تجدد المواجهات بأنقرة وهدوء نسبي بإسطنبول

احتجاجات تقسيم : إنصاف للبيئة أو تصفية حسابات مع الحكومة التركية؟
undefined

تجددت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بالعاصمة التركية أنقرة، فيما عاد الهدوء النسبي لمدن رئيسية أخرى بعد أربعة أيام من الاضطرابات. وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء تعامل الشرطة مع المتظاهرين، واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض وقوى خارجية بالتخطيط للاحتجاجات الأخيرة ببلاده.

ففي أحدث التطورات الميدانية، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن متظاهرا لقي مصرعه إثر اصطدام سيارة أجرة بمجموعة من المتظاهرين على الطريق السريع بمدينة إسطنبول.

وفي العاصمة أنقرة، أطلقت الشرطة اليوم الغاز المسيل للدموع لتفريق حوالي ألف متظاهر بساحة كيزبلاي، بعد اشتباكات شهدتها المدينة الليلة الماضية بين الشرطة والمحتجين الذين أضرموا النيران بعدد من الشوارع. واعتقلت الشرطة 500 متظاهر خلال الليلة الماضية، كما أصيب نحو أربعين بجروح. غير أن المعارضة تقول إن عدد المصابين يزيد عن أربعمائة.

وأوضح مراسل الجزيرة بأنقرة عمر خشرم أن الإجراءات الأمنية المشددة ما تزال مستمرة قرب رئاسة الوزراء ومختلف المرافق الحكومية والإدارات.

وفيما يتعلق بالوضع بميدان تقسيم، قال مراسل الجزيرة إن الميدان بدا خاليا صباح اليوم من المتظاهرين الذين اعتصموا به للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وأن المدينة عاشت حالة من الهدوء في ساعات الصباح الأولى.

وخلال الليلة الماضية، حاول المتظاهرون الوصول إلى مكتب رئيس الوزراء بإسطنبول، ودخلوا في مواجهات مع رجال الشرطة التي استعملت الغاز المدمع لتفريقهم، كما أحرق المتظاهرون رافعة كانت تستعمل لفتح الطريق ورفع المتاريس التي وضعوها لمنع تقدم قوات الأمن.

وعاد الهدوء اليوم لشوارع كبريات المدن بعد اشتباكات ليلية استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، والتي أحرق خلالها متظاهرون بمدينة أزمير الساحلية بغرب البلاد مقرا لحزب العدالة والتنمية الحاكم.

‪أردوغان تعهد بملاحقة القوى التي قال إنها تسببت بالاحتجاجات الأخيرة‬ أردوغان تعهد بملاحقة القوى التي قال إنها تسببت بالاحتجاجات الأخيرة (الفرنسية)
‪أردوغان تعهد بملاحقة القوى التي قال إنها تسببت بالاحتجاجات الأخيرة‬ أردوغان تعهد بملاحقة القوى التي قال إنها تسببت بالاحتجاجات الأخيرة (الفرنسية)

أردوغان يتهم
من جانبه، اتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض وقوى خارجية بالتخطيط للاحتجاجات التي شهدتها مدن ببلاده.

وتعهد أردوغان في مؤتمر صحفي بأنقرة اليوم بمحاسبة "الأطراف الخارجية" رافضا الكشف عن هويتها، قائلا إن الاستخبارات التركية ما تزال تحقق بالموضوع وإنه لن يذكر أسماء الآن. وأضاف "الذين ينصحوننا بالاعتدال عليهم أن يمارسوا الاعتدال في بلادهم أولا"، واتهم المعارضة بالسعي وراء مكاسب سياسية، وتساءل "ما علاقة أنقرة وأزمير بخطط الحكومة لتطوير ميدان تقسيم بإسطنبول".

وقال إن الذين لم يستطيعوا هزم حزب العدالة والتنمية عبر صناديق الاقتراع يريدون تحقيق نجاح عبر هذه الوسائل، وأكد أن الشعب التركي سيرد على هذه الاستفزازات بصناديق الاقتراع بعد عشرة أشهر.

بدوره، دعا الرئيس التركي عبد الله غل كل الأطراف لضبط النفس، مؤكدا أن رسالة المتظاهرين قد وصلت، كما أعرب عن قلقه من مشاركة منظمات غير قانونية بالاحتجاجات الأخيرة.

بينما اعتبر وزير الخارجية أحمد داود أوغلو بتغريدة له على تويتر أن الاحتجاجات أضرت بسمعة تركيا دوليا.

العفو الدولية انتقدت استخدام الغاز المدمع لمواجهة المحتجين (رويترز)
العفو الدولية انتقدت استخدام الغاز المدمع لمواجهة المحتجين (رويترز)

العفو الدولية
على صعيد آخر أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء تعامل الشرطة التركية مع المتظاهرين، ودعت السلطات التركية للسماح بالاحتجاجات السلمية وعدم ممارسة العنف ضد المحتجين.

ووصف أندور جاردنز خبير تركيا بالمنظمة استخدام الشرطة المفرط للغاز المسيل للدموع بأنه "أمر يثير القلق" وذكرت المنظمة أن أحدث المعلومات التي وصلت إليها تفيد بعدم وقوع قتلى خلال الاحتجاجات التي اجتاحت عموم تركيا الأيام الماضية.

وكان أردوغان أقر أول أمس بأن الشرطة بالغت باستخدام العنف ضد المتظاهرين، لكنه أكد عدم تراجعه عن مشروع تطوير ساحة تقسيم، ودعا لوقف فوري للمظاهرات، وقال إن الشرطة ستؤدي واجبها لأن ساحة تقسيم لا يمكن أن تترك لعبث من وصفهم بالمتطرفين.

وكانت المظاهرات اندلعت احتجاجا على خطط بناء للحكومة في ساحة تقسيم بإسطنبول، وازدادت حدة الاحتجاجات مع قيام الشرطة بفض مخيم لمعتصمين داخل متنزه بالساحة بالقوة يوم الجمعة الماضي.

وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير الداخلية معمر غولر قوله إن أكثر من 1700 شخص تم اعتقالهم خلال هذه الاحتجاجات، وأضاف أن 58 مدنيا و115 رجل أمن أصيبوا بالاشتباكات، وقدر الخسائر جراء أعمال العنف التي رافقت المظاهرات بنحو عشرة ملايين دولار.

المصدر : الجزيرة + وكالات