من حق الجميع توديع أحبابهم.. شركة مصرية تقدم خدمات ما بعد الموت

المقابر في مصر
يقدم "سُكنى" خدمات لمساعدة أهل المتوفى في إجراءات الدفن واستقبال العزاء (الجزيرة)

للموت هيبة يقف أمامها الجميع مرتبكا، لحظات يهيم فيها الجميع على وجوههم، حالة من الصمت أو النحيب تخيم على الجميع، ينجح القليلون في القيام بمراسم الدفن والعزاء والواجبات المرتبطة بيوم الحزن.

ويرغب كثيرون في أن يرموا أحمالهم في هذا اليوم الصعب على أشخاص يأتمنونهم لينوبوا عنهم في قضاء تلك الأمور، ومن أجل تلك الأوقات الصعبة ظهر مشروع مصري أطلق عليه أصحابه "خدمات ما بعد الموت".

واختار أحمد جاد الله العائد إلى القاهرة بعد سنوات الاغتراب في الولايات المتحدة، أن يكون مشروعه بهدف مساعدة أسر المتوفين في ترتيبات ما بعد موت ذويهم، وأطلق عليه اسم "سُكنى".

فريق عمل مشروع "سكنى" (مواقع التواصل)

وراودت الفكرة جاب الله بعد أن تابع عن قرب ما حدث في وفاة أحد أصدقائه الذي توفي بالخارج، فتولت إحدى الشركات الخاصة بتنظيم الجنازات كل شؤون الدفن والجنازة، وتفرغ أصدقاء المتوفى لوداعه، في حين كانت تجربته مع الموت في مصر ذات أثر سيئ حيث لم يستطع تأدية صلاة الجنازة على صديق والده المقرب وتوديعه بالشكل الملائم لانشغاله بالإجراءات، حسب ما ذكره عبر صفحته في فيسبوك.

توديع الأحبة

ولأن من حق الجميع أن ينعموا بدقائق إضافية لتوديع أحبابهم، انطلق جاب الله في مشروعه عام 2018، ويقول -عبر صفحته الخاصة على فيسبوك- إنه قام بدراسة جيدة للسوق واستطاع بخبرته في عمله في شركات مثل غوغل وفيسبوك التعرف على احتياجات السوق المصري، وتقديم خدمة مميزة بأسعار منافسة، مؤكدا أن فريق العمل بالشركة دُرّب وفق أحدث نظم الشركات العالمية في هذا المجال، مع فارق الثقافة المصرية وتقاليدها الخاصة بالموت.

ويعمل الفريق منذ لحظة إعلان الوفاة والاتصال به، فيقوم فريق بمتابعة الإجراءات الخاصة باستخراج تصاريح الدفن، وفريق آخر يتوجّه للغسل والتكفين والتجهيز، ثم متابعة إنهاء إجراءات الخروج من المستشفى أو تجهيز المنزل لاستقبال الوافدين، في حين يعمل فريق آخر على متابعة حجز أقرب مسجد للصلاة على المتوفى، ثم حجز مكان العزاء وفقا للإمكانيات المادية للعائلة ورغبتها.

الإجراءات التي يقوم بها فريق "سكنى" لا تتوقف عند حدود الصلاة على المتوفى، بل تكتمل بإمكانية الوصول إلى المقابر الخاصة بالأسرة وتجهيز سيارات لنقل المعزين المشاركين في الجنازة، ثم تجهيز المقابر لاستقبال الوافدين، وتحديد مقرئ خاص يتولى الدعاء للمتوفى قبل نزوله للقبر، وتجهيز المدفن نفسه بمظلات اتّقاء حرارة الجو ومقاعد لكبار السن وزجاجات مياه باردة، إضافة للتعامل مع ساكني المقابر المنتظرين لنفحات أهل المتوفى، كل هذا يتم في هدوء تام ودون أن يتكبد الثكالى عبء ضغط جديد.

فريق لمشروع "سكنى" أثناء تجهيز المقبرة استعدادا لدفن متوفى (مواقع التواصل)

وبما أن أغلب التجارب السابقة في هذا المجال كانت حبرا على ورق، قرنت هذه الشركة القول بالفعل، بحسب عدد من الذين تعاملوا معها، حتى في دفن المتوفيين بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.

ومن بين الشهادات تلك التي كتبها علي عبد الحي عبر صفحته في فيسبوك، إذ توفي أحد أفراد عائلته بعد إصابته بكورونا، وفي ظل الإغلاق العام ونشر الشائعات حول التعامل مع متوفين بكورونا، كان تعامل "سكنى" -بحسب عبد الحي- بمنتهى الاحترافية، حيث قامت الشركة بجميع مراسم الغسل والتكفين والتجهيز، والصلاة على المتوفى في أضيق الحدود، ثم أشرفت على الدفن ومراسمه، في الوقت الذي كان فيه أهل المتوفى في حالة من الإعياء والصدمة والذهول.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي