فرنسا تتوعد سوريا بضربة قاسية وسريعة

French Prime Minister Jean-Marc Ayrault (2-L) delivers a speech to members of parliament about possible military action against Syria, at the French National Assembly in Paris, France, 04 September 2013.
undefined

قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت إن النظام السوري يتحمل المسؤولية الكاملة عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وذلك في مداخلة أمام البرلمان الفرنسي، الذي يناقش مع الحكومة مشاركة فرنسا إلى جانب الولايات المتحدة في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.

وأضاف أيرولت أن الضربة التي قد توجهها فرنسا للنظام السوري ستكون قاسية وسريعة، لكن دون تدخل بري. كما أكد أن استخدام السلاح الكيميائي غير مقبول، وأن عدم الرد عليه يعرض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر، ويفتح المجال لاستخدامه مجددا.

وأوضح أن عدم الرد على الهجوم الكيميائي في سوريا يعني "إغلاق الباب أمام الحل السياسي للنزاع"، وهو -برأيه- ما يشكل الطريق الوحيد الذي سيؤدي إلى "رحيل" الأسد عن السلطة. كما أنه يوشك أن يبعث برسالة خاطئة لإيران وكوريا الشمالية فيما يتعلق ببرنامجيهما النوويين.

وقال أيرولت "نعم حل الأزمة السورية سيكون سياسيا وليس عسكريا. ولكن علينا مواجهة الواقع. إذا لم نضع حدا لمثل تصرفات النظام هذه فلن يكون هناك حل سياسي".

وكان أيرولت يتحدث أمام البرلمان الفرنسي الذي عقد جلسة مع الحكومة لمناقشة مشاركة فرنسا مع الولايات المتحدة في توجيه ضربة للنظام السوري، دون أن يجري تصويتا.

ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تمسكه بخيار العمل العسكري المشترك مع واشنطن ضد دمشق، وإذا فشل هذا الخيار فستعمل باريس على زيادة دعمها للمعارضة السورية المسلحة.

وقد جاء في استطلاع للرأي أجري لصالح تلفزيون (بي إف إم) أن 74% من الفرنسيين يؤيدون إجراء التصويت داخل البرلمان على أي قرار تتخذه الرئاسة بالتدخل عسكريا في سوريا.

وأبقى هولاند باب الخيارات غير العسكرية مفتوحا في حال تراجع البيت الأبيض الأميركي عن قراره بضرب دمشق، فقال "إن فرنسا ستزيد المساعدات للمعارضة السورية إذا رفض الكونغرس الأميركي التدخل العسكري في سوريا".

وقال الرئيس الفرنسي إن "تصويت الكونغرس الأميركي ستكون له تداعياته على التحالف الذي علينا تشكيله" دون أن يوضح ما إذا كان هذا التحالف عسكريا أم غير ذلك. وأضاف "ينبغي تشكيل تحالف دولي واسع يضم الولايات المتحدة ودولا عربية إلى جانب أوروبا".

هولاند يعد بزيادة مساعدة المعارضة السورية إذا فشلت مساعي الضربة العسكرية (الفرنسية)
هولاند يعد بزيادة مساعدة المعارضة السورية إذا فشلت مساعي الضربة العسكرية (الفرنسية)

إعادة التوازن لسوريا
وقد أعربت الحكومة الفرنسية عن اعتقادها أن عملا عسكريا ضد النظام السوري سيعيد التوازن إلى الساحة السورية بعد عامين ونصف العام من الاختلال لصالح النظام.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "إذا أراد العالم حلا سياسيا في سوريا فعليه أن يحرك الوضع، لأنه ما لم يجر الضغط على بشار ونظامه فإنه سيعتقد أنه مسموح له بالمضي فيما يقوم به".

وأكد فابيوس في مقابلة عبر إذاعة (فرانس إنفو) أنه على فرنسا أن تتدخل في سوريا "لأن مجزرة كيميائية قد وقعت ونظام الأسد هو المسؤول عنها".

وأضاف أن "باريس قلقة من حصول انتهاك للاتفاقية الدولية الصادرة عام 1925 والتي تمنع استخدام أسلحة كيميائية، كما أن التدخل العسكري لا يتعارض مع الحل السياسي".

ويعتقد فابيوس أن المسألة السورية ستثار بقوة في اجتماع قمة العشرين في روسيا، و"سنتناقش مع الروس، لأنهم لاعبون مهمون في الشرق الأوسط، رغم أنهم يغلقون مسارات الحوار حتى الآن".

دمشق تناشد
من جانبه ناشد رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام البرلمانيين الفرنسيين لرفض أي "عمل إجرامي متهور" بحق سوريا. وأكد "أن كل نائب فرنسي يشجع على هذا العدوان أو يطالب به سوف يتحمل المسؤولية الإنسانية لكل الخسارات والدمار الذي سوف يعانيه الأفراد والعائلات والمجتمع السوري كله".

وأضاف اللحام أنه "بالرغم من المآسي التي حدثت سابقا في العراق، فإن البعض يريد حربا أخرى تدمر سوريا العلمانية، مما سيؤدي إلى انفجار صراع طائفي كبير في المنطقة كلها، الأمر الذي يزيد من المعاناة الإنسانية التي نشهدها بالوقت الحاضر".

وكانت الحكومة الفرنسية نشرت تقريرا أعده جهازان استخباريان فرنسيان خلاصته أن نظام بشار الأسد يقف خلف القصف الكيميائي على ريف دمشق، بالإضافة إلى هجومين آخرين أصغر حجما كان أحدهما في بداية العام الجاري.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق من أن "أي عمل عسكري عقابي للنظام السوري يمكن أن يطلق فوضى وحمام دم في ظل الحرب الأهلية في سوريا".

المصدر : وكالات