أردوغان والبابا يدعوان للحفاظ على وضع القدس
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والبابا فرانشيسكو اليوم الاثنين خلال اجتماعهما في الفاتيكان ضرورة الحفاظ على وضع مدينة القدس الذي حددته القرارات الدولية، كما تناولت المحادثات بينهما ظاهرة معاداة الإسلام في الغرب.
ونقل مراسل الجزيرة عمر خشرم عن مصادر في الرئاسة التركية أن أردوغان خرج ممتنا من لقاء البابا ومسؤولي الفاتيكان، إذ أكدوا له أنهم يشاركون تركيا ضرورة الحفاظ على هوية القدس وفق القوانين الدولية وعدم المساس نهائيا بأي جهة فيها.
وقالت المصادر إن الجانبين اتفقا على مواصلة الجهود الدبلوماسية والسياسية الدولية للحفاظ على وضعية القدس، وممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية لحملها على عدم نقل سفارتها، والضغط على أي دولة تقرر نقل سفارتها للقدس، وأفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر الرئاسة التركية بأن كل ما أرادته تركيا من دعم سياسي ومعنوي من الفاتكان حصلت عليه.
من جهته، نشر الفاتيكان بيانا قال فيه إن البابا وأردوغان ناقشا وضع القدس، وأكدا على الحاجة إلى تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة عبر الحوار والتفاوض مع احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، وكان بابا الفاتيكان أبدى موقفا معارضا لقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها في تل أبيب إليها.
وفي ما يخص معاداة الإسلام، قال مراسل الجزيرة إن الرئيس التركي والبابا اتفاقا على خطوات مشتركة للقيام بمساع دبلوماسية لدى البلدان الأوروبية لمواجهة معاداة الإسلام والتيارات العنصرية التي بدأت تزادد ضد الجاليات المسلمة وغير الأوروبية، خاصة التركية منها، فضلا عن مواجهة التطرف الديني والإرهاب. كما أنهما اتفقا على التنسيق أكثر لتقديم المساعدات للاجئين.
وكان الرئيس التركي شدد على أهمية زيارته للفاتيكان بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي التي يبلغ عدد سكان دولها مليارا وسبعمئة مليون مسلم، وكون البابا فرانشيسكو الزعيم الروحي للطائفة الكاثوليكية في العالم، معتبرا أن هذين القطبين المهمين هما في الوقت الراهن بمثابة عنصر حاسم في المنطقة. وكان البابا فرانشيسكو وأردوغان التقيا آخر مرة عام 2014 عندما زار البابا تركيا.
وبالتوازي، أدى أردوغان زيارة لإيطاليا التقى خلالها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء باولو جنتيلوني، وبحث معها العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة في مقدمتها الهجرة غير النظامية، وانضمام تركيا المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي. وقال مراسل الجزيرة إن الجانبين الإيطالي والتركي أكدا أنهما قاما بخطوة جديدة لتوطيد التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
وفي مقابلة نشرتها أمس صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، قال الرئيس التركي إنه لا خيار غير انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، رافضا بذلك اقتراح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاكتفاء بشراكة بين الطرفين.