نتنياهو يهاجم عباس بشأن القدس

Palestinian President Mahmoud Abbas attends the opening of the International Conference on Jerusalem in Doha February 26, 2012. REUTERS/Mohammed Dabbous (QATAR - Tags: POLITICS HEADSHOT)
undefined

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المؤتمر الدولي المنعقد بالدوحة للدفاع عن القدس المحتلة بالتحريضي والمهدد للسلام، وقال إنه "حديث جدير بالازدراء، ألقاه شخص يزعم أنه معني بالسلام".

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن عباس يعلم تماما أنه لا أساس لتصريحاته التي تبعث على الازدراء. وأضاف نتنياهو -الذي يعارض تقسيم مدينة القدس- إن "القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي منذ آلاف السنين"، وأن "إسرائيل ستواصل رعاية الأماكن المقدسة بالمدينة وحرية العبادة للجميع".

وكان الرئيس عباس قال -أمام المؤتمر المنعقد في الدوحة- إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسرع في تنفيذ خطط ما تعتبرها معركتها الأخيرة في محو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، في إطار سياسة تهويد المدينة.

وقالت وكالة رويترز للأنباء إن التراشق بتلك الكلمات القوية من الجانبين يبرز عمق الخلاف حول المدينة المقدسة في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي لم تحرز تقدما يذكر خلال السنوات الماضية.

زيارة القدس
ودعا عباس العرب والمسلمين إلى زيارة المدينة، قائلا إن مثل هذه الزيارات لا تدخل في نطاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال إن هذا التحرك ستكون له تداعياته السياسية والمعنوية والاقتصادية والإنسانية، "فالقدس تخصنا وتمسنا جميعا، ولن يستطيع أحد منعنا من الوصول إليها". وأضاف "إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المستهدفين بالاستئصال، وسيذكر المحتلين بأن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي". 

‪جانب من المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي انطلق في الدوحة أمس‬ (الجزيرة)
‪جانب من المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي انطلق في الدوحة أمس‬ (الجزيرة)

وذكر -في كلمته أمام المؤتمر- أن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى تهويد القدس وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال، خلافا لقرارات مجلس الأمن التي يفوق عددها 15 قرارا وتدعو إسرائيل إلى التراجع عن إجراءاتها وتعتبرها باطلة.

وقدم عباس في كلمته شرحا مفصلا للأوضاع في المدينة، وقال إنها "تشهد تسارعا غير مسبوق في الهجمة الاستيطانية، حيث يجري العمل ليل نهار لاختلاق تفاصيل مصطنعة في المشهد المقدسي تتناقض وخصائصه المعمارية وجذوره الحضارية والثقافية العربية المؤسسة لهوية مدينة الأقصى وكنيسة القيامة".

وأضاف أنه "في نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري وبطوق من المستوطنات لعزلِ المدينة عن محيطها في الضفة الغربية، ومنع التواصل ما بين شمال الضفة وجنوبها".

واعتبر عباس أن أخطر الإجراءات يتمثل في نصب سلطات الاحتلال للحواجز الدائمة منذ التسعينيات، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس، سواء كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم "إلا بتصاريح يكون الحصول عليها شبه مستحيل".

إسرائيل تسابق الزمن
من ناحية أخرى, دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري مؤتمر الدوحة إلى تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي للقدس وللمؤسسات المقدسية، حتى تستطيع القيام بواجبها في مواجهة عمليات الاستيطان والتهويد التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.

وأوضح صبري في بيان أن معظم المدعوين إلى مؤتمر الدوحة الذي يشارك فيه كممثل عن مدينة القدس، من الأجانب لإطلاعهم على ما تقوم به سلطات الاحتلال.

كما حذر من تصاعد الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى، مؤكدا أن الاحتلال يسارع الزمن -قبل أن يثبت الربيع العربي وقبل أن تتم المصالحة الفلسطينية- لفرض واقع جديد من خلال محاولاته العدوانية الاستفزازية.

المصدر : الجزيرة + وكالات