"ناوو فيكتوريا" سفينة تجوب العالم على طريقة ماجلان

صورة للسفينة الشراعية - اثينا

شادي الأيوبي-أثينا

تزور مرفأ بيريوس في العاصمة اليونانية أثينا خلال الأسبوع الجاري، سفينة "ناوو فيكتوريا"، وهي فكرة إسبانية تهدف إلى إعادة دراسة الإبحار في المحيطات عبر استخدام طرق الملاحة القديمة.

وبدأ تصميم وبناء السفينة عام 1992، وتم التنفيذ بناء على معلومات وأبحاث حول السفينة الأولى التي قامت بالدورة الأولى حول الأرض ما بين أعوام 1519 و1522، بقيادة البحار الإسباني فرديناندو ماجلان. وتجوب الباخرة الحالية العالم وتجمع معلومات حول الثقافة الإسبانية المنتشرة في العالم.

وتتمركز الفكرة حول تصوير الملاحة القديمة وطرقها للعالم اليوم، فالسفينة التي يبلغ طولها 25.90م وعرضها 6.72م ووزنها 170 طن، تسير بسرعة 4 إلى خمسة أميال بحرية في الساعة، وفي حال كانت الرياح مواتية فإن السرعة قد تصل إلى 6 أميال.

وبدأت السفينة رحلتها منذ عام 2004، وتمثل اليونان المحطة ما قبل الأخيرة قبل عودة السفينة إلى مدينة إشبيلية الإسبانية التي انطلقت منها. وبين محطة الانطلاق والرجوع إليها من جديد تكون الباخرة الصغيرة قد رست في الكثير من الموانئ وتعرفت إلى الكثير من الشعوب والثقافات.

أما البحارة فيبلغ عددهم نحو 20 فردا، يتناوبون المهمات المختلفة في السفينة، وهم جميعا من مواطني الدولة صاحبة الفكرة.

تجهيزات بسيطة
تشمل السفينة مطبخا معدا على الطريقة القديمة في زاوية من سطح الباخرة وخال من المتع الحديثة وفيه يقوم البحارة بإعداد طعام الغداء، الذي يبدأ مع دقات الجرس القديم المعلق أعلى الباخرة، أما الأغذية فهي تحفظ بطرق بدائية، كما أن الفواكه تعلق في الهواء الطلق كيلا تتعرض للتلف.

أما حجرة القيادة فمجهزة بالقليل من الأدوات البحرية التي لا تعتبر حديثة جدا، ويعتمد القبطان على الإسطرلاب اليدوي لتحديد موقع السفينة عبر تحديد زاوية ارتفاع الشمس والكواكب، ورغم وجود بعض الأدوات الحديثة للاتصال وتحديد الموقع فإن اللجوء إليها لا يتم إلا عند الضرورات.

أما المرساة فهي تحاكي المراسي القديمة تماما، حيث إنها معلقة في الجانب الأيسر من مقدمة السفينة، ويتم رفعها وإنزالها عبر حبال موصولة بالساري الأوسط، وتتم العملية بالاعتماد كليا على المجهود البشري ودون أي تدخل آلي، وبالشكل نفسه يتم رفع وإنزال الأشرعة وإدارة الدفة الخشبية الضخمة.

ويؤكد أحد أفراد طاقم السفينة أن الجولة حول العالم بنفس أسلوب ماجلان تبحث العديد من القضايا، مثل ظروف عبور المحيط في القرن السادس عشر، والظروف الصحية والإنسانية للبحارة خلال تلك الأسفار الطويلة، كما تبحث في ظروف حفظ الطعام وسلامته دون استعمال التقنيات العصرية.

وخلال رحلتها الطويلة تبقى سفينة "ناوو فيكتوريا" خلال رحلتها الطويلة على اتصال عبر الأقمار الصناعية مع العديد من الجامعات الإسبانية، وذلك للتعاون في مجال الأبحاث والدراسات المذكورة.
_______________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة