ليلة سابعة من الاضطرابات بالسويد

: Police officers of the Swedish riot police search young men in a suburb of Stockholm, Sweden on early Saturday morning of May 25, 2013, the sixth straight night of unrest that flared in Stockholm's immigrant-dominated suburbs. The unrest has sparked a debate among Swedes over the integration of immigrants, many of whom arrived under the country's generous asylum policies, and who now make up about 15 percent of the population
undefined

تواصلت أعمال الشغب في الأحياء الفقيرة في ستوكهولم حيث تقطن غالبية من المهاجرين، لليوم السابع على التوالي, لكن الشرطة السويدية وصفتها بأنها متراجعة في النطاق والحدة.

وكان نطاق العنف قد اتسع مساء الجمعة ليمس مدنا أخرى بعيدة عن العاصمة, لكن الاضطرابات تراجعت مساء أمس السبت, مع استمرار حرق سيارات ورشق عناصر الشرطة بالحجارة.

وقال المتحدث باسم الشرطة لارس بيرسترويم إن أعمال الشغب تتجه إلى الانحسار، مشيرا إلى أن حرق بعض السيارات لم يكن بالمقدار الذي كان يحصل الأيام السابقة.

وأشار المتحدث إلى رشق دوريات الشرطة بالحجارة في حي فاربرغ جنوب ستوكهولم، وفي حي يوربرو الواقع أيضا بالضاحية الجنوبية للعاصمة. كما ذكر أن الشرطة اعتقلت 12 في جنوب ستوكهولم.

‪عدد من السيارات تعرض للحرق خلال المواجهات‬ (الفرنسية)
‪عدد من السيارات تعرض للحرق خلال المواجهات‬ (الفرنسية)

من جهة ثانية, احتفل السكان في هاسبي بشمال غرب ستوكهولم بنهائي بطولة أبطال دوري أوروبا بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند مما ساعد على إشاعة جو احتفالي في واحدة من المناطق التي شهدت أسوأ أعمال شغب خلال الأيام الأخيرة.

بداية الاضطرابات
يُذكر أن الاضطرابات بدأت الأحد الماضي بعد أنباء بأن الشرطة قتلت مهاجرا برتغاليا عمره 69 عاما في ضاحية هوسبي التي ترتفع بها معدلات البطالة، حيث اتهمت جماعات من المهاجرين الشرطة بالإفراط في استخدام القوة, بينما قالت الشرطة إن الرجل كان يحمل سكينا وإن عناصرها أطلقوا النار عليه دفاعا عن النفس.

وتشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن أعمال الشغب أثارت نقاشا بين السويديين بشأن اندماج المهاجرين الذين وصل العديد منهم إلى البلاد بفضل ما سمتها سياسات السويد السخية في منح اللجوء السياسي, حيث شكل عدد اللاجئين نحو 15% من السكان.

وقد باتت السويد -بفضل سياسة "الهجرة الليبرالية" التي تعتمدها- إحدى أبرز الوجهات التي يقصدها المهاجرون إلى أوروبا, حيث استضافت بالعقد الماضي مئات الآلاف من العراق وأفغانستان وسوريا والصومال والبلقان ومن دول أخرى أيضا.

وتصف رويترز حجم أعمال الشغب بأنها محدودة نسبيا بالمقارنة مع الاضطرابات التي شهدتها لندن وباريس السنوات الأخيرة بأحياء المهاجرين, لكنها قالت إن العنف أصاب بالصدمة بلدا يتباهى منذ فترة طويلة بشبكته السخية من التأمين الاجتماعي.

يُشار إلى أن سبع سنوات من حكم يمين الوسط بالسويد شهدت تقليصا للرعاية الاجتماعية، في حين تواجه بعض البلدات صعوبة في التكيف مع الموجة الثقيلة من الهجرة التي تشهدها من سوريا ودول أخرى مزقتها الحروب.

ويرتفع حجم البطالة بشكل خاص بأحياء مثل التي وقعت فيها أعمال الشغب حيث يعيش طالبو الهجرة من العراق والصومال وأفغانستان وأميركا اللاتينية. وقد أظهرت دراسة حكومية أجريت حديثا أن نحو ثلث الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاما في بعض أفقر المناطق بكبرى المدن السويدية لا يدرسون ولا يعملون.

وفي هذا السياق أقر وزير الاندماج إريك أولينهاغ، في وقت سابق، بأن أعمال العنف الحالية ترجع إلى ارتفاع نسبة البطالة والعزلة الاجتماعية بالمناطق ذات الغالبية من المهاجرين.

المصدر : وكالات