في مونديال قطر 2022… غاب المنتخب المصري وحضرت كبدة "على بركة الله"

"على بركة الله"... عربة مصرية تشق طريقها في "دوحة كأس العالم"
أحمد البسيوني يعد وجبة الكبدة الإسكندراني المصرية لجماهير كأس العالم بالدوحة (الجزيرة)

في قطر حضر الجميع، الكرة ومحبّوها، الحماس والمشجعون، المشاهير ومتابعوهم، وكذلك حضرت الأحلام والكثير من الحظ، ليس فقط حظ الكرة الذي غاب عن المنتخب المصري لحساب نظيره السنغالي.

لكن الحظ هذه المرة كان من نصيب عربة كبدة مصرية لصاحبها المصري أحمد البسيوني، الذي يعيش في قطر منذ نحو 12 عاما، شهد خلالها الاستعدادات لكأس العالم، والتحوّلات التي ستبقى ذكرى خالدة في الذاكرة العربية. وكان من أبرز تلك التحولات ما قرر البسيوني أن يطلق عليه اسم "على بركة الله".

"على بركة الله"... عربة مصرية تشق طريقها في "دوحة كأس العالم"
عربة المصري أحمد البسيوني التي أطلق عليها اسم "على بركة الله" (الجزيرة)

يرتفع صوت كوكب الشرق في منطقة درب الساعي بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث منطقة المقاهي القريبة من محطة مترو "المسيلة" بالقرب من أماكن تجمع جماهير كأس العالم.

أم كلثوم ترحب بالجماهير المصرية التي جاءت لتشجيع الجميع في بطولة غاب عنها منتخبها، والتفّت حول كل ما هو مصري، حتى وإن كان شطيرة "ساندويتش" كبدة إسكندراني يحمل نكهة مصرية خالصة، يقدمه البسيوني مع ابتسامة مرحبة تليق بالحدث ودولته ومصريته التي يفتخر بها.

"على بركة الله"... عربة مصرية تشق طريقها في "دوحة كأس العالم"
أحمد لاحظ غياب الكبدة الإسكندراني عن قائمة غالبية المطاعم المصرية في الدوحة (الجزيرة)

بداية البسيوني في قطر

في عام 2009، جاء البسيوني إلى قطر ساعيا وراء الرزق، فعمل مديرا إداريا في أحد مصانع الأدوية. يقول الشاب الثلاثيني للجزيرة نت إن رغبته في إنشاء مشروع خاص أثناء فترة كأس العالم كانت تراوده منذ فترة، لكنه لم يكن متأكدا من أنه يستطيع أن يخرج في هذه الصورة.

كانت الفكرة تراوده حينا وتبتعد أحيانا أخرى، حتى شجعه أحد أصدقائه المقرّبين، والذي كان ينوي بدء مشروعه بافتتاح كافيتريا تعمل لخدمة كأس العالم وزواره. وحين علم بفكرة البسيوني، قرر تشجيعه ومساعدته، وانطلقا سويا في العمل فورا.

الكبدة الإسكندراني، كانت فكرة أحمد، بعدما لاحظ غيابها عن قائمة طعام غالبية المطاعم المصرية المنتشرة في الدوحة، ولسهولة تحضيرها و"نوستالجيا" الأيام الخوالي لآلاف المصريين والعرب القادمين لتشجيع المنتخبات العربية في كأس العالم. لكن المفاجأة كانت في حب الأجانب من مختلف الجنسيات الأوروبية والباكستانية والإيرانية ودول شرق آسيا، لطعم الكبدة المصرية الحار والمميز. يقول البسيوني: "كثيرون أحبوا الكبدة، وسألوني عن الطريقة، ولم أبخل بها على أحد".

"على بركة الله"... عربة مصرية تشق طريقها في "دوحة كأس العالم"
أجواء احتفالية لجماهير كأس العالم في شوارع الدوحة (الجزيرة)

الهواية كانت بداية الفكرة

الطبخ كان من بين هوايات أحمد التي أسهمت الغربة في تحفيزها. وساعده وجود زوجته معه لتمضية إجازة كأس العالم، لإخراج الفكرة إلى حيّز الوجود، بعد استقدام كل الأدوات من مصر، وتجربة الكبدة ليومين قبل بداية كأس العالم. يقول البسيوني "التجربة نجحت بشكل فاق توقعاتنا، حتى أن الزبائن القطريين كانوا أكثر من المصريين. والكثيرون منهم عادوا لتكرار التجربة".

لم تكن الكبدة الوحيدة التي كانت تحمل الطابع المصري على عربة "على بركة الله"، إذ إن الحلويات لا بد أن تكون مصرية أيضا، فاختار أحمد أن يقدم أطباق الأرز باللبن (الحليب) ذات النكهة المصرية، والتي أقبل عليها الجميع، وخصوصا من أهل الخليج المشتاقين إلى وجود المنتخب المصري بين المنتخبات العربية.

سيواصل البسيوني مسيرته مع مشروعه الجديد بعد انتهاء كأس العالم، فقد حققت قطر حلم العرب، وحققت الكبدة حلم البسيوني.

المصدر : الجزيرة