بالأفوكادو وأعشاب البحر.. أنقذوا كوكبكم الأخضر

Nagwan Lithy - عدد رواد المجمع التجاري صديق البيئة يقدر بـ 700 زائر (تواصل اجتماعي) - مؤسسات ربحية تنقذ الكوكب بالأفوكادو وأعشاب البحر
افتتح بالسويد أول مركز تجاري من نوعه متخصص في بيع أغراض مصنوعة من مواد غير مضرة بالبيئة (تواصل اجتماعي)

آيات جودت

أصبح إنقاذ البيئة وكوكب الأرض شاغلا مهمًا للعاملين في مجالي البيئة والمنظمات غير الهادفة للربح، وعادةً ما تكون المهمة ملقاة على عاتق متطوعين لمحاولة إحداث تغيير، أو يقوم بها أفراد مختلفون حول العالم يسعون لتغيير عاداتهم الشخصية إلى محاولة إحداث فارق ملموس في العالم، لذا عندما تقوم مؤسسات تجارية ربحية بمحاولات جادة لإنقاذ البيئة ومساعدة كوكب الأرض في البقاء والاستمرار، فإنها تصير أمرا مختلفا وتستحق الإشادة.

زراعة الشجر بالبحث عبر الإتنرنت
تعد محركات البحث واحدة من أهم طرق الحصول على المعلومات، وباتت تتنافس في الخدمات التي تقدمها للعملاء من أجل جذب المزيد إليها أملا في زيادة نسبة الإعلانات.

لكن محرك بحث "إيكوسيا" (Ecosia) اختار أن تكون منافسته لصالح البيئة، فمقابل حوالي 50 مرة بحث من خلال هذا المحرك، يزرع شجرة في إحدى المناطق التي تحتاج إلى ذلك، وقد زرع مسؤولوه بالفعل ما يزيد عن 50 مليون شجرة، وفق العداد المرفق في صفحتهم، في دول مثل المغرب وإثيوبيا وتنزانيا ومدغشقر والبرازيل وإندونيسيا وغيرها.

يشجع المحرك عملاءه على أن يصبح هو محركهم الأساسي للبحث عبر الإنترنت، وهذا بوضع عداد شخصي يبيّن عدد المرات التي بحث فيها العميل من خلاله، وبالتالي عدد الأشجار التي كان سببا في زراعتها.

‪أدوات طعام من الأفوكادو‬   أدوات طعام من الأفوكادو (تواصل اجتماعي)  
‪أدوات طعام من الأفوكادو‬   أدوات طعام من الأفوكادو (تواصل اجتماعي)  

أدوات مائدة من الأفوكادو
يعد البلاستيك الخفيف المصَمّم للاستخدام مرة واحدة من كبرى المشاكل التي تواجه كوكب الأرض، وواحدًا من أكثر المخلفات البلاستيكية التي تلوّث البيئة، لذا قررت شركة "بيوفيز" المكسيكية إنتاج أدوات مائدة للاستخدام مرة واحدة وغير مضرة للبيئة.

استغلت الشركة وجودها في المكسيك، البلد الذي ينتج حوالي نصف محصول العالم من الأفوكادو، وحوّلت بذور الأفوكادو إلى منتج صديق للبيئة ويتحلل خلال 240 يوما فقط، إن تم تخزينه في مكان جاف وجيد التهوية، بحسب التقرير الذي نشره موقع "ناو ساينس" (Now Science).

حلقات صديقة للبيئة والحيوان معا
كثيرًا ما تنتشر صور مؤلمة لطيور وحيوانات بحرية تعلق في مخلفات الإنسان البلاستيكية، لذا في محاولتها للحد من هذه المخلفات، قامت شركة تصنيع المشروبات الأميركية "سولت ووتر" باستبدال الحلقة البلاستيكية التي تجمع ست عبوات معًا بأخرى صديقة للبيئة.

بدأت الشركة في تنفيذ فكرتها بعد الإعلان عن مقتل ما يزيد عن المليون كائن بحري بواسطة حلقات مشروبات الشعير البلاستيكية، وهو ما دفع الشركة إلى تغيير الخامات التي تعتمد عليها حتى لا تكون مشاركة في مقتل المزيد من المخلوقات، خاصةً وأن البلاستيك يحتاج حوالي ألف عام لكي يتحلل.

ليس هذا فحسب، فوفقًا لموقع الشركة المنتجة "SaltWaterBrewery"، فإن المادة المصنوعة منها هذه الحلقات الجديدة يمكن للحيوانات أن تتناولها دون أن تتسبب لها في أي مشكلات صحية.

‪مجمع تجاري لبيع المنتجات المستعملة‬ (تواصل اجتماعي)
‪مجمع تجاري لبيع المنتجات المستعملة‬ (تواصل اجتماعي)

عبوات من أعشاب البحر
تسعى شركة "إي أم إي أم" التي أسسها ثلاثة شباب يابانيين، إلى الحفاظ على البيئة من خلال تصنيع عبوات بلاستيكية لحفظ وبيع مختلف المنتجات، لكنها مصنوعة من مادة "أغار" المأخوذة من أعشاب البحر، وهي مادة جيلاتينية استطاع هؤلاء الشباب تشكيلها وإيجاد طريقة لكي تحافظ على هذا التشكيل.

لاقت منتجات الشركة البديلة للبلاستيك ترحيبًا من الأوساط المهتمة بالبيئة، خاصةً وأن -كما يوضّح موقع "وايرد"- من السهل على أعشاب البحر الحصول عليها وتحتاج فقط إلى ثمانية أسابيع بحد أقصى لكي تتحلل، وهي منتج تمنحه الطبيعة لنا ويمكن زراعته بسعر زهيد.

منتجات معاد تدويرها
وفي هذا السياق أيضا، اٌفتتح في السويد أول مركز تجاري من نوعه، فهو متخصص في بيع الأغراض المستعملة والمعاد تدويرها وتلك المصنوعة من مواد عضوية طبيعية غير مضرة للبيئة.

ويعمل مركز "ريتونا" على مرحلتين، الأولى هي فرز الأغراض المستعملة إلى صالحة ومفيدة وإلى غير صالحة ولا يمكن إعادة استخدامها، وبعدها تأتي المرحلة الثانية وهي العمل على الأغراض الصالحة للاستخدام أو التصليح، سواء بإصلاحها أو بتحويلها إلى أشياء أخرى مفيدة.

وفقًا للحوار الذي أجراه موقع "شوبينغ سنتر نيوز" (ShoppingCentreNews) مع صاحب المركز، قال إن مركزه يستقبل يوميًا سبعمئة زائر ووفّر حوالي خمسين وظيفة، ورغم أن هذه الأرقام تبدو ضئيلة مقارنةً بالمراكز التجارية الاعتيادية، فإن المهم هو التغيير الذي يستطيع هذا المركز تحقيقه في العالم، فمهما بدا هذا التغيير صغيرًا فإنه مع مرور الوقت سيظهر أثره.

المصدر : الجزيرة