تعثر المفاوضات ونذر أزمة إنسانية بجنوب السودان

Sudanese Foreign Minister Ali Ahmed Karti (R) and South Sudan Minister of Foreign Affairs and International Cooperation Barnaba Marial Benjamin (C) speak to the press on January 9, 2014 in the Sudanese capital Khartoum. Sudan's President Omar al-Bashir visited South Sudan on January 6, as negotiators in Ethiopia prepared formal ceasefire talks over three weeks of fighting in the world's youngest country. AFP PHOTO / EBRAHIM HAMID
undefined

أفاد مراسل الجزيرة في أديس أبابا هيثم أويت أن المفاوضات بين طرفي الأزمة في جنوب السودان لا تزال تراوح مكانها، بينما وصف وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنيامين الوضع في بلاده بأنه تحت سيطرة الحكومة، لكن منظمة "أطباء بلا حدود" حذرت من حصول كارثة إنسانية وقالت إن عشرات الآلاف من المدنيين نزحوا عن منازلهم جراء القتال الدائر.

لكن الوزير بنيامين اعترف بوجود مشكلات بمدينتي بور وبانتيو اللتين يسيطر عليهما المتمردون، وأضاف في تصريحات بالخرطوم عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير اليوم أن حكومته ترفض إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها دولة الجنوب، إلا بعد التحقيقات اللازمة ووفقاً لقوانين ودستور البلاد.

وإطلاق سراح المعتقلين يُعد من أهم ما يطلبه فريق المتمردين بقيادة رياك مشار في المفاوضات الجارية حاليا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأوضح مراسل الجزيرة في أديس أبابا أن إصرار جوبا على عدم إطلاق سراح المعتقلين يُعد المعرقل الرئيس للمفاوضات الدائرة.

وأضاف أن وفد المتمردين هدد بالانسحاب من المفاوضات التي ترعاها منظمة إيغاد في حال لم توقف أوغندا وهي عضو بالمنظمة قصف مناطق يسيطر عليها المتمردون.

واتهم حسين مار المتحدث باسم وفد فصيل مشار لمفاوضات أديس أبابا سلاح الجو الأوغندي بقصف ولاية جونقلي التي يسيطر عليها فصيل مشار، مما تسبب في قتل عدد من المدنيين.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن القتال بين القوات الحكومية والمنشقين، متواصل في بعض مناطق أعالي النيل، لكن الهدوء عاد إلى مدينة ملكال.

وأوضح أن القتال مع المتمردين مستمر منذ أربعة أيام في منطقة غالوك، وأشار إلى أن استمرار المعارك في تلك المناطق يعود إلى فشل المتمردين في السيطرة على العاصمة جوبا، على حد تعبيره. 

ليندا توماس-غرينفيلد: الديموقراطية الهشة في جنوب السودان تواجه مخاطر التفكك وسط القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص

تحذير أميركي
في هذه الأثناء، دخلت الولايات المتحدة على الخط فحذرت مسؤولة بوزارة الخارجية اليوم من أن "الديمقراطية الهشة" في جنوب السودان تواجه مخاطر "التفكك" وسط القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، مضيفة أن واشنطن لا تملك أدلة على حصول محاولة انقلاب على الرئيس  سلفاكير ميارديت.

وأوضحت ليندا توماس-غرينفيلد مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية أمام مجلس الشيوخ اليوم "إنه وبشكل مأساوي، تواجه أحدث دولة في العالم وبدون شك إحدى الديمقراطيات الأضعف مخاطر التفكك".

وأكدت المسؤولة الأميركية "لم نطلع على أي إثبات بأن هذا الأمر كان محاولة انقلاب" موضحة أن اندلاع العنف كان نتيجة خلاف سياسي كبير في البلاد.

ونبهت إلى أن كل يوم يستمر فيه النزاع يتفاقم خطر اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق.

وبينما شهد جيش جنوب السودان حالات انشقاق، أكد مسؤول أميركي لمجلس الشيوخ أن سبعا من ولايات البلاد العشر تشهد معارك حاليا. 

الأمم المتحدة تقدر عدد من نزحوا من مناطقهم جراء النزاع بنحو مائتي ألف (الفرنسية)
الأمم المتحدة تقدر عدد من نزحوا من مناطقهم جراء النزاع بنحو مائتي ألف (الفرنسية)

الوضع الإنساني
في غضون ذلك، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن عشرات الآلاف من المدنيين نزحوا عن منازلهم جراء القتال الدائر منذ أسابيع في دولة جنوب السودان.

وذكرت المنظمة أن سبعين ألفاً فروا من مدينة بور وحدها إلى مناطق لا يتوفر فيها مأوى أو غذاء أو ماء نظيف.

من جانبها، قالت الأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية في البلاد تتفاقم، وإنها تسعى لتقديم معونات إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان. 

ويُقدر عدد القتلى جراء النزاع الذي بدأ منتصف الشهر الماضي بجنوب السودان -وفق الأمم المتحدة- بنحو ألف شخص، إلى جانب مائتي ألف نازح من مناطقهم إلى مناطق أخرى في البلاد، في حين لجأ أكثر من ثلاثين ألفا آخر إلى خارج البلاد وخاصة إلى أوغندا.

المصدر : الجزيرة + وكالات