أماكن سياحية أحيلت للتقاعد.. لماذا مُنع الزوار من دخولها؟

ممنوع اقتراب الزوار.. أماكن سياحية أحيلت للتقاعد
أماكن سياحية ممنوعة على الزوار (بيكساباي)

فريدة أحمد

السائح نوعان، تقليدي يسعى إلى إجازات هادئة تعوضه عناء فترة الدراسة أو العمل، أو مغامر يجد متعته في الاستكشاف وخوض التحديات، لكن كليهما ممنوع من دخول بعض أجمل المناطق وأكثرها إثارة.

لأسباب مختلفة، هناك أماكن سياحية تفردت بخصوصيتها أغلقت أمام السياح، وأصبح محظورا عليهم زيارتها، إضافة إلى أماكن أخرى مؤهلة لكونها أفضل مزارات سياحية لكن الاقتراب منها ممنوع بقوة القانون والسلاح.

أماكن كانت سياحية

1- كهف لاسكو من العصر الحجري
اكتشف كهف لاسكو الواقع شمال غرب فرنسا عام 1940، ويعتبر من أهم الكهوف الأثرية الذي يضم لوحات جدارية عن العصر الحجري تعود إلى 17 ألفا وثلاثمئة عام.

من بين الرسوم الموجودة على جدران الكهف حيوانات كبيرة يعتقد أنها كانت تعيش بالمنطقة في ذلك الوقت.

افتتح الكهف فور اكتشافه، وبسرعة تحول إلى أحد أهم مناطق الجذب في محافظة دوردونية، ولكن في عام 1955 حذر الخبراء من أن ثاني أكسيد الكربون والحرارة والرطوبة التي جلبها السياح إلى الكهف أثرت على الألوان والنقوش الصخرية، مما أدى إلى إغلاقه عام 1963.

وبعد سنوات عدة افتتح الكهف مرة أخرى أمام السياح، وأُدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وفي عام 2008، أغلق الكهف تماما ولم يعد يسمح للسياح بزيارته عقاب تفشي الفطريات على اللوحات الجدارية، ويُسمح فقط لعدد قليل من العلماء بالدخول لبضعة أيام فقط في الشهر لدراسة اللوحات.

2- جزر دييغو غارسيا
تعتبر دييغو غارسيا -أكبر الجزر المرجانية السبع الواقعة وسط المحيط الهندي- ملاذا استوائيا مثاليا بشعابها المرجانية الملونة وشواطئها الرملية، ولكن بعد إخلاء السكان قسرا من الجزيرة في عام 1973، أنشأت حكومة المملكة المتحدة قاعدة عسكرية كبيرة في دييغو غارسيا وأعلنتها منطقة محظورة على الجميع باستثناء الموظفين الرسميين.

3- جزيرة كومودو
تعد كومودو الواقعة في إندونسيا مزارا سياحيا مهما، باعتبارها موطنا لنحو 1800 Komodo Dragons "كومودو دراغونز"، وهي أكبر سحلية حية يصل وزنها إلى مئتي رطل ويبلغ طولها عشر أقدام.

وفي أبريل/نيسان الماضي أعلنت الجزيرة أنها ستغلق أبوابها أمام السياح بداية من العام المقبل ولم تحدد موعدا لإعادة فتح أبوابها، بعد أن ضبطت الشرطة مجموعة من المهربين أثناء محاولة بيع 41 "كومودو دراغونز".

View this post on Instagram

Baby komodo dragon encounter! 🦎 Ran into this little fella on our Komodo Island stroll. DYK, komodo dragons don’t look after their young and will sometimes eat them, so when a baby is hatched, it will scurry up a tree and live there for the next 3 years, in hopes of raising its slim odds of survival. It’s a tough life when even your own mom may mistake you for some other lizard (or so she says) and gobble you up for a snack. Good luck out there little guy! . . . . . . #komodo #komodoisland #komododragon #komodonationalpark #lizards #lizardsofinstagram #monitorlizard #visitkomodo #realdragons #monitorsofinstagram #wildanimals #wildgeography #wildlifeperfection #wildlife_shots #animalelite #instanimals #animalfriends #animalbabies #animalsinthewild #baby_animals #igersnature #naturehub #explorewildly #travelmore #goexplore #visualsofearth #packandgo #igersindonesia #amazingindonesia #ig_indonesia

A post shared by Cindy Tam (@cinderbloque) on



خلال فترة الإغلاق سيراقب اختصاصيو الحفظ تلك الزواحف، وتوفير ما يكفي من الغذاء والبيئة الطبيعية الصحية بهدف زيادة عددها خوفا من الانقراض.

