وصول مساعدات للفلبين بعد نداءات استغاثة
لبت العديد من دول العالم طلبات إغاثة الفلبين بعد تعرضها للإعصار هايان الذي يعد من أقوى الأعاصير في العصر الحديث، ويأتي ذلك بعد أن وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع مساعدات تركز على توفير الغذاء والصحة والملاجئ وإزالة الأنقاض وكذلك حماية الناس الأكثر ضعفا.
فوصلت اليوم حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس جورج واشنطن" إلى خليج ليتي لمساعدة الأقاليم الواقعة بشرق الفلبين التي لحق بها دمار كبير.
كما وصلت مساعدات مختلفة من أستراليا، التي وعدت بتقديم المزيد ليبلغ حجم مساعداتها للفلبين 50 مليون دولار أسترالي (46.5 مليون دولار) في مواجهة آثار الإعصار. وكانت طائرتان أستراليتان حطتا مساء الأربعاء في الفلبين وعلى متنهما أطباء وتجهيزات طبية.
وأعلنت الصين أنها ستقدم مائة ألف دولار إلى الفلبين كمساعدات إنسانية بعد الإعصار.
أما عربيا فوعدت دول عدة بتقديم مساعدات للفلبين من بينها الكويت وقطر. وكانت الكويت أعلنت أمس تقديم مساعدة عاجلة بعشرة ملايين دولار.
كما قامت كل من كندا واليابان وألمانيا ونيوزلندا وماليزيا وسنغافورة وفرنسا وإسبانيا وهولندا بتقديم مساعدات.
وكانت الأمم المتحدة قد وجهت الثلاثاء الماضي نداء لجمع هبات بقيمة 301 مليون دولار بشكل عاجل للفلبين. وأضافت المنظمة الدولية أن خطتها الإغاثية في الفلبين ستستمر حتى نهاية مايو/أيار المقبل.
ورغم الوعود بالهبات من المجموعة الدولية وإرسال أسطول من السفن الحربية الغربية التي يحتاج بعض منها إلى بضعة أيام للوصول، ما زالت المساعدة التي تصل ضئيلة.
وضع مفجع
ووصفت منسقة شؤون الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري أموس في وقت سابق اليوم الوضع في الفلبين بأنه "مفجع"، وذلك بعد زيارتها مدينة تاكلوبان، إحدى أكثر المدن تضررا جراء الإعصار والواقعة في جزيرة ليتي.
وطالبت أموس بضرورة تسريع المساعدة للمنكوبين جراء الإعصار هايان. وأملت -في ظل ورود المساعدات من جهات عدة- في أن يتغير بشكل واضح الوضع خلال اليومين القادمين.
وقبل ستة أيام ضرب الإعصار هايان -الذي يعد أحد أكبر الأعاصير في تاريخ البشرية- أجزاء واسعة من الفلبين مصحوبا برياح بلغت سرعتها أكثر من 300 كلم في الساعة وأمواج بارتفاع خمسة أمتار.
ويضرب الفلبين كل سنة نحو عشرين إعصارا أو عاصفة مدارية، لكن عنف هايان عزز التساؤلات بشأن التغير المناخي.
وجراء هايان تضرر بصورة أو بأخرى نحو عشرة ملايين شخص في الفلبين، أي ما يربو على10% من التعداد السكاني في البلاد، بينهم 660 ألفا فقدوا منازلهم.
وأمام حجم هذه المأساة أعلن الرئيس الفلبيني بنينو أكينو الاثنين الماضي حالة كارثة وطنية تسمح للحكومة بضبط الأسعار وتسريع تحريك الأموال.
وتوجه إلى مواطنيه عبر التلفزيون قائلا "كونوا مطمئنين أن المساعدة ستصلكم بشكل أسرع في الأيام القادمة"، داعيا إياهم إلى الهدوء.
فوضى ونهب
وتسود حالة من الفوضى المناطق المنكوبة بالإعصار في الفلبين. وأفاد موفد الجزيرة إلى المناطق المنكوبة بالإعصار سامر علاوي بأن حالة من الإحباط والغضب تنتاب الناجين في المناطق الأكثر تضررا بسبب بطء عمليات الإغاثة والإجلاء وتوزيع المساعدات.
وانتشرت أمس الأربعاء عمليات النهب لمخازن الأرز وإمدادات أخرى في إقليم ليتي الأكثر تضررا من الإعصار، على الرغم من نشر قوات الجيش للمحافظة على الأمن والنظام العام.
حصيلة رسمية
من جهة أخرى أعلنت الفلبين اليوم أن العدد الرسمي لقتلى الإعصار بلغ 2735 شخصا، وهو عدد مرشح للارتفاع في ظل استمرار أعمال البحث والإنقاذ.
ونقلت وكالة الأنباء الفلبينية عن المجلس الوطني لتقليص مخاطر الكوارث وإدارتها قوله إن أعمال البحث والإنقاذ مستمرة، ومن المتوقع أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع.