ألمانيا: غوانتانامو يضر بسمعتنا

الذكرى الـ11 لإنشاء معتقل غوانتانامو
undefined
اعتبر مفوض الحكومة الألمانية ماركوس لونينغ أن وجود معسكر غوانتانامو لن يضر بسمعة الولايات المتحدة الأميركية فحسب بل بسمعة ألمانيا أيضا، مؤكدا أن المعسكر لا يتناسب مع معايير السجون الأوروبية والأميركية.
 
وقال لونينغ الذي زار غوانتانامو في فبراير/شباط من العام الماضي في أول زيارة من نوعها لمسؤول حكومي ألماني للمعتقل الأميركي في كوبا، إن مطلب إغلاق معتقل غوانتانامو لا يزال قائما لأنه من وجهة نظر الحكومة الألمانية يمثل اعتقالا لأشخاص بشكل يتعارض مع القانون.

وشدد على وجوب الإفراج عن المعتقلين أو مثولهم أمام قاضيهم الطبيعي، وليس أمام محكمة عسكرية.

ورغم أن لونينغ ظل يشجب منذ تاريخ زيارته وحتى اليوم الأوضاع داخل المعسكر المثير للجدل، إلا أنه أشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إلى تحسن الأوضاع داخله، وأضاف أن ظروف المعتقلين العاديين غير المودعين في سجن منعزل "ليست سيئة".

تحسن أوضاع
وأكد لونينغ الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم أن ظروف الإقامة هناك تحسنت، كما أن السنوات الأخيرة شهدت الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين.

وأشار المسؤول الحقوقي الألماني إلى استحداث طرق تتيح الفرصة للمعتقل للطعن في قرار حبسه، منبها إلى استفادة عدد من المعتقلين منها، "لكن ما يثير الانتقاد بالأساس هو أن المعتقلين لا يتمتعون باستماع قانوني حقيقي"، ومن ثم فإنهم يقبعون في نهاية المطاف داخل المعتقل دون إدانة.

وفي رده على سؤال عما إذا كان الإفراج عن المعتقلين مسألة حرجة لواشنطن أو غيرها من الدول، قال لونينغ إن بعض المعتقلين لم يعودوا يمثلون تهديدا.

وحول ما نقل عن أن أكثر من ربع المفرج عنهم تورطوا في أنشطة إرهابية، وما إذا كان ذلك يمثل تبريرا للخوف من إطلاق سراحهم. قال لونينغ إن "شعبا يضم أكثر من ثلاثمائة مليون أميركي وهم أقوى قوة عسكرية في العالم يجب أن لا يخاف من حفنة من الناس معتقلة في غوانتانامو".

صناعة أبطال
وأعرب عن اعتقاده بأن الإفراج عن هؤلاء المعتقلين سينهي صناعة أبطال منهم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تصنع باعتقالهم أبطالا في الجانب الخطأ".

وتحدث عن أن بلاده استقبلت ثلاثة من المعتقلين المفرج عنهم، بجانب أن دولا في الاتحاد الأوروبي ودولا أوروبية أخرى استقبلت في الفترة الأخيرة أكثر من ستين معتقلا من غوانتانامو "لا يرغبون في العودة إلى الولايات المتحدة أو إلى أوطانهم"، معتبرا أن أوروبا أنجزت بعض الشيء في الجهود الرامية إلى إغلاق المعتقل.

وفي معرض إجابته على سؤال عما إذا كانت ألمانيا مستعدة لاستقبال معتقلين آخرين، قال "في حدود علمي فإن في اللحظة الراهنة ليس هناك أي طلب بهذا الخصوص". 

وأضاف "لكن الكرة الآن في ملعب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي إذا أراد شيئا كهذا فإنه بوسعه إخبار الحكومة الألمانية به، والتي بدورها ستناقشه".

وأكد لونينغ أن بلاده حكومة وبرلمانا شددت على مطالبها الرامية لإغلاق المعتقل، "ووجهت مطالبها بشكل رئيسي إلى أعضاء الكونغرس الذين يعدون الآن العقبة الأساسية أمام هذه الخطوة، وليس لديهم تفهم لذلك".

وحول أسباب تدخل ألمانيا في مسألة غوانتانامو، قال إن غوانتانامو يمثل بالنسبة لبلاده وللدول التي تعتبرها بلاده دولا دستورية "وضعا لا يطاق"، لأنه يقوض البنية الأساسية التي قامت عليها أوروبا والولايات المتحدة حول حماية الفرد، "ومن ثم فهو يضر بسمعتنا وبمصداقيتنا في الأمور المتعلقة بسياسة حقوق الإنسان، وبنا كحلفاء وأصدقاء للولايات المتحدة".

المصدر : الجزيرة + دويتشه فيله