أن ينتهي العمل فيه منتصف العام المقبل.

وترجع ديكوس ارتفاع هذه الميزانية إلى الدقة العالية المطلوبة في تصنيع البلورات، إذ تم خلط التنغستين مع الرصاص بنسب معينة استغرق التوصل إليها ثلاث سنوات كاملة من الأبحاث.

وتتكون البلورات بعد انصهار هذا الخليط عند درجة حرارة تصل إلى أكثر من 1000 درجة مئوية، وهو ما يستغرق وقتا يتراوح بين 60 و70 ساعة للحصول على بلورة واحدة عدا الوقت المستغرق في تبريدها وسحبها لتأخذ الشكل المطلوب، قبل صقلها وإجراء الاختبارات النهائية عليها.

ويرى علماء البلورات أن تصنيع هذه المرحلة الأولى من بلورات "أليس" يعتبر انتصارا علميا كبيرا، إذ ليس من السهل العثور على الأفران الخاصة والتجهيزات التي تقوم بتصنيع مثل تلك البلورات.

ويتكون جهاز قياس طيف الفوتونات العملاق "أليس" من خمس وحدات، وتظهر البلورة الاصطناعية مثل مكعب ضخم من الثلج، ترتبط كل واحدة منها بلوحة إلكترونية تنقل البيانات التي تم تسجيلها، ويمثل التعامل مع كل تلك البيانات المختلفة تحديدا جديدا للمبرمجين، الذي ابتكروا برنامجا خاصا لمعالجة بيانات "أليس"، سيتم تجربته للمرة الأولى في أغسطس/ آب.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة