الشيوعيون الروس ينددون بالناتو وبوتين
ووجه المشاركون في المسيرة انتقادات للانتخابات البرلمانية والرئاسية في روسيا، وانضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية.
وقال رئيس الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف خلال كلمته في المسيرة إن انضمام روسيا إلى منظمة التجارة سيقتل صناعة الطيران والتصنيع المحلي.
وأضاف زيوغانوف "بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية يجب ألا نساعد مزارعينا الذين يعانون بشدة، ويجب ألا نطور صناعات التكنولوجيا المتقدمة، ولكن سيكون علينا أن نرفع التعريفة الجمركية إلى المستويات الأوروبية والعالمية، وهذا يعني وقف صناعة الطيران وغيرها من الصناعات لدينا".
واحتج المتظاهرون على خطط إنشاء قاعدة على نهر فولغا لنقل الشحنات الخاصة بقوات حلف الأطلسي من أفغانستان، واصفة إياها بأنها "آفة" على الأراضي الروسية.
وقال زيوغانوف "إن السلطات الروسية تتساهل مع المطامع التوسعية لحلف الناتو التي لم تكتف بمحاصرة روسيا, بل إنها حصلت على موافقة الكرملين بإقامة قاعدة للحلف المعادي على الأراضي الروسية في إقليم أولي أنوفسك".
وهاجم زعيم الحزب الشيوعي "احتلال حلف الأطلسي للفولغا"، ودعا أنصاره إلى إحباط خطط إنشاء القاعدة التي قال إنها أصبحت "نقطة كبيرة لتهريب المخدرات".
وأضاف أن "جرحا يتشكل في وسط روسيا.. لن تكون قاعدة لعبور الشحنات العسكرية فحسب، بل ستكون وكرا رئيسيا للمخدرات على أراضينا.. يجب أن نقول لا حاسمة لهذه الخيانة لمصالحنا الوطنية".
وكانت روسيا قد أعلنت مؤخرا أنها تنظر في طلب تقدم به حلف الناتو لاستخدام مطار فوستوشني قرب مدينة أولي أنوفسك (نحو 900 كلم شرق موسكو) كنقطة عبور للشحنات غير القتالية من أفغانستان.
وفي مدينة أولي أنوفسك نفسها جرت مسيرة عبر شوارع المدينة حمل المشاركون فيها لافتات مناهضة لحلف الأطلسي، كما جرت مسيرات أصغر في العديد من مدن الأقاليم احتجاجا على ما يصفه الشيوعيون بأنه "خيانة" للمصالح الوطنية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الخميس إنه إذا سمحت الحكومة بعمليات النقل "فإن ذلك سيكون تحت سيطرة جمارك روسيا الاتحادية بالكامل، ودون تواجد مدني أو عسكري لحلف الأطلسي".
وحاول حاكم أولي أنوفسك سيرغي مورزوف تخفيف حدة المخاوف وقال إن المدينة "لن تضم أي قاعدة عسكرية أو معدات عسكرية لحلف الأطلسي"، موضحا أن "الشحنات غير العسكرية ستمر من هناك، وستتم بواسطة طائرات أميركية بطواقم روسية"، مضيفا أن من أسماهم شعبويين سياسيين استغلو المسألة لإثارة المشاعر.
يذكر أن مدينة أولي أنوفسك الواقعة على نهر الفولغا هي مسقط رأس الثوري الشيوعي فلاديمير لينين الذي كان اسمه عند الولادة أوليانوف، ولذلك فإن لها مكانة خاصة لدى الشيوعيين الروس.