طريقة الاستحمام وتناول الطعام.. عاداتك اليومية تكشف نقاط ضعفك

شكل الطعام يؤثر على طعمه ورائحته، من بيكسابي
تناول الأطعمة العضوية قد يدفع الكثيرين لتأكيد هويتهم الأخلاقية وشعورهم بأنهم أدوا ما عليهم (بيكسابي)

زهراء مجدي

نادرا ما نفكر في عاداتنا وطقوسنا اليومية على أنها ليست أفعالا عادية وعشوائية، في حين يمكنها في الواقع فضح الكثير عن الخفي في شخصياتنا المعقدة، ولو تم فضح الأمر واستطعنا فك شفرات الآخرين من خلال طريقة تناولهم الطعام، وكشفوا شفرات شخصيتنا أيضا فلن نجتمع ثانية في مكان واحد.

هل أنت نباتي محب للبيئة؟

كشف بحث جديد أدارته كيندل سكين مديرة قسم العلوم النفسية بجامعة لويولا بنيو أورلينز أن ذوقك في الطعام الذي تتناوله يمكن يؤثر على سلوكك وأخلاقياتك، وينطبق ذلك على الطعام الشهي المليء باللحوم والدهون مقابل الأطعمة العضوية الخالية من الهرمونات والمبيدات ومشتقات الحيوانات.

فرغم أن الأطعمة العضوية يتم تسويقها في كثير من الأحيان تحت مصطلحات أخلاقية مثل أمان، ونقاء الحياة، وطبيعة خلابة، وتوازن صحي، فإن ذلك دفع لم يمنع من إجراء أبحاث على كل من يتحكم في طعامه من أجل البيئة، وكانت النتيجة أن الشخص الذي يتمسك بتناول الأطعمة العضوية فقط لا يقدم الكثير لمساعدة شخص غريب محتاج، كما أنه يحكم على التجاوزات الأخلاقية التي يرتكبها الآخرون بدرجة أقسى مقابل غيره الذي يتناول طعاما غير عضوي.

وتشير هذه النتيجة إلى أن شراء وتناول الأطعمة العضوية قد يدفع الكثيرين لتأكيد هويتهم الأخلاقية، وشعورهم بأنهم أدوا ما عليهم، مما يخفف رغبتهم في أن يكونوا مساعدين ومصلحين بشكل واقعي، ويماثل ذلك شعورنا بعد الركض لأميال عدة في صالات الرياضة بأنه من حقنا تناول بيتزا بالجبن.

آخر من يترك الطاولة

وعودة إلى الأكل، حيث يبدو أن المثل القائل "أنت ما تأكله" حقيقيا، ولكن هنا عن طريقتك في تناول الأكل.

فوفقا لمؤسسة أبحاث السلوك في لوس أنجلوس، يمكننا استنباط استنتاجات حول شخص ما بناء على عاداته الغذائية، فالشخص الذي يأكل ببطء، ويتناول لقمة واحدة في المرة الواحدة، ويكون آخر من يغادر الطاولة هو عادة شخص يقدّر الحياة ويحب السيطرة ويتمتع بالثقة والتماسك، والطريف أن تناول الطعام ببطء بخلاف أنه يزيد الشعور بالشبع فإنه يزيد شعور المتعة بالأكل.

أما الشخص الذي يتناول طعامه بسرعة، وتجده ينظف مساحته على الطاولة، ويبدأ في رفع الأطباق قبل أن ينتهي البقية من وجباتهم فهو شخص طموح، ويعرف أهدافه، ومنفتح على التجارب الجديدة، وتكشف سرعته في تناول الطعام عن سرعته في التعامل مع الحياة، وتخطي السيئ من أجل الأفضل.

كيف تستحم؟

إذا كنت تحب الاستحمام بماء دافئ فلا تخبر أحدا، فيفترض العلماء أن البشر غالبا ما يعوضون افتقادهم للدفء العاطفي عن طريق رفع درجة حرارة الماء أثناء الاستحمام، كما أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشخص في حمام دافئ مليء بالبخار، دل ذلك على شعوره العميق بالوحدة، لكن ماذا عمن يحبون الاستحمام بالماء البارد؟

ويشير بحث منشور بمجلة مكتبة الولايات المتحدة الوطنية للطب إلى أنهم أشخاص عنيدون وأنانيون، ولا يستمعون لآراء الآخرين إذا اختلفت عن آرائهم، ولن يوافقوا عليها مطلقا.

ليس ذلك فقط، فقد أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الوحيدين يستحمون أكثر من غيرهم، وسط افتراض كبير بأن الدفء الجسدي والعاطفي أو الاجتماعي يمكن أن يفسر كل منهما غياب الآخر في الحياة اليومية.

أيهما أكثر فائدة للجسم: الاستحمام ليلاً أو نهاراً؟
درجة حرارة المياه أثناء الاستحمام تكشف أسرار شخصيتك (بيكسابي)

هل تحتفظ ببريدك منذ عامين؟

يمكن التعرف إلى شخصية البعض بمعرفة طريقة تعاملهم مع الرسائل التي ترد إليهم عبر البريد الإلكتروني، ورسائل الهاتف النصية، فأولئك الذين يحذفون الرسائل بسرعة هم أكثر سيطرة على حياتهم وأفعالهم، في حين أنه من لديهم ألف رسالة غير مقروءة ومعلقة دون حذف عادة ما يتصرفون بعشوائية عكس ما كنا نعتقد.

يمكن استخدام الحاسوب المحمول لمدة ساعتين على الأكثر
‪الشخص الذي يحتفظ بكل رسائله دون حذف أو قراءة يبحث عن  الشعور بالأمان‬ (بيكسابي)

فالشخص الذي تجد في بريده 4 رسائل فقط قد اتخذ إجراء فوريا مع كل رسالة تصله، فهو يقرؤها، ويجيب عليها إذا كانت تستدعي ذلك، ثم يحذفها لأنها لم تعد مفيدة، أو يقوم بأرشفتها في مجلد يعرفه.

ويضيف دكتور علم النفس البحثي لاري روزن عن هذه صاحب الشخصية أنه يتوتر كثيرا إذا لم يتفقد بريده لمدة طويلة، وتسوء حالته إذا فتحه أخيرا ليجد عددا كبيرا من الرسائل غير المقروءة.

أما الشخص الذي يحتفظ بكل رسائله دون حذف أو قراءة فيفعل ذلك بسبب الشعور بالأمان الذي يمنحه إياه الاعتقاد أن بإمكانهم العثور على الأشياء إذا احتاجوها، فالكثير ليس لديهم نفس الدرجة من التسامح مع حالة عدم الأمان تلك.

وفي النهاية، عليك التأكد من إستراتيجية إدارة البريد الإلكتروني الخاص بك بحيث تعتمد اعتمادا كبيرا على مهنتك.

المصدر : مواقع إلكترونية