الأوكرانيون ينتخبون الرئيس وموسكو ستحترم النتيجة

بدأ اكثر من 36 مليون أوكراني التصويت صباح اليوم الأحد لانتخاب رئيس جديد للبلاد، فيما أكد رئيس الوزراء أن الرئيس الجديد سيحمل تفويضا واضحا من الأوكرانيين "لنقلهم من المنطقة الرمادية في العلاقات الدولية إلى الفضاء الحر". وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستحترم خيار الشعب الأوكراني.

وستوضح استطلاعات الرأي لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع مؤشرات النتيجة عند انتهاء التصويت في الثامنة مساء (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش). لكن النتيجة النهائية للانتخابات لن تعلن قبل يوم الاثنين عندما يصدر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حكمهم بشأن نزاهة الانتخابات.

وفي نداء إلى الأوكرانيين، دعا رئيس الوزراء المؤقت أرسيني ياتسينيوك الناخبين للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع "للدفاع عن أوكرانيا"، وقال إن ذلك سيكون تعبيرا عن رغبة أوكرانيي الغرب والشرق والشمال والجنوب.

وأضاف أن "الرئيس الجديد للبلاد سيحمل تفويضا واضحا من الأوكرانيين لنقلهم من المنطقة الرمادية في العلاقات الدولية إلى الفضاء الحر".

الحكومة الأوكرانية شاركت في صلاةمن أجل السلام في البلاد (أسوشيتد برس)
الحكومة الأوكرانية شاركت في صلاةمن أجل السلام في البلاد (أسوشيتد برس)

من جهته دعا الرئيس الأوكراني بالوكالة أولكسندر تورتشينوف الناخبين للتوجه غدا الأحد إلى مكاتب الاقتراع لإعطاء البلاد "سلطة شرعية"، و"عدم السماح بأن تصبح أوكرانيا قطعة من إمبراطورية ما بعد الإمبراطورية السوفياتية".

ومن أجل تأمين حسن سير الانتخابات الرئاسية، نشرت كييف 55 ألف شرطي و20 ألف متطوع. وستنشر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نحو ألف مراقب على الأرض.

وينظر إلى الاستحقاق الرئاسي على أنه الأكثر أهمية لمستقبل أوكرانيا منذ استقلالها عام 1991، خصوصا أن البلاد تواجه خطر الانقسام وتقف على شفير الانهيار الاقتصادي.

ويبدو الملياردير المؤيد للغرب بيترو بوروشينكو الأوفر حظا في الوصول إلى سدة الرئاسة، إذ حصل على 30 نقطة أكثر من رئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، وفق استطلاعات رأي بينت أنه من المرجح أن تجرى دورة انتخابية ثانية في يونيو/حزيران المقبل.

وقال آندري ماغيرا نائب رئيس اللجنة الانتخابية في أوكرانيا إن "الانتخابات ستجرى تحت أي ظروف وسنحصل على رئيس شرعي منتخب".

الانفصاليون هددوا باستخدام القوةلمنع الانتخابات في دونيتسك (أسوشيتد برس)
الانفصاليون هددوا باستخدام القوةلمنع الانتخابات في دونيتسك (أسوشيتد برس)

تهديدات
وتوعد الانفصاليون من جهتهم بمنع إجراء الانتخابات في الشرق، حيث قد يواجه نحو مليوني ناخب صعوبات في الإدلاء بأصواتهم.

ففي منطقة دونيتسك التي أعلنت سيادتها بعد استفتاء على الاستقلال، قال زعيم هذه المنطقة دينس بوشيلين "سنلجأ إلى القوة" لمنع سير الانتخابات.

وقالت مسؤولة في أحد مراكز التصويت بماكييفا غرب دونيتسك رافضة ذكر اسم عائلتها لأسباب أمنية، "نحن مستعدون للاقتراع، لكن قد لا تجري الانتخابات هنا".

وفي مدرسة بوسط دونيتسك لا توجد إشارة إلى وجود صناديق اقتراع. وقالت أولغا المكلفة بالإشراف على مركز التصويت بأسف "عادة نشهد انتخابات، لكن هذه المرة لن تجرى على ما يبدو".

وضاعف الانفصاليون تحركاتهم لمنع تنظيم الانتخابات، فقد تعرضت لجان انتخابية عدة لهجمات من قبل مسلحين، بينما خطف العديد من الموظفين العاملين في الانتخابات.

ويسيطر الانفصاليون على عشرين لجنة انتخابية محلية من أصل 34 في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

احترام النتيجة 
وقد هون الرئيس الروسي من العقوبات التي فرضها على بلاده بسبب الأزمة في أوكرانيا. وقال بوتين في لقاء صحفي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة سان بطرسبرغ الروسية السبت إن عزل روسيا أممر مستحيل، ورأى أن فرض عقوبات اقتصادية شديدة سيكون سلبيا للجميع، ويمكن أن يقود اقتصادات أوروبا وروسيا والعالم إلى اضطرابات لا مصلحة لأحد فيها.

بوتين: عزل روسيا مستحيل (أسوشيتد برس)
بوتين: عزل روسيا مستحيل (أسوشيتد برس)

ونفى أن تكون موسكو تسعى لإعادة إحياء الاتحاد السوفياتي، قائلا إن "هذا أمر غير صحيح على الإطلاق"، مضيفا أنها "ليست بداية حرب باردة جديدة، لا أحد له مصلحة بها، وأعتقد أن ذلك لن يحصل".

وردا على سؤال حول اعتراف روسيا بنتيجة الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تنظم الأحد في أوكرانيا لاختيار رئيس يخلف فيكتور يانوكوفيتش الذي أقيل إثر حركة احتجاج شعبية للمطالبين بالتقارب مع أوروبا في فبراير/شباط الماضي، قال بوتين إن موسكو "ستأخذ بالاعتبار احترام خيار الأوكرانيين". 

وحول سياسة موسكو في هذه الأزمة لا سيما إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا في مارس/آذار الماضي، أكد بوتين مجددا مواقفه الحازمة بهذا الشأن، وقال إن ضم هذه المنطقة تم وفقا للحقوق والمصالح المشروعة لروسيا، وجاء أيضا متوافقا مع القانون الدولي.

المصدر : الجزيرة + وكالات