مساعدات صينية لمنكوبي إعصار الفلبين

أرسلت الصين مساعدات طبية وإغاثية لمنكوبي الإعصار "هايان" -الذي ضرب وسط الفلبين قبل نحو أسبوعين وأدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين- بعد انتقادات وجهت إلى ما وصف بتباطؤ بكين في التعاطي مع هذا الملف، في حين تدفقت المساعدات الدولية وسط صعوبات تواجه فرق الإنقاذ.

وتضم السفينة الصينية ثلاثمائة سرير وأكثر من مائة طبيب وممرض، بينما وصل فريق طبي صيني مؤلف من أكثر من خمسين شخصا إلى مطار سيبو.

وكانت بكين قد بعثت أيضا يوم الثلاثاء طائرة شحن تحمل خياما وأغطية هبطت في مدينة سيبو بوسط الفلبين.

وقال التلفزيون الرسمي الصيني إن الدفعة الأولى من مساعدات الإغاثة الصينية وصلت الثلاثاء، وذلك بعد أيام من انتقادات وجهت للصين بسبب بطئها في الاستجابة لعمليات الإنقاذ في الفلبين.

وكانت الصين أعلنت في بادئ الأمر عن تقديم مائتي ألف دولار، ثما عادت لترفع القيمة إلى 1.46 مليون دولار، وقالت يوم الأحد الماضي إنها مستعدة لإرسال فرق إنقاذ وأطقم طبية.

يشار إلى أن التوترات بين البلدين تصاعدت في الأشهر الماضية بشأن نزاع لفرض السيطرة في بحر الصين الجنوبي.

بينما حشدت الولايات المتحدة  نحو خمسين سفينة وطائرة في منطقة الكارثة، ونقلت طائرات مروحية إمدادات من حاملة طائرات، وأعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية بأكثر من 37 مليون دولار.

وفي إطار الأعمال الإغاثية، نصبت منظمة أطباء بلا حدود خمس مستشفيات ميدانية من خيام كبيرة في مدينة تالكوبان لتقديم العلاج للمتضررين من الإعصار على مختلف إصاباتهم.

وتواصل في المدينة طائرات تابعة للجيش الفليبيني عملية إجلاء مئات من السكان المنكوبين إلى العاصمة مانيلا. وقد تجمّع مئات من العائلات والمسنين في مطار المدينة تمهيدا لإجلائهم.

وبدأت المعونات تصل إلى مناطق نائية، معظمها على متن مروحيات قادمة من حاملة الطائرات الأميركية جورج واشنطن، بينما تقول الأمم المتحدة إن سكان بعض الأقاليم الجبلية لا يزالون يعانون من الجوع.

تحذير وخسائر
وقد حذرت منظمات دولية من تعرض الأطفال الذين شردهم إعصار هايان في الفلبين إلى سوء الاستغلال والتهريب، ونبهت الى المخاطر التي تتهددهم جراء غياب الرعاية الأسرية أو المؤسساتية.

وحثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) على لم شمل الأسر التي شردها الإعصار في الوقت الذي عززت فيه السلطات إجراءات الرقابة للحيلولة دون تهريب الأطفال.

وتقدر الحكومة الفلبينية حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والزراعة في البلاد بنحو عشرة ملايين بيزو (مائتان وثلاثون مليون دولار)، وتكبد القطاع الزراعي معظم الخسائر.

 وتقول الأمم المتحدة إن الخسائر البشرية والاقتصادية قد ترتفع إذا لم تصل المساعدات إلى المزارعين في مناطق زراعة الأرز في الوقت المناسب.

وقدرت الأمم المتحدة عدد المتضررين بأكثر من 11 مليون شخص. وقد تجاوز عدد من لقوا حتفهم 3633 شخصاً وفق أرقام حكومة الفلبين، بينما لا يزال نحو 11 ألفا آخرين في عداد المفقودين.