مغتربو أميركا بأوروبا يبدؤون التصويت
تحتدم المنافسة في انتخابات الرئاسة الأميركية مع فتح باب الاقتراع أمام مئات الآلاف من الأميركيين المقيمين في أوروبا للإدلاء بأصواتهم، في حين يركز الرئيس الأميركي باراك أوباما وخصمه الجمهوري مت رومني على حث أنصارهما على التصويت في الانتخابات المقررة في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهما يتابعان عن كثب الإعصار ساندي الذي قد يعرقل عملية التصويت على طول الساحل الشرقي للبلاد.
وكان الجمهوريون والديمقراطيون قد اعتادوا على خطب ود المغتربين منذ العام 1988 عندما غيرت أصوات المغتربين نتيجة سباق مجلس الشيوخ في فلوريدا لتسمح بفوز المرشح الجمهوري كوني ماك على الديمقراطي بادي مكاي الذي كان متقدما عندما أغلقت اللجان الانتخابية صناديقها.
وفي انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، سيكون لأصوات المغتربين أهمية كبرى من ذي قبل مع احتدام المنافسة بين أوباما ورومني وفقا لأحدث نتيجة لاستطلاع رويترز إبسوس للرأي، وذلك بعد الجهود التي بذلتها منظمتا الجمهوريين والديمقراطيين بالخارج لدفع المغتربين إلى التصويت.
ويجب على المغتربين المبادرة إلى التسجيل في إحدى الولايات الأميركية التي يكون لكل منها لوائحها وتوقيتاتها، وعلى الرغم من عدم توفر بيانات بخصوص توزيع أصوات المغتربين فقد يكون لها أثر في الولايات الرئيسية المتأرجحة مثل أوهايو وفلوريدا وفرجينيا.
ويرى مراقبون أن حماس المغتربين في أوروبا للانتخاب يبدو أقل مما كان عليه قبل أربع سنوات عندما أبدى معظم المغتربين تأييدهم لأوباما بعد ولايتين للرئيس السابق جورج بوش الابن الذي يعتقد منتقدوه أنه شوّه صورة الولايات المتحدة في الخارج.
سباق انتخابي
وكان أوباما قد بدأ جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشاير أمس السبت، حيث التقى أعضاء نقابة سائقي الشاحنات، وهم في العادة من أنصار الحزب الديمقراطي المؤثرين.
وركز الرئيس الأميركي على أهمية تأمين الأصوات الانتخابية الأربعة المتاحة في الولاية الصغيرة في السباق إلى البيت الأبيض، وقال لسائقي الشاحنات "يمكن لهذه الأصوات الانتخابية الأربعة هنا إحداث فرق".
وبدوره، ركز رومني على ساحة المعركة الرئيسية في ولاية فلوريدا حيث تظهر استطلاعات الرأي تقدمه بفارق طفيف، كما لا يزال متقدما نقطة مئوية واحدة في متوسط نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها موقع "ريل كلير بوليتيكس" الإلكتروني، وهي نسبة قد تقع داخل هامش الخطأ.
وقال رومني لأنصاره في بينساكولا بولاية فلوريدا "إن هذا هو وقت الخيارات الكبرى ذات التبعات الكبرى. إنها انتخابات كبرى. الرئيس يواصل الحديث عن الأشياء الأصغر والأصغر، ونحن نواصل الحديث عن الأشياء الأكبر والأكبر".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد أعلنت في افتتاحيتها أمس السبت عن تأييدها للرئيس أوباما للفوز بولاية ثانية، وقالت إنه على الرغم من أن الاقتصاد الأميركي يتعافى ببطء من الانهيار الذي حدث عام 2008 فإن البلاد قد تعاني من ركود آخر إذا مورست سياسات خاطئة.
وأرجعت الصحيفة دعمها لأوباما إلى التزامه باستخدام الحكومة في تعزيز النمو، واتخاذه سياسات في الميزانية تهدف إلى حماية الضعفاء وليس لتكريس هيمنة الأقوياء، كما أشارت إلى ما حققه أوباما من "إنجازات رائعة" على الرغم من معارضة الجمهوريين في الكونغرس.
وفي السياق ذاته، اتهمت صحيفة نيويورك تايمز المرشح الجمهوري رومني من حيث ارتباطه بالمحافظين المتشددين في الحزب الجمهوري الذي يتبنى "تخفيضات متهورة" في الميزانية.