وزير دفاع ألمانيا في رحلة جديدة لأفغانستان

German Minister of Defense Thomas de Maiziere sits next to German soldiers aboard a Transall C-160 aircraft on his way to Afghanistan on November 12, 2012. De Maiziere will visit German troops based in Mazar-e-Sharif , Afghanistan
undefined

يبحث وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير في أفغانستان التثبت من "كيفية تولي الأفغان تدريجيا المسؤولية الأمنية في البلاد"، وفي وقت أكدت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) أن حركة  طالبان "ضعفت بشدة"، يزور وفد أفغاني رفيع المستوى باكستان لبحث سبل إقرار السلام  والمصالحة في أفغانستان. كما سيسعى الوفد للقاء قادة طالبان.

ووصل دي ميزيير، الذي يقوم بعاشر زيارة لأفغانستان بصفته وزيرا للدفاع، إلى مزار الشريف (شمال) حيث تتمركز القوات الألمانية، ثم انتقل بعدها إلى العاصمة كابل للقاء نظيره الأفغاني بسم الله خان. وقال دي ميزيير إنه سيكرس زيارته بصورة خاصة لإجراء مناقشات مع شركاء أفغان.

وتنشر ألمانيا حوالي 4800 عنصر في أفغانستان مما يجعل منها ثالث قوة مسلحة ضمن القوة الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في هذا البلد، بعد الولايات المتحدة (أكثر من 90 ألف عنصر) وبريطانيا (9500 عنصر). ومن المقرر سحب جميع القوات الدولية المقاتلة من أفغانستان بحلول نهاية 2014.

وقبل عامين من انتهاء المهمة القتالية للقوات الدولية في أفغانستان، قال الجنرال الألماني غونتر كاتس المتحدث باسم قوة إيساف التي يقودها حلف الناتو، إن طالبان تضطر حاليا للقتال في المناطق التي كانت معقلا لها في الماضي.

وتوقع استمرار الاشتباكات مع المسلحين حتى عقب انسحاب القوات القتالية للناتو، مؤكدا أن طالبان ستظل موجودة حتى عقب عام 2014.

تحسن الأوضاع
في المقابل ذكر كاتس أن المجتمع الدولي سيظل موجودا في أفغانستان بجنود حتى بعد تلك الفترة، إلا أنه أوضح أن المهمة التالية لإيساف لن تكون القتال المباشر ضد طالبان، بل تدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية، مشيرا إلى أنه لم يتم حتى الآن اتخاذ القرار بشأن تفاصيل المهمة وحجم القوات المشاركة فيها.

إيساف: هجمات المسلحين على قوات الأمن الأفغانية والأجنبية تراجعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية (الأوروبية)
إيساف: هجمات المسلحين على قوات الأمن الأفغانية والأجنبية تراجعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية (الأوروبية)

وأوضح أن الأوضاع الأمنية في أفغانستان تحسنت بشكل ملحوظ على عكس اعتقاد الغرب، موضحا أن هجمات المسلحين على قوات الأمن الأفغانية والأجنبية تراجعت بنسبة 15% خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي.

وقال إن الهجمات التي تلقى اهتماما إعلاميا تنقل صورة مزيفة  للخارج، مشيرا إلى أن العاصمة كابل على سبيل المثال تعد من "أكثر المناطق أمنا في أفغانستان".

وعن الهجمات التي تشن من داخل قوات الأمن الأفغانية على جنود القوات الدولية، قال إن نحو 20% من المهاجمين داخل صفوف القوات الأفغانية كانت لهم صلات بطالبان، موضحا في الوقت نفسه أن معظم الهجمات الأخرى وقعت لأسباب شخصية كحدوث شجار أو شعور أحدهم بانتهاك الكرامة.

في سياق متصل قُتل أمس جندي بريطاني بهجوم وقع داخل قاعدته في ولاية هلمند بجنوب أفغانستان، ونقل بيان عن لورانس روش، المتحدث باسم ايساف بولاية هلمند، أن الجندي قتل برصاص شخص يرتدي زي الجيش الوطني الأفغاني في قاعدته بمنطقة ناد علي.

ومنذ مطلع العام، قتل حوالي 60 جنديا من حلف الناتو برصاص رجال يرتدون زيا أفغانيا، وهي ظاهرة غير مسبوقة تقلق الحلف. وأدى ازدياد "هذه الاعتداءات من الداخل" إلى جو من الحذر بين الجنود الأجانب والحلفاء الأفغان.

السلام والمصالحة
في غضون ذلك قال مسؤولون إن من المقرر أن يزور اليوم وفد أفغاني رفيع المستوى باكستان لبحث سبل إقرار السلام والمصالحة في أفغانستان، كما سيسعى الوفد للقاء قادة جماعة طالبان.

وقال المسؤول بالمجلس الأعلى للسلام في أفغانستان أمين مظفري إن 12 عضوا من المجلس الأعلى  للسلام إلى باكستان يتوجهون لمناقشة المصالحة في أفغانستان.

وأوضح مظفري أنه "جرى تنظيم الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام قبل ستة أشهر تقريبا. وتعتزم القيادة  الطلب من باكستان إتاحة فرصة لقادة طالبان الراغبين في الانضمام لعملية السلام، وإزالة العقبات من طريقهم". وذكر المجلس أن لديه مقترحا لباكستان لتساهم في إنهاء تمرد طالبان.

وأسس الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المجلس عام 2010 بعضوية قادة من أطياف  سياسية وعرقية أفغانية متعددة، بينهم قادة سابقون من طالبان من أجل إطلاق محادثات سلام مع المتمردين.

المصدر : وكالات