بين مجبر ومضطر وحالم.. قصص الملهمين في اليوم العالمي للمهاجرين

Somali Refugee Anisa Ibrahim & Kalpana Chawla
الطبيبة الصومالية أنيسة ورائدة الفضاء الهندية تشاولا نموذجان للمهاجرين الملهمين (وكالات)

يرتكز الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين هذا العام على قصص التكافل الاجتماعي المتنوعة والفريدة من نوعها التي عاشها كل مهاجر، حيث يبني المهاجرون مجتمعاتهم الجديدة في جميع أنحاء العالم، وقد بلغ عدد عددهم 272 مليون نسمة بحسب التقرير السنوي للأمم المتحدة عن المهاجرين لعام 2019، بزيادة 51 مليون مهاجر عن عام 2010.

وتحيي المنظمة الدولية للهجرة والمهاجرين والمجتمعات المحلية اليوم العالمي للمهاجرين في 18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، ودشنت المنظمات الدولية وسم WeTogether# لدعم المهاجرين في هذه المناسبة التي خصصتها الأمم المتحدة كيوم دولي سنوي للاعتراف بالمهاجرين وضرورة الحفاظ على حقوقهم.

من فقر المخيمات إلى طبيبة رائدة

كانت الدكتورة أنيسة إبراهيم في الخامسة من عمرها عندما انتشلت حياتها من الحرب الأهلية المروعة في الصومال.

فرّت من الصومال عام 1992 مع عائلتها، وأمضت سنة من طفولتها في مخيمات اللاجئين في كينيا.

وروت أنيسة (33 عامًا) قصتها لشبكة "سي إن إن" (CNN) التلفزيونية الأميركية "كان هناك الكثير من الناس في أحياء صغيرة، وكنا نفر جميعا من آثار العنف والاضطرابات السياسية، كانت أسرتنا أكثر حظا، ولكن كان هناك الكثير من الفقر وسوء التغذية والأمراض المعدية والمتفشية".

العام التالي، نُقلت العائلة إلى الولايات المتحدة، حيث تم علاج أنيسة وأشقائها من بعض الأمراض في عيادة طب الأطفال بمركز هاربور فيو الطبي في سياتل، وهو نفس المركز التي تديره الآن حيث تعمل طبيبة، لكن انتقالها لأميركا لم يأت من دون عقبات حيث عانت كلاجئة ترتدي الحجاب، ولم تر أحدا يشبهها في مجالها.

وهذا ما جعلها تتشكك أحيانا في إمكانية قبولها في البرامج الطبية، فعاشت عزلة اجتماعية وشعرت بصعوبة في التغلب عليها في البدايات، لكنها تعيش الآن كأم في أسرة صغيرة، وهي سعيدة أنها لم تضطر للمفاضلة بين الأمومة والطب حيث يدعمها المجتمع في القيام بمهمتين.

مطعم لا يغلق بابه أمام الفقراء

المهاجر الباكستاني قزي منان صاحب مطعم "سكينة حلال غريل" (Sakina Halal Grill) في العاصمة واشنطن، الذي يفتح أبوابه يوميا ويطعم أي مشرد أو فقير يطلب المساعدة، حيث قدم 16 ألف وجبة مجانية عام 2018.

وفي حديثه لصحيفة "فوربس" (Forbes) الأميركية قال منان "ذات يوم، كنت في وضع مماثل، حيث لم يكن لدي ما يكفي من الطعام، من الجميل أن ترفع معنويات إنسان آخر". وقد لفتت التجربة انتباه المنتدى الوطني للهجرة واعتبره من أكثر قصص الهجرة إلهاما.

16 عاما من الإلهام بعد وفاتها

ولدت رائدة الفضاء كالبانا تشاولا في الهند، ولا تزال مصدر إلهام بعد 16 عاما من وفاتها، تخرجت من كلية الهندسة في بنجاب، وجاءت إلى أميركا وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه في هندسة الطيران من جامعة تكساس في أرلينغتون وجامعة كولورادو بولدر.

حصلت تشاولا على الجنسية الأميركية قبل أن تختارها ناسا في برنامج رواد الفضاء. لتصبح أول امرأة من أصل هندي تصعد إلى الفضاء عام 1997.

توفيت تشاولا مع 6 من أفراد الطاقم مطلع فبراير/شباط 2003 خلال مهمتها الثانية إلى الفضاء، عندما تحطم مكوك الفضاء كولومبيا أثناء عودته من إحدى رحلاته.

قال باناراسي والد تشاولا لصحيفة فوربس "كانت مختلفة ومميزة منذ طفولتها، لأنني الأب، كل ما فعلته هو عدم قص جناحيها، أرادت أن تطير، لقد تركتها تطير فقط".

الفيديو الأخير لتشاولا وطاقم المكوك قبل تحطمه في رحلة العودة:

الأيام الدولية مناسبات تثقيف عامة الناس حول القضايا ذات الأهمية وتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية، والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها، ورغم أن الاحتفالات ببعض الأيام الدولية تسبق إنشاء الأمم المتحدة، فإن الأخيرة تبنت هذه الاحتفالات كأداة قوية لنشر الوعي.

ويعطي كل يوم دولي الفرصة للجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع المناسبة، وتسعى مؤسسات ومكاتب الأمم المتحدة، بالإضافة الى الحكومات وقطاعي المجتمع المدني والخاص والمؤسسات التعليمية والمواطنين بشكل أعم، لجعل اليوم الدولي نقطة انطلاق لأنشطة التوعية الخاصة بموضوع اليوم وأهدافه.

المصدر : مواقع إلكترونية