لا ناجين بانهيار مبنى بنغلاديش

Bangladeshi relatives react after looking at the coffin of a victim following the collapse of an eight-storey building in Savar, on the outskirts of Dhaka on April 28, 2013. A fire broke out in the wreckage of a Bangladesh factory complex at night on April 28, killing the last known survivor
undefined

تضاءلت الآمال في العثور على ناجين جدد في حادث انهيار مبنى الملابس ببنغلاديش، لكن رجال  الإنقاذ يواصلون استخدام المعدات الثقيلة لإزالة الركام، بحثا عن أحياء تحت الأنقاض، بينما قاربت حصيلة القتلى 400 شخص، وفقا لأحدث إحصاء رسمي.  

وقال مسؤولون إن نحو 600 شخص مازالوا في عداد المفقودين، أغلبهم عاملات يعتقد أنهن كن داخل المبنى عندما انهار الأربعاء الماضي، متسببا -أيضا- في إصابة 2400 من الناجين، في أسوأ حادث صناعي تشهده البلاد.  

وأعرب مدير إدارة الدفاع المدني وإطفاء الحرائق عبد السلام عن اعتقاده بعدم وجود أحياء تحت الركام، بعد ستة أيام من وقوع الحادث مالم تحدث معجزة.

كما قال المتحدث باسم وحدة الجيش التى تقود عمليات الإنقاذ شاهين الإسلام إن عمال الإنقاذ يقومون بإزالة الركام الخرساني باستخدام الرافعات، للعثور على ناجين إن وجدوا.

وعثرت فرق الإنقاذ الاثنين على مزيد من الجثث، مما رفع حصيلة الوفيات إلى 382 شخصا، إلا أنها فشلت في إنقاذ عاملة عثر عليها حية، بسبب اندلاع حريق.

 يأتي ذلك بينما ينتظر أقارب العمال المفقودين معرفة مصير أقاربهم، الذين كانوا في موقع انهيار المبنى المؤلف من ثمانية طوابق، ويضم خمسة مصانع للملابس و مصرفا ومحلات، ويقع في منطقة سافار على بعد 25 كلم شمال غرب العاصمة دكا.

اعتقال
ومع تصاعد الغضب بسبب الكارثة، اعتقلت الشرطة صاحب المبنى المنهار سوهيل رانا، الذي قالت إنه كان يحاول الفرار إلى الهند، كما اعتقلت والده لصلته بالحادث. واتهم سوهيل باستخدام مواد ليست على المستوى المطلوب في بناء المبنى، الذى تم الانتهاء منه فى عام 2006.

كما اعتقلت الشرطة أربعة ملاك لمصانع، ومسؤولين تنفيذيين، وأربعة مهندسين حكوميين، لهم صلة بانهيار المبنى، واتُّهم أصحاب المصانع بتجاهل التحذيرات التى أصدرها مسؤولون قبل يوم من انهيار المبنى، الذى كان غير آمن بسبب وجود شقوق كبيرة.

وجاء فى شكوى تم تقديمها للشرطة أن أصحاب المصانع أجبروا العمال على العمل، بالرغم من معرفة المخاطر.

ويقول المسؤولون إن المبنى المكون من ثمانية طوابق أقيم على أرض رخوة، دون الحصول على التراخيص الملائمة، وأنه تم السماح لأكثر من ثلاثة آلاف عامل أغلبهم من النساء بدخوله صباح الأربعاء الماضي، على الرغم من تحذيرات بأن المبنى غير آمن هندسيا.

انهيار المبنى يعد أسوأ حادث تشهده بنغلاديش (رويترز)
انهيار المبنى يعد أسوأ حادث تشهده بنغلاديش (رويترز)

وقد أغلقت مصانع الملابس حول العاصمة دكا الاثنين، بعدما اشتبك العمال مع الشرطة، مطالبين بتطبيق عقوبة الإعدام على ملاك المبنى والمصانع. كما أغلق المتظاهرون طريقا سريعا فى منطقة جازيبور بالقرب من دكا.

وذكرت مصادر أن المحتجين هاجموا عدة مصانع للملابس، وأضرموا النيران فى سيارات فى منطقة أشوليا الصناعية. وقد أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، والرصاصات المطاطية.

وفي ظل الغضب الشعبي بسبب الحادث، زارت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد الناجين، وتعهدت بتوظيف ألف منهم على الأقل، بالإضافة إلى توفيرالرعاية الطبية. كما حثت الحزب القومى البنغلاديشى المعارض على إلغاء الإضراب العام، الذى دعا له الخميس المقبل لأسباب إنسانية.

ويذكر أن حادث الأربعاء هو ثالث حادث صناعي كبير خلال خمسة أشهر في بنغلادش، ثاني أكبر دولة مصدرة للملابس في العالم بعد الصين. ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اندلع حريق في مصنع تزرين فاشون في ضاحية في دكا، مما أسفر عن مقتل 112 شخصا.

وأثارت هذه الحوادث تساؤلات خطيرة حول سلامة العمال، وتدني الرواتب، ويمكن أن تشوه سمعة الدولة التي تشكل الملابس 80% من صادراتها. ويعمل في هذه الصناعة 3.6 ملايين شخص غالبيتهم من النساء، ويحصل بعضهن على رواتب قليلة تبلغ 38 دولارا في الشهر.

المصدر : وكالات