توافق غربي روسي لمواصلة المشاورات بشأن أوكرانيا

اتفق مسؤولون أميركيون وأوروبيون وروس على استكمال المباحثات بشأن الأزمة في أوكرانيا، بينما تواصل موسكو سيطرتها على المنشآت الحيوية في شبه جزيرة القرم بعد أيام من الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي تدعمه.
 
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام اجتماع عقد في باريس مع نظرائه الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني وليام هيغ ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إن عملية بدأت لنزع فتيل الأزمة، و"نأمل أن تؤدي إلى وقف التصعيد في أوكرانيا".

بدوره صرح لافروف بأن الأطراف المعنية اتفقت على مواصلة المشاورات في الأيام المقبلة لبحث كيفية عودة الأمور إلى طبيعتها، وضمان استقرار البلاد وتجاوز الأزمة الحالية.

وأفاد دبلوماسي أميركي بأن كيري طلب من لافروف عقد مباحثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، لكن مصادر دبلوماسية أفادت بأن وزير الخارجية الروسي رفض لقاء نظيره الأوكراني.

من جهتهما اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في اتصال هاتفي على أن الوضع الراهن في أوكرانيا "غير مقبول"، واعتبرا أن روسيا دفعت ثمن تدخلها، حسب ما أعلنه البيت الأبيض.

وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن أوباما وكاميرون أعربا عن "قلقهما العميق حيال الانتهاكات التي قامت بها روسيا لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا".

دعم أميركي
في غضون ذلك يصوت مجلس النواب الأميركي اليوم الخميس على تقديم مساعدات اقتصادية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، وهو إجراء يجب أن يصادق عليه مجلس الشيوخ ليدخل حيز التنفيذ.

من ناحيته أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقدم مساعدات مالية قيمتها 11 مليار يورو (15 مليار دولار) لأوكرانيا خلال العامين المقبلين عبر مجموعة من القروض والمنح.
 
وعلى صعيد التحركات لاحتواء الأزمة قالت الأمم المتحدة إن موفدها إلى القرم بجنوب روسيا روبرت سيري أنهى مهمته بعد تعرضه للتهديد من قبل مسلحين مجهولين في شبه الجزيرة.

وقال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة إن مسلحين مجهولين "هددوا سيري وأمروه بمغادرة المنطقة.

إستراتيجية موسكو
وفي كييف قال الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أندريه باروبي إن إستراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع الأزمة الأوكرانية فشلت لأن قوات الجيش الأوكراني المنتشرة في شبه جزيرة القرم لم تستسلم ولم تنجر إلى الاستفزازات.

وقال باروبي إن مهمة مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الذين وصلوا إلى القرم لا تقتصر على مراقبة وتقييم الوضع، بل تتعداها إلى تهيئة الأجواء المناسبة للحوار بين الأطراف.

وعلى صعيد التطورات الميدانية تواصل القوات الروسية إحكام سيطرتها على المنشآت الحيوية في شبه جزيرة القرم، مدعومة بقوات تصفها موسكو بأنها وحدات للدفاع الذاتي من الإدارة المحلية.

من جهة أخرى تمكن حشد من المتظاهرين الموالين لموسكو من اقتحام مبنى حكومي في مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا بعد ساعات فقط من طردهم منه من قبل الشرطة.

في غضون ذلك زار رئيس جمهورية تتارستان الروسية رستم مينيخانوف شبه جزيرة القرم واجتمع مع أعضاء البرلمان والحكومة.

كما التقى مينيخانوف ممثلين عن تتار القرم المؤيدين لأوكرانيا، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم وبين السلطات الموالية لموسكو.

المصدر : الجزيرة + وكالات