إيران متفائلة بشأن المفاوضات النووية

epa Tunisian Foreign Affairs Minister Rafik Abdessalem (R) welcomes his Iranian counterpart Ali Akbar Salehi (L) in Tunis, Tunisia, 23 April 2012. Media reports state that Salehi arrived in Tunisia on a two-day official visit for meeting with Tunisian foreign minister and other officials. Talks are expected to focus on bilateral relations and regional issues of mutual interest. EPA
undefined
عبرت إيران -على لسان وزير خارجيتها- عن تفاؤلها بتحقيق تقدم في المحادثات التي ستجرى الشهر القادم في بغداد، نحو حل النزاع مع القوى العالمية بشأن الملف النووي الإيراني. جاء ذلك في حين ألمح كبير المفاوضين الإيرانيين إلى ضرورة الاعتراف بقدرات بلاده النووية.

فقد صرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي خلال زيارته تونس أمس، بأن "نتائج اجتماع إسطنبول كانت مرضية"، وقال "أنا متفائل إزاء الاجتماع المقبل في بغداد".

واستأنفت طهران المباحثات حول نشاطاتها النووية في 14 أبريل/نيسان في إسطنبول مع مجموعة 5+1 وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) إضافة إلى ألمانيا. ويفترض أن يعقد الطرفان اجتماعا في بغداد في 23 مايو/أيار للدخول في صلب المفاوضات.

وأوضح صالحي في تصريحات للصحفيين بتونس أنه يرى أن نهاية ما وصفه بملف إيران "المفتعل" قد بدأت، وأضاف متحدثا بالعربية أنه يتوقع إحراز مزيد من التقدم واتخاذ مزيد من الخطوات نحو حل هذا الملف خلال اجتماع بغداد، وأكد دون الخوض في تفاصيل أن اجتماع إسطنبول أسفر عن نتائج مرضية للجانبين.

ولم يتبين ما الذي يعنيه صالحي بكلمة "المفتعل" لكن المسؤولين الإيرانيين كثيرا ما يصفون المزاعم الغربية بأنها مختلقة ولا أساس لها ويصرون على أن برنامجهم النووي تقتصر أغراضه على توليد الكهرباء والاستخدامات الطبية.

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أصدرت العام الماضي تقريرا يعرض بالتفصيل ما قالت إنه أنشطة إيرانية في مجال البحوث والتطوير ذات صلة بالتسلح النووي مما عزز الشكوك الغربية في نوايا طهران.

سعيد جليلي قال إن الدول الغربية يجب أن تدرك أن طهران مصممة على ترسيخ قدراتها (الفرنسية)
سعيد جليلي قال إن الدول الغربية يجب أن تدرك أن طهران مصممة على ترسيخ قدراتها (الفرنسية)

إشارات واتجاهات
ويرجح أن إيران فيما يبدو تبعث إشارات عدة في اتجاهات مختلفة، فقد تزامنت تصريحات صالحي هذه مع إعلان كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي الاثنين أن نجاح اجتماع بغداد المقبل مع الدول الكبرى سيتوقف على "تقييم صحيح" من قبل الغربيين لقدرات إيران النووية.

وقال جليلي أثناء لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن الدول المشاركة في المفاوضات ينبغي أن تدرك أن إيران مصممة "على ترسيخ وتعزيز قدراتها".

وأضاف المسؤول الإيراني أن "نتيجة اجتماع بغداد تتوقف على تقييم صحيح من قبل الغرب للقدرات الوطنية والإقليمية والدولية لإيران".

ويرى محللون أن هذه التصريحات قد تدفع إلى اعتقاد أن طهران تأمل أن يعترف الغرب بحقها في مواصلة الأوجه الرئيسية لبرنامجها النووي المثير للجدل.

ويتهم الغرب إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي على الرغم من نفيها المتكرر لذلك، وتريد الدول الغربية الحصول على ضمانات من طهران حول الطبيعة المدنية "البحتة" لبرنامجها النووي.

ودانت ستة قرارات صادرة عن الأمم المتحدة البرنامج النووي الإيراني وخصوصا تخصيب اليورانيوم، وتضمنت أربعة منها عقوبات تم تشديدها لاحقا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وترفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم رغم سلسلة العقوبات المفروضة عليها لكن الدبلوماسيين الغربيين أبدوا تفاؤلا مشوبا بالحذر بشأن اجتماع إسطنبول.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن التوصل إلى أي اتفاق لا يزال أمرا بعيد المنال لكن هناك دلائل متزايدة على أن الزعماء الإيرانيين يغيرون موقفهم ويعدون الرأي العام لاحتمال التغيير وفق ما تنقله وكالة رويترز للأنباء.

المصدر : وكالات