كييف تحتج على زيارة مدفيدف للقرم

بعثت أوكرانيا برسالة إلى موسكو احتجاجا على زيارة قام بها أمس رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيدف إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها بلاده الشهر الماضي، وهو ما رفضته أوروبا والولايات المتحدة عندما وصفا الخطوة بأنها غير قانونية وغير مشروعة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية إن بلاده عبرت في مذكرة للاتحاد الروسي عن احتجاج شديد، وذكرت أن "زيارة شخص مسؤول لأراضي دولة أخرى دون موافقة مسبقة تعد انتهاكا صارخا لقواعد المجتمع الدولي".

وكان مدفيدف والوفد الوزاري المرافق قد استعرض في اجتماع مع سلطات القرم إجراءات لإنعاش اقتصاد المنطقة المتعثر، موضحا أن الهدف هو جعل شبه الجزيرة مقصدا للمستثمرين حتى تستطيع تحقيق "الدخل الكافي للتنمية الذاتية". وأضاف "لذا قررنا إقامة منطقة اقتصادية خاصة هنا، وسيتيح ذلك استخدام أنظمة خاصة للضرائب والجمارك في القرم وسيقلص أيضا الإجراءات الإدارية".

وفي تصريحات أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن روسيا لا تعتزم إعادة القرم لأوكرانيا، حدد مدفيدف خطوات لزيادة الأجور لنحو 140 ألفا من موظفي القطاع العام، فضلا عن رفع معاشات التقاعد وتحويل المنطقة إلى مزار سياحي وحماية خطوط إمدادات الطاقة، وإنهاء الاعتماد على أوكرانيا للحصول على المياه، إلى جانب تحسين الطرق والسكك الحديدية والمطارات.

ألمانيا وفرنسا وبولندا دعت إلى مؤتمر دولي بشأن الأزمة الأوكرانية وحثت روسيا على المشاركة على أن يعقد بعد انتخابات الرئاسة بأوكرانيا

مؤتمر دولي
من جانب آخر، دعت أمس ألمانيا وفرنسا وبولندا إلى مؤتمر دولي بشأن أوكرانيا. واقترح وزراء خارجية الدول الثلاث إجراء المؤتمر بعد الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا الشهر المقبل، وحثوا روسيا على المشاركة.

وأوضح وزراء خارجية الدول الثلاث -عقب اجتماع في ألمانيا- أن الهدف من المؤتمر إرسال إشارة دعم قوية وتعزيز جهود الدعم الدولية، ومناقشة الإصلاحات اللازمة في أوكرانيا.

واقترحت الدول الثلاث أيضا إجراء روسيا والاتحاد الأوروبي محادثات مع أوكرانيا ومولدافيا وجورجيا بشأن عواقب اتفاقات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول شرق أوروبا.

وانتقدت بعثة روسيا في الأمم المتحدة اليوم اجتماعا غير رسمي لأعضاء مجلس الأمن الدولي نظمته ليتوانيا بشأن حقوق الإنسان وحرية الإعلام بالقرم أمس الاثنين، وقالت البعثة إن هذه المنطقة أصبحت أرضا روسية ولم تعد قضية على جدول أعمال مجلس الأمن.

روسيا ترفض
واعتبرت موسكو هذه المبادرة "محاولة أخرى لصرف أنظار المجتمع الدولي عن الوضع الخطير في أوكرانيا، ومن الواضح أن هدفها ليس تقديم رواية وتحليلا موضوعيا للأحداث بالمنطقة وإنما تقديم عرض دعائي متحيز".

وكانت روسيا قد سحبت بعضا من جنودها قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا، في خطوة رحبت بها كل من الولايات المتحدة وألمانيا، وأشار متحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ ميركل بأنه أمر بانسحاب جزئي في المنطقة، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنها سحبت من المنطقة كتيبة مشاة ميكانيكية (تضم ما بين ثلاثمائة و1200 جندي). وتشير التقديرات إلى وجود نحو أربعين جندياً روسياً على الحدود مع أوكرانيا.

وفي سياق متصل، يجتمع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالعاصمة البلجيكية بروكسل اليوم لدراسة سبل دعم وطمأنة بلدان شرق أوروبا التي تشعر بالقلق جراء ضم روسيا منطقة القرم.

وقال دبلوماسيون إن الحلف المكون من 28 عضوا سيبحث خيارات من قبيل تكثيف المناورات العسكرية وإرسال مزيد من القوات إلى دول شرق أوروبا، والنشر الدائم لقوات من الحلف هناك، وهي خطوة ستعتبرها موسكو استفزازية.

المصدر : وكالات