مدريد ترفض استفتاء كتالونيا وتعرقله

ووصفت الوزارة الاستفتاء بغير الشرعي، مؤكدة أن "رجال الشرطة يواصلون انتشارهم في كتالونيا".

وقد بدأت قوات الشرطة الوطنية الإسبانية والحرس المدني بمداهمة مراكز الاقتراع المخصصة للتصويت في الاستفتاء على الانفصال.

وسحبت هذه القوات صناديق الاقتراع من المراكز المفتوحة للتصويت، كما أخلت المركز الذي كان مقررا أن يصوت فيه رئيس الحكومة الكتالونية، كارلاس بوتشديمونت، بصوته هذا الصباح.

تدخل وأهداف
من جهتها قالت الحكومة الإسبانية إن تدخل الشرطة لا يستهدف الراغبين في التصويت، بل يهدف فقط لمصادرة الصناديق.

يأتي ذلك بينما يجري اجتماع ممثلين عن الشرطة الوطنية الإسبانية والشرطة الكتالونية في مندوبية الحكومة الإسبانية ببرشلونة لتقييم الوضع الأمني وسط غياب مدير الشرطة الكتالونية عن الاجتماع.

من جانبه ندد الناطق باسم الحكومة الإقليمية الكتالونية بما وصفه بضغوط حكومية إسبانية على شركة الاتصالات لحجب المواقع المخصصة للاستفتاء، مؤكدا أن الراغبين في المشاركة في الاستفتاء بإمكانهم التصويت في أي مركز اقتراع، في تحد للحكومة المركزية.

من جهته أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الحكومة الكتالونية أن التضييق الحكومي لن يمنع إجراء الاستفتاء الذي يقدم ضمانات كافية لاعتباره شرعيا، على حد قوله.

حالة احتقان
وقال مراسل الجزيرة في برشلونة أيمن الزبير إن هناك حالة من الاحتقان الكبير في عدد من مراكز الاقتراع، لافتا إلى أن المدن الإسبانية لم تشهد مواجهات مع الشرطة بل حالات احتكاك مع الناخبين، ما أدى إلى جرح امرأة مسنة. وأضاف الزبير أن كتالونيا تعيش حالات عصيبة، كما أن حكومة مدريد في موقف حرج قد تكون له تداعيات سياسية كارثية تؤثر على صورة إسبانيا في الخارج.

الأمر نفسه أكده مراسل الجزيرة في برشلونة أيضا محمد البقالي الذي أكد أن الشرطة الإسبانية حرصت على ألا تتدهور الأمور، إذ إن معالجة الأمور بالعنف من شأنها تعقيد الوضع، لافتا إلى أن ما قامت به الحكومة الإسبانية يعمق الشرخ بين الراغبين في الانفصال والرافضين له. 

تصويت ورفض
وفي وقت سابق من صباح اليوم بدأ الناخبون في إقليم كتالونيا الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الذي تنظمه حكومة الإقليم للانفصال عن إسبانيا.

وكانت طوابير من الناخبين قد تجمعت منذ ساعات الصباح الأولى خارج مقرات الاقتراع لحمايتها من محاولات الشرطة اقتحامها.

وقام متطوعون بنقل صناديق وأوراق الاقتراع إلى عدد من المراكز معظمها مدارس ومؤسسات ثقافية   فيما يعد تحديا للحكومة المركزية بمدريد التي أغلقت معظم المباني المخصصة للاقتراع، وصادرت كميات كبيرة من البطاقات الانتخابية، وعطلت المنظومة الإلكترونية التي تعتمد عليها عمليات التصويت.

ويطالب إقليم كتالونيا في إسبانيا بالانفصال عن الحكومة المركزية. ويتمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7.5 ملايين نسمة بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليما تتمتع بحكم ذاتي في البلاد.

وتبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كيلومتر مربع، ويضم 947 بلدية موزعة على أربع مقاطعات، هي برشلونة وجرندة ولاردة وتراغونة.