الأزياء الماليزية.. عراقة واحتشام تزينهما "حورية البحر"
سناء نصر الله-كوالالمبور
قدمت ماليزيا نفسها خلال العقود الأخيرة كلاعب مؤثر في صناعة الأزياء المحتشمة المتأثرة بالطابع والثقافة الإسلامية، وخصصت لهذه الصناعة ميزانية ضخمة تقدر بأكثر من عشرة مليارات دولار سنويا، إضافة إلى إقامة مهرجانات ومعارض وعروض أزياء تخدم هذا التوجه.
تطور عبر الزمن
وشهد اللباس التقليدي الماليزي تطورا كبيرا عبر الزمن، إذ ارتدت المرأة الماليزية قديما الكمبان (kemban)، وهو قطعة واحدة من القماش غير المخيط تلف حول الجسد ويتم تثبيتها وربطها بعقد عند الصدر، وتتفاوت أطوالها بين القصير والطويل، وتعود أصوله إلى إندونيسيا.
واستخدمت في الكمبان خامات القطن والحرير والقماش المطبع بالشمع "الباتيك"، أما في أوقات العمل التي غالبا ما كانت في مجال الزراعة فكانت النساء يرتدين حزاما عريضا يسمى "أنغكين" يغطي منطقة الخصر والبطن.
الطابع الإسلامي
ومع دخول الإسلام إلى الأرخبيل الملايو في القرن الـ12 الميلادي اكتست الأزياء التقليدية بالطابع الإسلامي وأصبحت اللباس أكثر حشمة وسترا، كما دخل غطاء الرأس الحجاب أو ما يسمى باللغة المحلية "توندونغ".
ويسمى اللباس التقليدي الماليزي "باجو كورنغ"، وتعني باللغة الماليزية القميص الطويل وقد يصل أحيانا إلى الركبة ويكون بأكمام طويلة، وترتدي المرأة الماليزية تحت القميص التنورة الطويلة الماكسي مع كسرات جانبية لتسهيل الحركة.
خامات باهظة الثمن
وتقول سيتي حنان -وهي موظفة علاقات في إحدى شركات الأزياء بالعاصمة كوالالمبور- إن الملابس التقليدية الماليزية تصنع من خامات باهظة الثمن تسمى "سونغ كيت"، وهي عبارة عن قماش مطرز يتم جلبه من الهند، ويمتاز بنقشاته ذات الطابع الهندسي.
ويمكن الاستعاضة عنه بأقمشة أقل ثمنا ولكنها تتشابه بالشكل مثل البروكيت أو ساري، وتصنع هذه الأنواع من خامات كالقطن والكتان والحرير والباتيك ويستورد من إندونيسيا.
لمسات عصرية
وامتاز الباجو قديما بالبساطة وقصاته الواسعة وألوانه الزاهية الجريئة، لكن في حقبة السبعينيات من القرن الماضي -تضيف سيتي حنان في حديثها للجزيرة نت– أصبحت قصاته أضيق واستخدمت فيه الأقمشة المطرزة والدانتيل مع بطانة داخلية من الحرير أو القطن.
وعاد في الوقت الحاضر ليصبح أكثر حرية بقصات فضفاضة ولمسات عصرية واستخدمت فيه ألوان الباستيل والطبعات الحديثة التي تظهر شخصية الخاصة لكل سيدة ترتديه.
تنوع الأعراق
وبسبب تنوع الأعراق في ماليزيا فقد تأثر الباجو بالملابس الهندية والصينية فظهر ما يعرف بـ"كابايا بابا نيوينا"، وهو قميص ضيق قصير من الحرير تضاف إليه أزرار من الذهب في بعض الأحيان وترتديه النساء في الولايات التي يكثر فيها السكان من العرقية الصينية، كما ظهر "الباجو كبايا" و"الباجو كفتان" (العباية والقفطان)، وهو لباس متأثر بالثقافة العربية.
ألوان صاخبة
وفي المناسبات وحفلات الزفاف ترتدي النساء الملابس التقليدية ذات الألوان الصاخبة كالذهبي والبنفسجي والأحمر وتستخدم الأقمشة الثمينة كالدانتيل والتفتا والحرير، كما تستخدم الألبسة المطرزة، أما التنورة فتكون ضيقة بقصة الميرميد "حورية البحر".
وتصنع من أقمشة غالية السعر كالسونغ كيت أو الحرير وتخصص هذه الخامات للمناسبات، أما في الحياة اليومية فتكون مصنوعة من القطن أو البوليستر، كما يرتدي الرجال طاقية سوداء تصنع من القطيفة والمخمل وتسمى "سونغكوك".
ويأتي الزي الرجال بطرازين، الأول قميص بياقة وأزرار تحتوي في بعض الأحيان الذهب أو الفضة أو الأحجار الكريمة ويشبه إلى حد كبير القميص الغربي ويسمى "شيكك مسنغ"، أما النوع الآخر فيسمى تالوك بالنجا، ويكون بدون ياقة أو أزرار.
وفي الأعراس والمناسبات يفضل الرجال ارتداء الملابس التقليدية بالخامات الفخمة بألوان تضج بالحياة، كما يرتدون الطاقية وتكون من الحرير بنفس لون اللباس، ويرتدون في بعض الولايات الخنجر.