مأساة السوريين والعراقيين تهيمن على اليوم العالمي للاجئين

أحيت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم العالمي للاجئين بفعاليات مختلفة في أنحاء العالم، احتلت مأساة اللاجئين السوريين مكانا بارزا فيها بوصفها أسوأ أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.

ونظمت المفوضية فعالية في دمشق لإحياء المناسبة، في ظل استمرار معاناة أكثر من أربعة ملايين سوري فروا بسبب الأزمة في بلادهم.

وقال مساعد رئيس بعثة المفوضية في دمشق أجمل خيبري إن "الهدف الأساسي من حملة هذا العام هو التعرف على اللاجئين وجعل الناس قريبين منهم"، وأضاف أمام عدد من الصحفيين واللاجئين "نريد التوضيح أن اللاجئين هم أشخاص عاديون يعيشون ظروفا استثنائية".

ونظمت المفوضية نشاطها السبت في فندق "فور سيزونز" أحد أفخم فنادق العاصمة السورية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول محلي في المفوضية قوله إن اختيار هذا المكان مرتبط بـ"أسباب ذات طابع أمني".

وحسب تقرير أصدرته المفوضية قبل الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، بلغ عدد اللاجئين والنازحين في أنحاء العالم بسبب الصراعات والاضطهاد نحو ستين مليون شخص، بينهم نحو عشرين مليون لاجئ، وأكثر من نصف هؤلاء من الأطفال.

لاجئون بتركيا
وفي هذه المناسبة استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس ووفدا من المفوضية ضم الممثلة الأميركية أنجلينا جولي المبعوثة الخاصة للمفوضية في ولاية ماردين جنوب شرقي تركيا

أردوغان (يمين) أثناء لقائه غوتيريس ووفد المفوضية ()
أردوغان (يمين) أثناء لقائه غوتيريس ووفد المفوضية ()

ويزور غوتيريس تركيا للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين والعراقيين في مخيم ميديات بالولاية، مع استمرار تدفق اللاجئين السوريين عبر الحدود التركية.

وقد أعلنت مسؤولة وحدة خدمة المجتمع في المفوضية زينب إجلال إنجي أوغلو أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا تجاوز بنهاية مايو/أيار الماضي مليونا و761 ألف لاجئ، وفقا للإحصاءات التركية الرسمية.

في غضون ذلك، دعا ممثل المفوضية في الأردن أندرو هاربر المجتمع الدولي للمساهمة في تخفيف الأعباء المالية التي تتحملها الدول المضيفة للاجئين السوريين مثل الأردن وتركيا ولبنان.

وقال هاربر "يحتاجون دعما ماليا ليس فقط لإقامة مخيمات للاجئين وتوفير الخيام والغذاء، بل يحتاجون لدعم مالي على المدى الأطول فيما يتعلق بالتنمية والمساعدات".

رسالة بان
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين قال فيها إن "اللاجئين كانوا يعيشون حياة عادية قبل أن يصبحوا مشردين، وغاية مرادهم الآن هو أن يتمكنوا من الحياة بشكل طبيعي مرة أخرى".

وأِشار إلى أن عدد اللاجئين في العالم بلغ العام الجاري 59.5 مليون نسمة، 86% منهم في الدول النامية، مؤكدا أن القيام بأعبائهم يتطلب "تضامنا دوليا".

وأضاف بان أن "الأزمات الحالية في العراق، وأوكرانيا، وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، وأجزاء من باكستان، أدت إلى زيادة مذهلة ومتسارعة في أعداد المشردين قسرًا على مستوى العالم".

من جهته اعتبر ممثل المفوضية العليا للاجئين في العراق برونو جيدو أن "تعاون المجتمع الدولي للتخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين في العراق، هو واجب أخلاقي".

وحذر المسؤول الأممي في بيان من تداعيات التمدد الإقليمي للأزمة في سوريا، قائلاً إن "الأزمات التي عصفت بسوريا والعراق، خلفت أكثر من 14 مليون نازح، ففي العام 2014 وحده، تحول مليون و55 ألف سوري إلى لاجئين، بينهم نحو 250 ألفا لجؤوا إلى العراق، ويوجد 97% منهم في إقليم شمال العراق، فيما يستضيف العراق أكثر من 40 ألف لاجئ قدموا إليه من بلدان مجاورة".

وأصدرت المفوضية بيانا أعلنت فيه أن ثلاثة ملايين شخص نزحوا داخل العراق منذ يناير/كانون الثاني 2014، بالإضافة إلى نحو مليون نازح قبل ذلك التاريخ.

وقالت المفوضية إن "هذه الأرقام مروعة، ومن المؤسف أنها في تزايد يوما بعد يوم"، مشيرة إلى أن نصف مجموع الأسر النازحة تفتقر إلى المأوى المناسب، والاحتياجات الأساسية الأخرى، وقد اضطرت للعيش في بنايات مهجورة.

المصدر : وكالات