معارضة إيران تدعو لمقاطعة الانتخابات

A handout picture from an official website shows Iranian Supreme Leader Ayatollah Ali Khamenei casting his ballot during a parliamentary vote in Tehran on March 2, 2012. Iran voted for a new parliament in the first nationwide elections since a bitterly contested 2009 poll that returned President Mahmoud Ahmadinejad to power, posing a new test of his support among conservatives.
 
undefined

دعت المعارضة الإيرانية إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي انطلقت في وقت سابق اليوم بينما تحدثت وزارة الداخلية وقنوات حكومية عن إقبال كبير على التصويت، واعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي هذا الإقبال إعلانا عن مقاومة الشعب للتهديدات الأجنبية.

 
وقال موقع "جرس" المعارض اليوم الجمعة بمقالة بقلم رئيس التحرير "ندعو جميع الذين يؤمنون بالحرية الحقيقية إلى عدم المشاركة بالانتخابات لإظهار أنهم سئموا الانتخابات الصورية". 

وأورد الموقع الإلكتروني "كلمة" المملوك للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، أنه يتعين على الإيرانيين البقاء في منازلهم تضامنا مع زعماء المعارضة الموضوعين قيد الإقامة الجبرية مثل موسوي وزميله الإصلاحي مهدي كروبي.

وبدأ التصويت بالانتخابات اليوم الجمعة حيث يتنافس أكثر من 3400 مرشح على 290 مقعدا في مجلس الشورى تنتمي أغلبيتهم الساحقة إلى التيار المحافظ, لكنها تنقسم بشدّة بين مؤيدين للرئيس محمود أحمدي نجاد، ومنتقدين له بشكل لاذع، وقد هيمن الوضع الاقتصادي على الحملات الانتخابية في ظل تفاقم مشكلات البطالة والتضخّم في البلاد.

وطبقا لوزارة الداخلية، هناك أكثر من 48.2 مليون ناخب مؤهل للإدلاء بصوته في البلاد التي يبلغ تعداد سكانها 74 مليون نسمة.

وقالت الإذاعة الرسمية إن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها للناخبين في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (04.30 بتوقيت غرينتش) ومن المنتظر أن تغلق في السادسة مساء (14.30 بتوقيت غرينتش).

ولم تعلن الداخلية موعدا محددا لصدور النتيجة النهائية للانتخابات البرلمانية، غير أنها قالت إن عملية فرز الأصوات ستجري جزئيا عن طريق نظام إلكتروني.

‪أ‬ كثر من 3400 مرشح على 290 مقعدا بمجلس الشورى
‪أ‬ كثر من 3400 مرشح على 290 مقعدا بمجلس الشورى

إقبال كبير
وذكر التلفزيون الرسمي "أي آر أي بي" أن الناخبين توافدوا بأعداد كبيرة خلال الساعات الثلاث الأولى من فتح مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بانتخابات مجلس الشورى.

ولكن شهود عيان في العديد من المناطق بالعاصمة طهران قالوا إنه لا يمكنهم تأكيد ما ذكره التلفزيون، مضيفين أن الإيرانيين أكثر انشغالا بالاستعدادات للعام الفارسي الجديد الذي يبدأ يوم 21 مارس/ آذار الحالي.

وخصص التلفزيون خمس قنوات للتغطية الحية للانتخابات، حيث يدعو مذيعو النشرات الاخبارية على نحو مستمر المواطنين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع "من أجل مصلحة بلادهم".

وقالت إحدى القنوات الإخبارية التابعة للتلفزيون "الانتخابات هذه المرة تعد اختبارا كبيرا، ويجب تحييد مؤامرات العدو ضد بلادنا الإسلامية".

وفي ذات التوجه، اعتبر الزعيم الأعلى للجمهورية علي خامنئي أن الإقبال على التصويت بالانتخابات البرلمانية يعد فعليا بمثابة إعلان عن مقاومة الشعب للتهديدات الأجنبية.

وقال خامنئي عقب الإدلاء بصوته "سيكون الإقبال على التصويت ردا واضحا على تهديدات القوى الاستعمارية العالمية لإيران تحت ذريعة العقوبات وحقوق الإنسان".

وأضاف المرشد "أفضل رد هو الرد العملي، والانتخابات تعد مناسبة جيدة لإثبات أن تهديداتهم لا جدوى منها".

من غير المتوقع أن تغير نتيجة الانتخابات السياسات الرئيسية للجمهورية الإسلامية أو أن تغير موقف طهران المتصلب فيما يتعلق بالنزاع مع القوى الغربية بشأن النزاع النووي

توقعات
ومن غير المتوقع أن تغير نتيجة الانتخابات السياسات الرئيسية للجمهورية الإسلامية، أو أن تغير موقف طهران المتصلب فيما يتعلق بالنزاع مع القوى الغربية بشأن النزاع النووي.

لكن انتخابات اليوم تعد أول انتخابات وطنية منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في يوليو/ تموز 2009، والتي أثارت خلافا حول نتائجها مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية استمرت ثمانية أشهر.

ورغم أن هذه الاحتجاجات خمدت نهاية المطاف، فإنها وضعت إيران في أعمق أزمة داخلية تمر بها منذ قيام الثورة الإسلامية، وكشفت عن انقسامات داخل النخبة الحاكمة.

وتكمن الخلافات الرئيسية بين التيارين بالسياسة الداخلية والاقتصادية؛ حيث إن السياسة الخارجية بما فيها النزاع النووي لا تقع باختصاص الجهاز التشريعي، ويشارك بالمنافسة أيضا الإصلاحيون القريبون من الرئيس السابق محمد خاتمي.

وبينما يأمل الإصلاحيون عودة فاعلة إلى الساحة السياسية, تشير أغلب التوقعات إلى فوز شبه مؤكد للمحافظين الذين يشاركون بأكثر من لائحة انتخابية.

ويقول محللون إن حلفاء نجاد يريدون أن يحصلوا على أغلبية بهذه الانتخابات لتمهيد الطريق لفوزه بانتخابات الرئاسة عام 2013.

وكان مجلس صيانة الدستور قد أعلن أمس استبعاد عدد من النواب الحاليين من خوض المنافسة الانتخابية, بسبب تورطهم بأكبر عملية احتيال مالي بإيران. وقال المتحدث باسم المجلس إن قانون الانتخابات لا يجيز لمتهمين بفساد مالي الترشح.

ومنذ ذلك الحين بدأ تهميش الزعماء المؤيدين للإصلاح، حتى تم إخضاع زعيميْ المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي للإقامة الجبرية منذ فبراير/ شباط العام الماضي.

واعتقل كروبي وزوجته فاطمة حين حث أنصاره على التجمع لعقد مؤتمر حاشد بطهران دعما للانتفاضات التي تجتاح العالم العربي، وسمح لزوجته فيما بعد بالخروج للعلاج، أما هو فلا يزال قيد الإقامة الجبرية.

ويضم هرم السلطة بإيران مجلس الشورى أو البرلمان، ومجلس صيانة الدستور, ومجلس الخبراء, ومجلس تشخيص مصلحة النظام، وفي مقدمة هذه المرجعيات يأتي الولي الفقيه أو مرشد الجمهورية الذي يحتل قمة هرم السلطة بالدولة.

المصدر : وكالات