توقيع شراكة إستراتيجية بين واشنطن وكابل

US President Barack Obama (L) smiles while signing a strategic partnership agreement with Afghan President Hamid Karzai on May 1, 2012 at the Presidential Palace in Kabul.
undefined
وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الثلاثاء إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة، ووقع مع نظيره الأفغاني حامد كرزاي على اتفاق شراكة إستراتيجي بين بلديهما يحدد العلاقة بينهما وطبيعة الوجود العسكري الأميركي بعد نهاية العام 2014. ويتزامن ذلك مع الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

ويحدد اتفاق الشراكة على المدى الطويل، الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بعد أشهر من المفاوضات، الخطوط العريضة للدعم العسكري والمالي الأميركي لأفغانستان بعد عام 2014.

ولا يحدد الاتفاق هل سيتم الإبقاء على عدد من أفراد القوات الأميركية والمستشارين بعد انتهاء مهلة انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في 2014، وسيتم التعامل مع القضية في اتفاق منفصل بشأن وضع القوات يتوقع أن يستغرق إنجازه عاما آخر.

وبعد اجتماعه مع كرزاي، قابل أوباما جنودا في قاعدة بغرام، وحذر القوات الأميركية من مزيد من الصعوبات في أفغانستان، لكنه قال "هناك ضوء في الأفق" بعد حرب مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال أمام الجنود "المعركة لم تنته بعد". وأضاف "ستكون هناك حسرات وآلام ومصاعب لكن هناك ضوء في الأفق بسبب الذكرى الأولى لمقتل بن لادن".

ويبدو أن زيارة أوباما تستهدف الداخل الأميركي بقدر ما تستهدف الأفغان. فقد سعى أوباما للإشارة إلى الشعب الأميركي بأن الدور القتالي الأميركي في أفغانستان يقترب من نهايته ولتذكيرهم في الوقت نفسه بالغارة التي شنتها قوات أميركية خاصة في مايو/أيار 2011 في أفغانستان وقتلت فيها بن لادن. وقال أوباما لكرزاي "تكاليف الحرب كانت هائلة بالنسبة لبلدينا". وأضاف "نحن الآن ملتزمان باستبدال السلام بالحرب".

أما في داخل أفغانستان فربما كانت مراسم توقيع الاتفاق تهدف لتوجيه رسالة إلى طالبان وغيرها من الجماعات المقاتلة مفادها أنها لا يمكنها انتظار خروج القوات الأجنبية البالغ قوامها 130 ألفا من البلاد لاستعادة السلطة.

وتم تشديد إجراءات الأمن بأكثر من المعتاد حول القصر الرئاسي حيث التقى الزعيمان، وحول المنطقة الدبلوماسية أيضا التي كانت تعرضت لهجمات منسقة شنتها حركة طالبان يوم 15 أبريل/نيسان.

التكتم الشديد على الزيارة يعبر عن الهواجس الأمنية لدى الجانبين الأميركي والأفغاني (الفرنسية)
التكتم الشديد على الزيارة يعبر عن الهواجس الأمنية لدى الجانبين الأميركي والأفغاني (الفرنسية)

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور إن التكتم الشديد على الزيارة يعبر عن الهواجس الأمنية لدى الجانبين الأميركي والأفغاني.

وقال مسؤولون أفغان إنه تم إخراج جميع موظفي القصر قبل وصول أوباما، ربما كإجراء أمني احترازي.

وأعلن البيت الأبيض أن الاتفاق الإستراتيجي الذي وقعه الرئيسان باراك أوباما وحامد كرزاي مساء الثلاثاء، يشير إلى إمكان بقاء جنود أميركيين على الأراضي الأفغانية بعد انسحاب القوات المقاتلة عام 2014.

وأوضحت الرئاسة الأميركية في بيان أن هذا الاتفاق لا يشير إلى وجود قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان لكنه يلزم هذا البلد بمنح "تسهيلات للقوات الأميركية حتى 2014 وما بعده" مع "إمكان بقاء قوات أميركية إلى ما بعد 2014 لتدريب القوات الأفغانية واستهداف عناصر القاعدة المتبقين".

وأضاف المصدر نفسه أن "الولايات المتحدة ستعتبر أفغانستان أيضا حليفا رئيسيا غير عضو في حلف شمال الأطلسي"، وهي صفة سبق أن منحت لبلدان مثل البحرين.

وشدد البيت الأبيض على أن هذه الاتفاقية "لا تلزم الولايات المتحدة بعدد محدد من الجنود أو بتمويل مستقبلي" في انتظار التشاور مع الكونغرس الأميركي، على أن يتم التقدم بهذه الطلبات سنويا.

وتجاوبت واشنطن مع كابل في ما يتصل بشرطين طرحتهما لتوقيع الاتفاق، وهما نقل مسؤولية سجن بغرام إلى السلطات الأفغانية وإنهاء الغارات الليلية للقوات الدولية على مقاتلي طالبان.

وهذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها أوباما لأفغانستان منذ توليه الحكم في يناير/كانون الثاني 2009. وفي زيارته السابقة في ديسمبر/كانون الأول 2010 لم يبق الرئيس الأميركي سوى أربع ساعات في بغرام برفقة الجنود الأميركيين ولم يلتق كرزاي.

وتنشر الولايات المتحدة 87 ألف جندي في أفغانستان يشكلون أكبر كتيبة داخل قوات الناتو التي تُسمى أيضا القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن بأفغانستان (إيساف) التي تضم 130 ألف جندي.

وتدخلت قوات الحلف في أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001 بعد شهر من اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وسارعت إلى الإطاحة بنظام طالبان الذي كان يستضيف أسامة بن لادن. وتمت تصفية بن لادن في الثاني من مايو/أيار 2011 في هجوم أميركي في باكستان.

المصدر : وكالات