حزب ماكرون يتصدر ويتجه للهيمنة على البرلمان

Election officials start counting the votes from the first round of French parliamentary election in Nice, France June 11, 2017. REUTERS/Eric Gaillard
فرز الأصوات في مكتب اقتراع بمدينة نيس جنوبي فرنسا (رويترز)
أظهرت نتائج أولية لعمليات فرز الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا تقدما كبيرا لمرشحي حركة الجمهورية إلى الإمام، التي قد تحصل بعد الجولة الثانية الأحد المقبل على أغلبية الثلثين في البرلمان، مما سيسمح للرئيس إيمانويل ماكرون بتنفيذه وعوده بالتغيير دون معارضة تذكر.

وقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب مساء اليوم الأحد فوز حركة الجمهورية إلى الأمام -التي أسسها ماكرون وتخلى عن رئاستها بعد انتخابه رئيسا في مايو/أيار الماضي- في الجولة الأولى، وقال إن الناخبين عبروا بوضوح عن دعمهم لماكرون رغم نسبة الامتناع عن التصويت التي بلغت 51%.

وأضاف فيليب أن البرلمان القادم سيعكس ما سماه وجه فرنسا الجديد، وأظهرت النتائج الأولية حصول حركة الجمهورية إلى الأمام على ما بين 32 و33%من الأصوات، مما سيؤهلها بعد الجولة الثانية إلى الحصول على ما بين 390 و450 مقعدا من مجموعة 577 مقعدا في الجمعية الوطنية، وفق استطلاعات أجرتها معاهد سبر الآراء بعد خروج الناخبين من مكاتب التصويت.

وجاء حزب الجمهوريين الذي كان يقوده رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون ثانيا بحصوله على 21.5%، والجبهة الوطنية بقيادة مارين لوبان 14%، فحركة فرنسا الأبية بقيادة جان لوك ميلانشون 11%، ثم الحزب الاشتراكي الذي لم ينل سوى ما بين 7 و9% من الأصوات، ليتعرض لخسارة جديدة مدوية بعد الخسارة التي تكبدها مرشحه في انتخابات الرئاسة الماضية.

وتنافس نحو ثمانية آلاف مترشح على مقاعد الجمعية الوطنية الـ577، ودعي إلى التصويت نحو 47 مليون ناخب فرنسي، لكن نسبة المشاركة لم تتعد 49%. وجرى الاقتراع وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ جرى نشر خمسين ألفا من أفراد الأمن والجيش.

ردود فعل
ووفق تقديرات معاهد سبر الآراء الفرنسية فإن حزب الجمهوريين اليميني سيحصل على ما بين 80 و132 مقعدا، والحزب الاشتراكي مع حلفائه على ما بين 15 و40 مقعدا، وحركة فرنسا الأبية والحزب الشيوعي على ما بين 10 و23 مقعدا، والجبهة الوطنية على ما بين مقعد واحد وعشرة مقاعد.

وفي حين وصف الأمين العام لحزب الجمهوريين برنار أكوييه النتائج التي حققها الحزب بالمخيبة، وصفت زعيمة الجبهة الوطنية نسبة الامتناع عن التصويت بالمخيفة، ودعت الناخبين إلى المشاركة بكثافة في الجولة الثانية الحاسمة.

ورغم التقدم الكبير لحركة الجمهورية إلى الأمام، فقد حذر المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستنار من أن الأمور لم تُحسم بعد، ودعا أنصار الحركة إلى مواصلة التعبئة حتى الجولة الثانية.

وحذر ساسة من اليمين واليسار من هيمنة أنصار الرئيس ماكرون على البرلمان، وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي جان كريستوف كمبادليس إنه ليس من الجيد بالنسبة للديمقراطية أن يسيطر طرف واحد على السلطتين الرئاسية والتشريعية. وأقر كمبادليس بتراجع غير مسبوق لليسار عموما، وللحزب الاشتراكي خصوصا.

وكان الحزب الاشتراكي يتمتع بأغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، لكن حصته في البرلمان الجديد ستتراوح بحسب التقديرات الأولية بين 15 و40 مقعدا.

بدوره، حث زعيم أقصى اليسار جان لوك ميلانشون الناخبين على ألا يمنحوا الرئيس ماكرون سلطات مطلقة، ودعا الناخبين إلى عدم التصويت لأي من مرشحي اليمين المتطرف في الجولة الثانية.

المصدر : الجزيرة + وكالات