الجزيرة توثّق تزويرا بتسجيل لاجئين بماليزيا والأمم المتحدة تحقِّق

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها تُحقق في ادعاءات كشَف عنها تحقيق حصري لشبكة الجزيرة بحدوث تزوير أثناء تسجيل طالبي اللجوء في ماليزيا.

جاء ذلك في أعقاب بثِ شبكة الجزيرة تحقيقا حصريا أظهر دفْع بعض طالبي اللجوء مبالغ مالية نظير الحصول على بطاقة من المفوضية تجيز لهم الإقامة في ماليزيا.

كما وثّق التحقيق حالات اعتداء ومعاملة سيئة تعرض لها لاجئون بينهم أطفال على أيدي السلطات الماليزية.

ويقول التقرير "إن هؤلاء اللاجئين ليس مرحبا بهم في شوارع ماليزيا، بل هم مطاردون هنا. ففي شوارع العاصمة كوالالمبور تتصيّدهم الشرطة بحثا عن وثائق هجرة، لكن الأمر لا يتطلب وقتا طويلا لتنفيذ اعتقالات في بلد يحوي نحو 150 ألفا من طالبي اللجوء. وسريعا يُنقل الموقوفون إلى مراكز اعتقال حيث دخلنا أحد تلك المراكز ومعنا كاميرا خفية، والكل هنا مصفّد اليدين بل إن البعض مقيّد بالسلاسل".

ويضيف التحقيق الذي أعده ستيف تشاو "في الحبس أطفال أيضا، وهو ما يُعد انتهاكا للاتفاقات الدولية التي وقّعت عليها ماليزيا. وقد حدثنا طالب لجوء أُطلق سراحه أخيرا عن حالات ضرب وتعذيب مروّعة تمّ بعضها بقضبان حديدية".

وقال وان جونايدي جعفر نائب وزير الداخلية الماليزي "قطْعا يحدث شيء من هذا القبيل في مرافقنا، ولا يمكن تجنّب ذلك بنسبة 100%، لكننا في المجمل نقوم بعمل جيد".

تزوير واحتيال
وبحْثا عن المساعدة، يقصد طالبو اللجوء مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ماليزيا فتُصدر لهم بطاقات خاصة تساعد على التعرف عليهم وحمايتهم.

لكن الجزيرة علمت بوجود تزوير واحتيال على نطاق واسع بهذا الشأن، ويقول التقرير "وجدنا رجلا يعرِض على لاجئين بيعهم بطاقات من المفوضية مقابل ستمائة دولار، وتُظهر هويته أنه يعمل مترجما لدى الأمم المتحدة ويدّعي أن مسؤولين أكبر منه متورطون بالعملية. وقال هذا الرجل: نحن لصوص وفوقنا لصوص أكبر".

من جهته، قال ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بماليزيا ريتشارد تُولي للجزيرة "إذا ظهرت مزاعم قائمة على أساس من المصداقية فإنه سيتم التحقيق فيها، لكنني لا أؤكد وجود ذلك ولا أنفيه".

ويضيف تقرير الجزيرة "في شوارع ماليزيا ستسمع أن السلطات على علم بعمليات الغش تلك، كما أن ثقتها في بطاقات اللاجئين المتداولة لا تنفَك تهتز، والنتيجة أن طالبي اللجوء باتوا أكثر عرضة للاعتقالات والمضايقات، وهكذا تصبح بائسة أكثر حياة أولئك الذين ذاقوا البؤس في بلدانهم".

المصدر : الجزيرة