التنين الصيني يتمدد نحو أميركا اللاتينية
عزت شحرور-بكين
وحضر افتتاح المنتدى أيضا الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من قادة وزعماء القارة بينهم رؤساء فنزويلا والإكوادور وكوستاريكا.
وقال شي خلال افتتاحه أعمال المؤتمر إن هذا المنتدى المتعدد الأطراف سيسمح للصين بتعزيز تعاونها مع دول أميركا اللاتينية والكاريبي ليشمل مجالات جديدة كالأمن والتجارة والمال والتكنولوجيا والطاقة والزراعة والصناعة.
وتضم مجموعة سيلاك في عضويتها 33 بلدا من دول أميركا الجنوبية والكاريبي، بالإضافة إلى المكسيك، وتستثني من عضويتها الولايات المتحدة وكندا. وكانت قد تأسست في ديسمبر/كانون الأول 2011 في العاصمة الفنزويلية كراكاس.
أول حدث دبلوماسي
وجاء الإعلان عن تأسيس المنتدى -الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الطرفين- خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ أميركا اللاتينية في يوليو/تموز من العام الماضي.
ووصف مدير دائرة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الصينية جو تشينغ تشياو الاجتماع بأنه أول حدث دبلوماسي ضخم تستضيفه الصين خلال العام الحالي، ويعتبر خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الجانبين.
وأضاف جو في مؤتمر صحفي أن الاجتماع يأتي كاختيار محتوم للجانبين لمواجهة التحديات المشتركة وينسجم مع اتجاه العصر في التعاون المتعدد الأطراف.
وقال إن الاجتماع الحالي سيحدد الآليات اللازمة لهيكلة المنتدى ويضع الأهداف والجداول الزمنية للارتقاء بالعلاقات بين الجانبين نحو آفاق جديدة من التعامل الشامل، وسيمثل بداية عهد جديد في العلاقات بين الجانبين.
ويأتي إطلاق المنتدى بعد أكثر من عقد على إطلاق منتديي التعاون الصيني الأفريقي (عام 2000) والصيني العربي (عام 2004).
مراقبون يرون أن أهداف الصين ليست اقتصادية بحتة من وراء تأسيس هذا المنتدى، بل إنها تبحث عن زيادة نفوذها على الساحة الدولية |
الخاصرة الرخوة
ومن المعروف أن أميركا اللاتينية كانت دائما تشكل الخاصرة الرخوة والحلقة الأضعف للدبلوماسية الصينية حيث كانت الكثير من دول القارة تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان، لكن بكين استطاعت خلال السنوات الأخيرة تسجيل اختراقات كبيرة باستخدام قوتها الاقتصادية، مستفيدة من نجاح قوى اليسار المناهضة لواشنطن في بعض دول القارة في الوصول إلى سدة الحكم.
فقد شهد التبادل التجاري بين الصين ودول القارة زيادات ضخمة منذ بداية القرن تقدر بنحو عشرين ضعفا بزيادة سنوية وصلت 30%، حيث ارتفع ميزان التجارة بينهما من 12 مليار دولار عام 2000 إلى 260 مليار دولار العام الماضي.
كما بلغت استثمارات الصين في دول القارة أكثر من 80 مليار دولار تمثل 13% من استثمارات بكين في الخارج، من ضمنها 20 ملياراً في قطاع النفط في فنزويلا وحدها.
كما كشف النقاب مؤخرا عن استثمار صيني لبناء قناة بنما جديدة تقدر تكلفتها بخمسين مليار دولار.
وكان الرئيس الصيني قد تعهد خلال زيارته أميركا اللاتينية في يوليو/تموز الماضي برفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين ليبلغ خمسمائة مليار دولار، وزيادة حجم الاستثمار المباشر في دول القارة ليصل 250 مليار دولار خلال العقد القادم.
ويرى مراقبون أن أهداف الصين ليست اقتصادية بحتة من وراء تأسيس هذا المنتدى، بل إنها تبحث عن زيادة نفوذها على الساحة الدولية وتقترب أكثر من ما كان يعرف تقليدياً بالحديقة الخلفية لواشنطن كرد طبيعي على التحول الإستراتيجي للولايات المتحدة بنقل مركز ثقلها الإستراتيجي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالقرب من عرين التنين الصيني.
ويعتقد بعض المتابعين للشأن الصيني أن النجاحات الكثيرة التي سجلتها الصين كانت أحد الأسباب التي دفعت واشنطن إلى عودة تطبيع علاقاتها مع كوبا لاحتواء التمدد الصيني في أميركا اللاتينية خشية تنامي نفوذ بكين في المنطقة على حساب النفوذ الأميركي وتكرار ما حصل في أفريقيا.