كيف تعززين ثقتك كأم في تعاملك مع أبنائك؟
وقالت د. أليسون إسكالانت -في تقرير بمجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية- إن صديقتها هيلين التي كانت تعرفها قبل الزواج فقدت ثقتها بنفسها بعد أن أصبحت أما.
وتقول هيلين "لقد دُمرت ثقتي بنفسي، كنت أشعر دائما بكفاءتي في العمل وفي حياتي، وهذا ما جعلني أشعر بالثقة، وقد استغرقت ثلاث سنوات لأفهم مقتضيات الحياة كأم، ولم أكن أشعر بالثقة في اختياراتي، ولم أثق بخططي".
وأضافت "أشعر فعلا أننا نحن أولياء الأمور أصبحنا نعيش في عصر يوجد فيه العديد من الدراسات، لذلك ليس لديك أي عذر للتصرف بطريقة اعتباطية".
وتابعت "تجعلني كثرة المعلومات المتوفرة أشعر بمسؤولية كبرى بشأن معرفة إجابات جميع الأسئلة، لذا يجب أن أعرف ما الذي علي فعله مع طفل بعمر السنة، وأن أدرك ما الذي من المفترض أن أقوم به مع طفل في الثالثة، لطالما قلت إنني أتمنى لو كان لدي دليل يرشدني إلى الطريقة الصحيحة للتصرف في كل موقف، أدرك جيدا ما يجب فعله، ولكنني لا أحصل دائما على الإجابة في كل وضع".
تخيل وجهة نظر طفلك
ذكرت الكاتبة أن هيلين وصفت شيئا توصلت إليه خلال عملها ويتمثل في قانون خاطئ مفاده أننا بحاجة دائما إلى اتخاذ القرار الصحيح، وقد لا ندرك في بعض الأحيان أننا نأمن بهذا القانون، ولكننا نتصرف وفقه، فنحن كآباء ننتقد أنفسنا كثيرا ونقلق إذا لم نقم بالتصرف الصحيح في كل المواقف، ورغم أننا ندرك أنه يصعب تحقيق هذا الأمر فإننا لا نزال نرغب في الوصول لهذا الهدف.
لكن، تخيل هذا الأمر من وجهة نظر طفلك، حيث يخبرك أبواك بأنهما يحبانك بغض النظر عما يحدث، وأنه لا حرج في ارتكاب الأخطاء، إلا أنهما يشعران بالسوء إذا لم يتخذا القرار المناسب دائما. من جهتها، تريد هيلين أن يكون طفلها ناجحا وسعيدا، لكنها على يقين بأن الطفل الناجح ليس الذي يدرك ما يجب عليه فعله في كل المواقف.
المرونة بالمعاملة
نتائج الأبحاث قد تكون مفيدة جدا، لكن هذا يعتمد على كيفية تعاملنا معها، فعندما تصبح الدراسة بالنسبة إلينا عبئا وتلزمنا بمجموعة من الواجبات، قد تسرق منا ما يجعلنا آباء جيدين.
في سبتمبر/أيلول 2017، أشارت "بي بي سي" إلى مشكلة بدأت بالانتشار، ألا وهي "السيبركوندريا" (وسواس توهم المرض). وتوصل فريق من الباحثين إلى أن القلق المفرط بشأن الصحة، وزيارة الطبيب والقيام باختبارات غير ضرورية، أصبح ظاهرة متنامية، ويعود هذا إلى بحث الأشخاص عن أعراض الأمراض على الإنترنت.
وأدى هذا القلق بشأن الصحة إلى ظهور أعراض جسدية مثل آلام الصدر المستمرة والصداع، ويطلق الأطباء على هذا السلوك اسم "الجسدنة".
وأفاد الباحثون أن "الدكتور غوغل يعتبر مفيدا للغاية، لكنه لا يستطيع تقدير الأشياء وفقا لمقتضياتها الأصلية". لكن، لا تقدم طمأنة الطبيب للمريض حول صحته إجابة كافية للتقليل من قلقه.
والأمر ذاته يتعلق بتربية الأبناء ويظهر لدى أولياء الأمور أيضا الذين يشعرون بأنهم بحاجة لمعرفة كل شيء للتصرف بطريقة مناسبة، ويقوم بعضهم بالبحث عن معلومات مفيدة، ويختار آخرون استشارة الجيران وتقليدهم، في حين يفضل غيرهم قراءة المدونات على الإنترنت، ويخلق هذا البحث المتواصل شعورا دائما لدى الأولياء بأن هناك مشكلة فيهم وفي أطفالهم.
تعزيز الثقة
ودعت الكاتبة إلى تحرير أنفسنا وأطفالنا من عبء الاضطرار إلى معرفة كل شيء، حيث تكمن الثقة الحقيقية في المرونة بالمعاملة، ويتمثل النجاح الحقيقي في أن نكون مؤمنين بمجهوداتنا الشخصية.
ويستطيع الآباء والأمهات والأطفال السعداء التمتع بأوقاتهم بعيدا عن المخاوف المزعجة، وكلما سعينا إلى القيام بالأشياء بالطريقة المثالية أصبحنا أكثر صرامة.
ويمكن استخدام المعرفة لتربية الطفل بطريقة تعزز من ثقتنا من خلال التثبت من المصادر التي ننتقي منها معلوماتنا، ويمكننا مثلا الاستفادة من وسائل التواصل من خلال التواصل مع أصدقائنا المقربين الذين يهتمون بنا ويشاركوننا المقالات المشجعة، فالنصيحة الجيدة عادة تشعرنا بالثقة، في حين تزيد النصيحة السيئة من قلقنا.