إقبال كثيف على التصويت بأفغانستان

شهدت مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية بأفغانستان إقبالا كبيرا من الناخبين رغم الإجراءات الأمنية المشددة والتهديدات التي أطلقتها حركة طالبان.

وقال مراسل الجزيرة في كابل ناصر شديد إن السلطات قررت تمديد الاقتراع ساعة إضافية بسبب الإقبال الكثيف على التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حامد كرزاي، الذي لا يسمح له الدستور بالترشح لولاية جديدة.

وذكر المراسل أن عددا من المراكز شهدت توترات أمنية، كما تحدث أحد مندوبي المرشحين عن تجاوزات بالعملية الانتخابية، فضلا عن نشوب خلاف بأحد المراكز بشأن هل يجري الفرز داخله كما تقول المفوضية أو خارجه كما يطالب المندوبون.

وفي مدينة هرات غرب أفغانستان، سجل إقبال كثيف وطوابير طويلة للناخبين خارج مراكز الاقتراع للمشاركة في التصويت، ولم تقتصر المشاركة على الرجال فقط، بل سجلت أيضا مشاركة كثيفة للنساء، وقد مددت مفوضية الانتخابات الاقتراع ساعة إضافية في كل المراكز الانتخابية. 

صعوبات
أما في قندهار جنوب البلاد، فنقل مراسل الجزيرة ولي الله شاهين أن التصويت شهد إقبالا كثيفا في ساعات الصباح وحتى وقت الظهيرة لكنه بدأ يقل بعد ذلك.

أفغانيات يرفعن بطاقاتهن الانتخابية أمام أحد المراكز بالعاصمة كابل (الأوروبية)
أفغانيات يرفعن بطاقاتهن الانتخابية أمام أحد المراكز بالعاصمة كابل (الأوروبية)

وذكر أن عملية التصويت واجهت صعوبات تمثلت في نفاد بطاقات الاقتراع في بعض المراكز، مما حدا بالناخبين إلى التنقل من مركز لآخر.

ولم تحدث توترات أمنية وفق المراسل فيما عدا سقوط صواريخ على مناطق حدودية.

وفي مزار شريف شمال البلاد، أدلى الناخبون بأصواتهم وسط إجراءات أمنية مشددة، كما أفاد مراسل الجزيرة صلاح حسن، الذي أوضح أن التصويت تم في جميع المراكز الانتخابية البالغة 319 مركزا رئيسيا وأكثر من ألف مركز فرعي، ولم يحدث هناك ما يعكر صفو العملية الانتخابية.

اعتقال وهجمات
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات الأمنية عن إلقاء القبض على ستة أشخاص بعضهم من رجال الأمن، اتهمتهم بمحاولة تزوير الانتخابات في ولايات كابل وقندهار ووردك، حسب ما أورد قائد الشرطة في مؤتمر صحفي.

من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية إن حركة طالبان نفذت نحو عشر هجمات منذ الصباح في أكثر من منطقة في محاولة لإحباط الاقتراع دون وقوع ضحايا.

ونشرت السلطات نحو 350 ألفا من قواتها لتأمين مراكز الاقتراع، وعزلت العاصمة كابل عن بقية البلاد بسلسلة من الحواجز ونقاط التفتيش على الطرقات، وفرضت حالة إغلاق فعلي على مدينة قندهار التي توصف بأنها معقل طالبان، وذلك عشية الانتخابات.

وقد تعرض أحد مراكز الاقتراع في ولاية خوست لهجوم أسفر عن مقتل مسؤول أمني ومدني، كما قتلت مصورة ألمانية وجرحت صحفية كندية تعملان بوكالة أسوشيتد برس، بعد إطلاق ضابط أفغاني النار عليهما في ولاية خوست أمس.

ويخوض المنافسة الانتخابية ثمانية مرشحين ينتمون إلى مختلف القوميات، أبرزهم عبد الله عبد الله وأشرف غني وزلماي رسول. وإذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50% من الأصوات في اقتراع السبت، فستجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى عدد من الأصوات في 28 مايو/آيار القادم.

ويعد هذا الاستحقاق الرئاسي اختبارا كبيرا لاستقرار البلاد وثبات مؤسساتها، في حين تسود مخاوف من اندلاع العنف بعد انسحاب قوات حلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014.

وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 16 ألف مدني و3500 جندي أجنبي وآلاف الجنود الأفغان منذ الإطاحة بحكم طالبان عام 2001، كما أنفقت مليارات الدولارات على إعادة بناء البلاد.

ولا يسمح الدستور الأفغاني الحالي للرئيس حامد كرزاي بالترشح لولاية جديدة، وإن كان يرجح أن يحتفظ بنفوذ قوي من خلال مجموعة من السياسيين الموالين له.

ولم تعرف أفغانستان طيلة 13 عاما سوى حاكم واحد هو كرزاي، الذي عينه الغرب على رأس البلاد في أواخر 2001، إذ انتخب للمرة الأولى عام 2004، ثم أعيد انتخابه سنة 2009 في اقتراع اتسم بالفوضى وبمشاركة ضعيفة لم تتجاوز 30% تقريبا.

ومن المقرر ظهور النتائج الأولية للجولة الأولى بعد ما يقرب من ستة أسابيع من الاقتراع، ويرجع التأخير أساسا إلى التضاريس الوعرة التي ستحتاج بعض الوقت لنقل صناديق الاقتراع من الأماكن النائية.

المصدر : الجزيرة + وكالات