ديتوكس إلكتروني.. كيف تتخلص من سموم مواقع التواصل الاجتماعي؟

فيسبوك في ورطة.. بعد بث مجزرة المسجدين عبره
يساعد الديتوكس أيضا على التعامل مع العالم الحقيقي بأرض الواقع (مواقع التواصل)

آيات جودت

ربما سمعنا جميعا عن مصطلح "ديتوكس" وغالبا ما كان يقترن بالطعام أو الماء، وهو ما يعني التخلص من السموم، ولكن يبدو الآن أنه يمكن تطبيق الديتوكس أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فهي تصيب الكثيرين بالإحباط وبعض المشاكل النفسية إن لم يتم استخدامها بشكل صحيح، لذا فإن التخلص من سموم مواقع التواصل بات أمرا ضروريا ويجب اللجوء له عاجلا وليس آجلا، ولكن كيف يمكن تحقيقه؟

لماذا لا يستطيع الكثيرون الابتعاد بشكل كامل عن هذه المواقع؟ لأن مصمميها يعلمون جيدا كيف يجعلونها مثيرة للانتباه ودافعة للإدمان، ويستطيعون باستخدام الخوارزميات استنتاج نوع المحتوى الذي يفضله كل شخص، فتظهر على الصفحة الرئيسية للمنصة مختلف الأخبار التي يميل إلى متابعتها.

لا يقتصر الأمر على ذلك، فحتى إن استطاع شخص أن يتوقف عن حبه وإدمانه لهذه المنصات، فقد لا يستطيع بالرغم من ذلك الانقطاع عنها بشكل كامل، ففي السنوات القليلة الماضية أصبح عمل الكثير من الأشخاص متعلقا بمتابعتهم لما يحدث على هذه المنصات، أو مرتبطا بوجودهم الدائم عليها.

السر في التقليص
حتى في العلاقات الإنسانية أصبح وجود المرء على واحدة أو اثنين على الأقل من هذه المنصات أمرا مفروغا منه، لأنه لا يمكن إنكار أن هذه المنصات سهلت التواصل بين جميع أفراد الأسرة في مختلف أنحاء العالم.

ولكن بالرغم من المميزات التي تعطيها منصات التواصل المختلفة، فهي في المقابل لها أضرار عدة، مثل إضاعة الوقت في تصفح أخبار لا قيمة لها، شراء المزيد من المنتجات التي لا حاجة لك بها، إتاحة التلصص على حسابات الآخرين بدعوى الحياة الاجتماعية، وهو ما أدى في النهاية إلى وجود حالة من الإدمان عند البعض والاستياء عند البعض الآخر من توغل هذه المواقع في الحياة.

الديتوكس المثالي يتمثل في الابتعاد بشكل كامل عن كل المنصات، حذف الحسابات الشخصية ومسح التطبيقات من الهاتف، بالإضافة إلى حظر المواقع من على جهاز اللابتوب، ولكن يمكن أيضا لمن لا يستطيع الاستغناء عن هذه المنصات -لأي من الأسباب العملية السابقة- تحقيق ديتوكس بقواعد خاصة به، والكلمة الأهم لتحقيق هذا الديتوكس هي "التقليص".

لتحقيق الديتوكس بدون انقطاع كامل يجب تقليص عدد الأصدقاء والصفحات، خاصة هؤلاء الذين يسببون شعورا بالانزعاج حتى وإن لم يكن مبررا، يكفي الإحساس بهذا الشعور السلبي لإيقاف متابعتهم، ليس هذا فحسب، بل إن عدم الاهتمام بما ينشرونه مع امتلاء الصفحة الرئيسية بأخبارهم أمر مزعج في حد ذاته.

الديتوكس المثالي يتمثل في الابتعاد بشكل كامل عن كل المنصات (بيكسابي)
الديتوكس المثالي يتمثل في الابتعاد بشكل كامل عن كل المنصات (بيكسابي)

كذلك مفهوم التقليص يمكن أن يتم تطبيقه على وقت التعامل مع مواقع التواصل والتحكم فيه باتباع بعض القواعد البسيطة، مثل عدم التعامل مع أي من المنصات إلا بعد الاستيقاظ من النوم وتناول الإفطار والقهوة، كما ينصح موقع "بيرداي" (Byrdie) بعدم تصفح أي من هذه المنصات بعد العاشرة مساء أو قبل النوم بفترة غير قصيرة.

تقليص الوقت يمكن أن يمتد ليصبح عادة، فعند الانتباه أن هناك الكثير من الوقت الضائع -في تصفح هذه المنصات بدون هدف أو فائدة- يجب محاولة وقف التصفح فورا وإغلاق المنصة، ومحاولة الانشغال بأي هواية أخرى مثل مشاهدة فيلم أو مسلسل، قراءة كتاب، قضاء الوقت مع الأحبة، أو حتى التحديق في الفراغ.

من الأمور المساهِمة في تقليص الوقت إبعاد الجوال عن يدك فور الانتهاء من المهام الحقيقية التي تريد إنجازها، والتي من المفضل كتابتها في قائمة من بداية اليوم أو حتى من اليوم السابق، كي لا يجرفك تيار الأخبار والصور بعيدا فتنسى المهام الأصلية التي كنت تريد إنجازها، أو تأخذ أطول من الوقت اللازم لإنجاز المهام.

هل ينجح الأمر حقا؟
رغم أن هذا الديتوكس ليس مثاليا، ولكنه يحقق نتائج إيجابية بالفعل، فبحسب موقع "بوب شوغر" (Pop Sugar) هذا النوع من الديتوكس يساعد على زيادة الثقة بالنفس ويزيد من حالة السلام النفسي ويحسن الصورة الذهنية للشخص عن نفسه، كما أن الابتعاد عن مسببات الإزعاج يساعد في تحسين الحالة المزاجية بشكل عام.

ويساعد هذا الديتوكس أيضا على التعامل مع العالم الحقيقي في أرض الواقع، بعيدا عن الشاشات التي لا تنقل الصورة بشكلها الكامل، كما أن موقع "لايف هاك" (Life Hack) يشير إلى أن الخوف من عدم اللحاق بآخر الأخبار أصبح مرضا منتشرا في هذا العصر بسبب مواقع التواصل، والابتعاد قدر الإمكان عنها يساعد على كسر دائرة هذا المرض.

المصدر : الجزيرة