خلافات بين روسيا والناتو بمؤتمر ميونيخ

U.N. Secretary General Ban Ki-moon (L) gives his speech during the annual Munich Security Conference February 1, 2014. REUTERS/Lukas Barth (GERMANY - Tags: POLITICS)
undefined

أظهرت المسائل الأمنية والاحتجاجات في أوكرانيا المواقف المتباينة بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من جهة أخرى، وذلك خلال اليوم الثاني من مؤتمر ميونيخ في دورته الخمسين الذي يناقش جملة من الملفات الإقليمية والدولية.

فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت على وجود خلافات بين بلاده وبين ضفتي الأطلسي بشأن الوضع في أوكرانيا.

ومن جانبه أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن عن عدم رضاه عن العلاقات بين الحلف وروسيا.

وأشار راسموسن إلى أن أفق العلاقة مع روسيا ليس مستغلا بشكل كامل في الوقت الراهن، وأضاف أن القائم حاليا ما هو إلا "تعاون بارد" بين الجانبين وليس "عملا بناء" بين روسيا والحلف.

غير أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قال إنه على الرغم من كل الخلافات "فإن علينا أن نبحث عن نقاط مشتركة مع روسيا ننطلق منها نحو تشكيل علاقات بناءة وتعاونية أكثر". 

لافروف أكد وجود خلافات بين بلاده وضفتي الأطلسي (أسوشيتد برس)
لافروف أكد وجود خلافات بين بلاده وضفتي الأطلسي (أسوشيتد برس)

الدرع الصاروخية
وشكلت القضايا الأمنية مبعث قلق لدى الطرفين، فقد أبدى راسموسن قلق الحلف من إقامة موسكو أنظمة أسلحة هجومية وليس دفاعية في روسيا البيضاء مثل الطائرات الحربية، ونصب صواريخ إسنكدر في كاليننغراد، وإرسال مزيد من القوات المسلحة إلى القطب الشمالي.

واتهم راسموسن موسكو بأنها تصف على نحو "خاطئ" الخطط الخاصة بإنشاء درع صاروخية في أوروبا بالهجومية.

أما لافروف فقال إن الحلف يوسع من نطاق بنيته العسكرية التحتية عند الحدود الشرقية لروسيا، ويقوم بمناورات غير بعيدة عن هذه الحدود يجري التدريب خلالها على التصدي لهجوم روسي.

ووصف لافروف الدرع الصاروخية بأنها جزء من الترسانة الإستراتيجية للولايات المتحدة، وقال "وإذا أضيفت الدرع النووية للسلاح النووي فهذه محاولة كبرى للاستفادة من القدرة الدفاعية، والأمر هنا يتعلق بالقدرات وليس بالنوايا".

القضية الأوكرانية
وفي ما يتعلق بالاحتجاجات الأوكرانية الداعمة للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، فقد اتهم راسموسن روسيا بأنها لا تحترم حق بلد في أن يبت في تحالفاته، وطالب بإتاحة الحرية لأوكرانيا لتسلك الطريق الأوروبي من دون ضغوط أجنبية.

وكانت كييف قد علقت قبل شهرين اتفاقية للتبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع موسكو، وهو ما اعتبره لافروف أمرا متعلقا بقرار حر من أوكرانيا.

وقال الوزير الروسي إن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ضمنت حق التظاهر لكن "طالما كانت المظاهرات لا تنتهك القانون".

وانتقد لافروف ما وصفه بدعم سياسيين أوروبيين بارزين للمحتجين في أوكرانيا حيث احتلوا مباني حكومية، وتساءل "كيف يمكن للتحريض على احتجاجات الشارع أن يساهم في تعزيز الديمقراطية؟".

أما الولايات المتحدة فقالت على لسان وزير خارجيتها جون كيري إنها تدعم الشعب الأوكراني في سعيه نحو الديمقراطية.

كيري روّج لتحرير التجارة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي (رويترز)
كيري روّج لتحرير التجارة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي (رويترز)

علاقات واجتماعات
وعلى صعيد تعزيز العلاقات بين ضفتي الأطلسي، قال كيري خلال المؤتمر إن بلاده وأوروبا سيكونان عند أعلى مستويات القوة عندما يتحدثان بصوت واحد.

وروج كيري لإبرام اتفاقية لتحرير التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باعتبارها تخدم الاقتصاد في الجانبين، كما أنها تشجع التجارة والاستثمارات.

وعلى هامش المؤتمر -الذي يستغرق ثلاثة أيام ويتناول ملفات عدة منها الوضع في سوريا والبرنامج النووي الإيراني ومسألة تجسس الولايات المتحدة- أجرى وزير الخارجية الألماني شتاينماير لقاءات بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف وزعيم المعارضة الأوكرانية فيتال كليتشكو.

ومن المفترض أن تعقد اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الأمم المتحدة والأوروبيين وروسيا والولايات المتحدة اجتماعا اليوم في ميونيخ، في محاولة ترمي لتحريك عملية السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

يذكر أن هذا المؤتمر الذي أسس في أوج الحرب الباردة، شكل على مدى عقود منبر محادثات حول الناتو والعلاقات بين أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

المصدر : وكالات