4- جزيرة سرتسي
قبل عام 1963 لم يكن لتلك الجزيرة وجود، ثم ظهرت من أعماق البحر نتيجة ثورة بركانية ضخمة استمرت لنحو ثلاث سنوات.

وقبل ظهورها لاحظ البحارة الآيسلنديون، الذين كانوا يصيدون الأسماك على بعد حوالي عشرين كيلومترا جنوب غرب هيماي في آيسلندا، بدايات ثوران تحت البحر.

وفي النهاية، ارتفعت الجزيرة إلى ارتفاع 169 مترا فوق مستوى سطح البحر، واشتق اسمها من "سرتر" ملك النار في الأساطير الإسكندنافية.

كان يسمح لعدد قليل من السائحين بزيارتها، وأضيفت إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وقد أغلقها العلماء لمحاولة فهم كيفية تشكل النظام البيئي دون أي تأثير بشري، فشهدت الجزيرة اهتماما مكثفا من الباحثين البيولوجيين.

مناطق لا يسمح بالاقتراب منها

1- جزيرة سينتينيل
تعتبر سينتينيل إحدى جزر أندمان الهندية الواقعة على خليج البنغال، وهي موطن لقبيلة أصلية تعرف باسم Sentinelese، فرضت الجزيرة على نفسها عزلة عن بقية البشرية، حيث يرفض سكانها أي شكل من أشكال التواصل مع العالم الخارجي.

وفي عام 2006، قتلت القبيلة -التي يعتقد أن عددها يتراوح بين خمسين ومئتي شخص- رجلين كانا يصطادان قبالة الجزيرة، وحينما حاول خفر السواحل الهندي استعادة جثتيهما من خلال مروحية "هليكوبتر" أطلق عليهم سكان الجزيرة وابلا من السهام.

2- الموت يسكن بوفيليا
عندما أصاب الطاعون معظم سكان العالم، فكر الرومان في عزل المرضى خوفا من تفشي الوباء، وكانت بوفيليا قبلتهم، وهي جزيرة صغيرة منعزلة تطفو بين البندقية وليدو شمال إيطاليا، وكانت تستخدم نقطة تفتيش للملاحة.

وهناك عاش الناس آخر حياتهم البائسة، وتحولت إلى مقبرة جماعية، وفي العشرينيات من القرن الماضي، تم إنشاء مستشفى للأمراض العقلية عليها، وحجز فيها أي شخص ظهرت عليه أعراض المرض، وأجريت على سكانها أكثر التجارب وحشية، وفي عام 1968، تم إغلاق المستشفى والتخلي عن الجزيرة.

الرعب الذي حدث على أرضها أكسبها سمعة سيئة، حتى اعتبرت أكثر الأماكن المسكونة بالأشباح في العالم.

3- جزيرة الأفاعي
جزيرة Ilha da Queimada Grande، أو جزيرة Snake "الأفعى"، مساحتها 43 هكتارا وتقع على الساحل البرازيلي، على بُعد عشرين ميلا من شاطئ سان باولو.

View this post on Instagram

Ilha da Queimada Grande, Brazil. Also known as snake island. First Hidden somewhere off the coast of Brazil, this island is widely recognized as the most dangerous place on the planet. The reason for this is quite simple — this place is full of one of the most venomous snakes in the world, Bothrops. Researchers estimate that about five snakes per square meter live on the island. There are several stories of people succumbing to the deadly predators in no time at all. One of these stories recalls a lighthouse keeper who was attacked by the snakes and died. Snake Island’s lighthouse has been automated ever since that fatality, and the Brazilian government has prohibited any visitors from setting foot there. #brazil #ilhadaqueimadagrande

A post shared by Undilutedearth (@undilutedearth) on



تعد الجزيرة موطن أحد أكثر أنواع الثعابين فتكا في العالم وأكثرها سمية، وهي Golden Lancehead Viper "غولدن لانشد فايبر"، ويوجد أكثر من أربعة آلاف منها تسكن الجزيرة، تنتشر بواقع ثعبان لكل خمسة أمتار مربعة من الأرض.

وقد حظرت الحكومة البرازيلية أي زائر من الدخول إلى هناك خوفا عليهم وعلى الثعابين من الاصطياد، لكن كل بضع سنوات تمنح الحكومة عددا من العلماء تصريحا لإجراء التجارب والأبحاث على الثعابين هناك.

المصدر : مواقع إلكترونية