خطوة إلى الوراء تنقذ دماغك.. توقف عن العمل وتأمّل

الشعور بالإرهاق الصور من بيكسابي
ليس من الطبيعي تجاهل المؤشرات التي تحيل إلى إعياء الجسم وعدم القدرة على مواجهة الحياة اليومية بنشاط (بيكسابي)

ينصح أخصائيون نفسيون بمراقبة أنفسنا في العمل، فأول خطوة يجب القيام بها -عند الشعور بالإرهاق المستمر أو الانفعال طوال الوقت- هي الاسترخاء لمدة عشرين دقيقة أو التأمل لبضع دقائق، حيث إن هذا الوقت الذي نستغرقه في استعادة النشاط يمنحنا الطاقة للعمل بشكل أفضل.

هذا ما تقترحه أخصائية علم النفس كريستين باروا مؤكدة أن "الإحساس بالإرهاق ناتج عن شعور أدمغتنا بوجود تهديد يفوق قدرتنا على التغلب عليه".

استعد الحيوية 
ويعد الشعور بالإرهاق طبيعيا بالنسبة للبعض، لكن ليس من الطبيعي تجاهل هذه المؤشرات التي تحيل إلى إعياء الجسم وعدم قدرته على مواجهة يومه في نشاط. في الأثناء، يمكن لحيل بسيطة أن تخلصنا من هذا الشعور وتعيد إلينا حيويتنا.

وترى الكاتبة أغاثا هاكون في تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية أنه "عادة ما تتراكم المهام التي يجب إنجازها بالتزامن نهاية السنة مما ينجر عنه ارتفاع الضغط وتنامي الشعور بالإرهاق. وتخلق هذه العوامل ردة فعل بالدماغ تجعله يتساءل عن التهديدات المحيطة به". 

‪التمييز بين المهام المستعجلة وغير المستعجلة خطوة نحو التخلص من الإجهاد‬  التمييز بين المهام المستعجلة وغير المستعجلة خطوة نحو التخلص من الإجهاد (بيكسابي)
‪التمييز بين المهام المستعجلة وغير المستعجلة خطوة نحو التخلص من الإجهاد‬  التمييز بين المهام المستعجلة وغير المستعجلة خطوة نحو التخلص من الإجهاد (بيكسابي)

المهام الطارئة
من الضروري التعامل مع المهام الطارئة بشكل نسبي، حيث سنضطر للتعامل معها في كل الحالات. وفي هذا المعنى، لابد أن نتساءل عن مدى خطورة الأمر في حال أجلنا هذه المهام للغد ومنحنا أولوية للجوانب المهمة في حياتنا.

ويعد التمييز بين المهام المستعجلة والأخرى المهمة خطوة على طريق التخلص من الإجهاد الذي يستنفد قوانا. وعلى سبيل المثال، نميل إلى مواجهة الجوانب الملحة التي ينجم عن تأجيلها عواقب وخيمة، على غرار دفع الضرائب والاستعداد للاجتماعات.

بهذا الشأن تقول الطبيبة النفسية باروا "المشاغل الطارئة تبعدنا عن الأشياء المهمة التي تمثل مغذيات للعقل". ويمكن أن تتمثل هذه الجوانب المهمة في "الترفيه عن النفس عبر التنزه بالغابة، أو تنظيم عشاء رفقة الأصدقاء أو قضاء وقت مع أطفالنا".

مغذيات العقل
وتكمن عملية التخلص من الإجهاد والإرهاق الذهني في الاستعانة بثلاثة عناصر على غرار ممارسة الرياضة والتأمل وتناول أغذية غنية بالأوميجا 3 التي وصفتها باروا "بالمغذيات الدماغية".

وتشرح المعالجة النفسية بقولها "يساعد النشاط البدني -حتى وإن استمر لدقائق قليلة- على الشعور بالكفاءة والقدرة على إنجاز المهام". وبهذا الصدد، يمكن لحصة في صالة الألعاب الرياضية أو السير على الأقدام لبضع دقائق أن يكون كافيا للتخلص من الإرهاق. 

إن ممارسة التأمل فترات قصيرة يوميا تساعد على استعادة النشاط. وفي حقيقة الأمر، لا يعد التأمل أمرا معقدا، حيث يمكن القيام به صباحا أثناء تناول الإفطار، أو خلال التنقل عبر إحدى وسائل النقل. في المقابل، تتكامل هذه العادات الصحية مع تناول "وجبتين من الأسماك المشبعة بالدهون خلال الأسبوع، مما يساهم في تحصين الدماغ من مخلفات الإرهاق.

‪بعض التدريبات الرياضية تساعد على تجنب الإجهاد‬ بعض التدريبات الرياضية تساعد على تجنب الإجهاد (بيكسابي)
‪بعض التدريبات الرياضية تساعد على تجنب الإجهاد‬ بعض التدريبات الرياضية تساعد على تجنب الإجهاد (بيكسابي)

تمارين يومية
يوصى أيضا ببعض التدريبات التي تساعد على تجنب الإجهاد. وأوردت الأخصائية النفسية أن "أحد هذه التمارين يكمن في كتابة مجموعة المهام التي سنؤديها خلال اليوم على ورقة بيضاء، وبعد سرد القائمة بأكملها نرسم خانتين: الأولى للمهام التي "نفضلها" والثانية للجوانب التي "لا نحبها". ثم نبدأ بتدوين جميع الأنشطة التي تعزز طاقتنا بالخانة الأولى، في حين نكتب الأنشطة التي تستنفذ قوانا بالخانة الثانية".

وتوضح باروا أنها تمارس هذا التمرين المتمثل في التراجع خطوة إلى الوراء، والبحث عن تعديلات محتملة يمكن إجراؤها على عناصر من الخانة الثانية، قصد إدراجها في الخانة الأولى. كما تنصح بتمرين ثان يمكن ممارسته مساء، ويتمثل بالتفكير في المواقف الإيجابية التي واجهها الفرد خلال اليوم.

المصدر : لوفيغارو