هدوء حذر يسود شوارع جوبا بعد يوم دام
يسود هدوء حذر في شوارع جوبا بعد يوم دام من الاشتباكات بين حرس الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار اللذين أعربا عن رفضهما تدهور الأوضاع، حيث شكّل سلفاكير لجنة للتحقيق في هذه الأحداث، وسط مخاوف من انهيار عملية السلام في البلاد.
وقال وزير الدفاع بدولة جنوب السودان كوال جوك اليوم السبت -الذي يوافق الذكرى الخامسة للانفصال عن السودان- إن "حالة الهدوء عادت إلى العاصمة جوبا".
وطالب جوك -في تصريحات أدلى بها للصحفيين بالقصر الرئاسي- الطرفين "بالتزام الهدوء وضبط النفس والعودة لحياتهم الطبيعية"، دون الإشارة إلى حجم الخسائر الناجمة عن المواجهات.
ووفق وكالة الأنباء الألمانية، فإن جيرميه يانغ -وهو عامل إغاثة لدى منظمة "وورلد فيجن" في جوبا- أكد أن المناخ في العاصمة يسوده التوتر، معربا عن قلقه من تدهور الأوضاع.
أما المتحدث باسم الجيش لول رواي كونج فقال إن الوضع عاد إلى طبيعته.
وكانت اشتباكات اندلعت بين حرس الرئيس سلفاكير ونائبه مشار في محيط القصر الرئاسي أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقداه أمس الجمعة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن رومان نيارجي المتحدث باسم مشار.
غير أن رويترز نقلت عن المتحدث العسكري باسم المتمردين وليام دينق أن 115 شخصا من الفصائل المتنازعة قتلوا، مرجحا ارتفاع أعداد القتلى بسبب الإصابات البليغة وسط الجرحى.
وبحسب بيان صادر عن سفارة جنوب السودان بواشنطن، فإن الاشتباكات جاءت عقب اشتباك آخر قتل فيه خمسة جنود موالين لسلفاكير عند نقطة تفتيش مساء الخميس، ونجم عن الحادث "تصعيد في التوتر بسبب سوء فهم".
لجنة تحقيق
وعقب الاشتباكات الأخيرة، قال سلفاكير إن عددا ممن سماهم مقاومي السلام قد شغلوا أنفسهم بالهجوم على المدن وعواصمها، وأعلن تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الاشتباكات.
وفي هذا السياق، قال نائبه رياك مشار إن السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة لحفظ السلام في العاصمة جوبا.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أبدى "قلقه العميق" من القتال، واصفا العنف هناك بأنه "خذلان جديد" للشعب.
من جانبها، نصحت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها بعدم القيام بأي رحلة إلى جنوب السودان بسبب ما وصفته بتدهور الوضع في جوبا، وطلبت من مواطنيها هناك عدم مغادرة أماكنهم.
ويُحيي حادث إطلاق النار المخاوف من فشل عملية السلام الهش في جنوب السودان الذي أنهى عامين من الحرب الأهلية التي بدأت أواخر 2013، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى ونحو ثلاثة ملايين نازح.
وتعاني البلاد من أزمات إنسانية واقتصادية مع انهيار العملة واستفحال التضخم، في حين انهارت صناعة النفط، ولحق الدمار بمراكز الولايات، وهو ما دفع الحكومة إلى إلغاء الاحتفالات لإحياء الذكرى الخامسة للانفصال عن السودان.
وفي إطار اتفاق السلام الموقع في أغسطس/آب 2015 بين سلفاكير وزعيم المتمردين السابق رياك مشار عاد الأخير في أبريل/نيسان إلى جوبا، حيث تولى مجددا منصب نائب الرئيس، وشكّل مع سلفاكير حكومة وحدة وطنية.