تصاعد انتقاد فرنسا وتقدير لدول تحترم الحجاب

A Muslim woman wears a burkini, a swimsuit that leaves only the face, hands and feet exposed, as she swims in the Mediterranean Sea in Marseille, France, August 17, 2016. REUTERS/Stringer
ارتداء البوركيني واجهته السلطات في فرنسا برفض واسع (رويترز)
تصاعدت موجة الاحتجاج والتنديد في فرنسا بشأن منع لباس البحر الشرعي "بوركيني" في عدد من المدن الفرنسية، بعد نشر صور لرجال شرطة يرغمون امرأة محجبة على نزع قميصها على شاطئ نيس جنوب شرق فرنسا. وقد تزامن ذلك مع إدراج كندا وأسكتلندا الحجاب زيا رسميا للشرطة.
 
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مساء امس صورا لا تحمل تاريخا وغير محددة المصدر يظهر فيها أربعة شرطيين بجانب امرأة مستلقية على الشاطئ قرب كورنيش نيس، وهي تضع غطاء أزرق وأبيض على رأسها وترتدي قميصا طويلا باللون نفسه، ثم تقوم بخلعه أمام الشرطة.

ولم توضح بلدية نيس ظروف الحادث، لكنها قالت إن الشرطة لفتت نظر نحو 15 امرأة منذ بداية الأسبوع بسبب لباس "البوركيني" على الشاطئ.

وقررت حوالي عشرين بلدية فرنسية، خصوصا في الكوت دازور (جنوب شرق)، هذا الصيف منع أي لباس "يدل بوضوح على انتماء ديني" أو "لا يحترم العلمانية" في البلاد.

وأثارت الصور على كورنيش نيس سيلا من ردود الفعل على مواقع التواصل التي احتجت على "إهانة" المرأة وعلى "مطاردة الحجاب". ووصفت ما حدث بأنه "عار وينم عن كراهية".

امرأة تلبس البوركيني بأحد شواطئ مرسيليا جنوب فرنسا (رويترز)
امرأة تلبس البوركيني بأحد شواطئ مرسيليا جنوب فرنسا (رويترز)

تنديد حقوقي
وكتب مروان محمد رئيس مجلس مكافحة الكراهية للإسلام في فرنسا الذي قدم دعاوى ضد قرارات البلديات مع رابطة حقوق الإنسان "إنهم يريدون منها أن تنزع ملابسها، ولكن لماذا لا ينزعون بزاتهم! شرطة العار".
    
وكتب مدير الاتصالات لدى "هيومن رايتس ووتش" في أوروبا آندرو سترويلن على تويتر "سؤال اليوم: كم شرطيا مسلحا نحتاج لإرغام امرأة على نزع ملابسها أمام الناس"؟
    
ونشرت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون على تويتر الصور مرفقة بتعليق "الشرطة الفرنسية تطبق منع البوركيني بأن تطلب من امراة نزع لباسها الإسلامي".
    
يذكر أن القضاء الفرنسي صادق على قرارات البلديات، ويدرس مجلس الدولة الخميس شكاوى مرفوعة ضد هذه القرارات التي يتعين عليه التقرير بشأن مدى تماشيها مع القانون.
    
وينتظر أن يعقد لقاء اليوم بين وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي عبر عن قلقه إزاء المنعطف الذي اتخذته بشأن حظر البوركيني.

كندا وأسكتلندا
في غضون ذلك، سمحت شرطة الخيالة الملكية الكندية لعناصرها من النساء بارتداء الحجاب كجزء من الزي، وذلك لتشجيع المسلمات على الانخراط في صفوف هذه الشرطة.

‪شرطيتان محجبتان أمام مقر لشرطة العاصمة لندن‬ (الصحافة البريطانية)
‪شرطيتان محجبتان أمام مقر لشرطة العاصمة لندن‬ (الصحافة البريطانية)
    
وصرح سكوت برادسلي المتحدث باسم وزير السلامة العامة رالف غوديل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن "مفوض شرطة الخيالة الملكية وافق مؤخرا على هذه الإضافة إلى الزي".
    
وقال ان "الهدف من ذلك هو تشجيع مزيد من المسلمات على التفكير في العمل في شرطة الخيالة الكندية الملكية"، وأضاف أن الشرطة في بريطانيا والسويد والنرويج وبعض الولايات الأميركية تبنت سياسات مماثلة.
 
بدورها أعلنت أسكتلندا رسميا أن الحجاب أصبح جزءا اختياريا من الزي الرسمي للشرطة حيث تعمل القوة على تشجيع النساء المسلمات على الانضمام للخدمة.

وكان بإمكان الضباط في السابق ارتداؤه بعد الحصول على موافقة، لكنه أصبح الآن جزءا رسميا من الزي.

وأشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى ترحيب جمعية مسلمي شرطة أسكتلندا -وهي منظمة أنشئت عام 2010 لإقامة علاقات وثيقة مع الجاليات المسلمة- بالإعلان الرسمي.

المصدر : وكالات