الصين تفشل تحركات الياسمين

epa02604546 Policemen patrol among passers-by along Wangfujing street in Central Beijing, China on 27 February 2011. Police barred foreign reporters from the site of a planned anti-government protest in Beijing amid the tightest security in the Chinese capital since the 2008 Olympic Games.

الشرطة الصينية تتواجد بكثافة في وسط بكين لمنع التظاهر (الأوروبية)

لم تنجح تحركات احتجاجية أطلق عليها تجمع الياسمين في عدد من المدن الصينية دعت لتنظيمها اليوم الأحد جماعات معارضة عبر شبكة الإنترنت، وذلك مع انتشار مكثف لقوات الشرطة وسط بكين وشنغهاي، ومنع الصحفيين والمصورين الأجانب من التوجه إلى مناطق الاحتجاج واعتقال عشرة صحفيين أجانب ومصورين.

ونشر موقع صيني مقره الولايات المتحدة دعوة للشعب الصيني لتنظيم مظاهرات مماثلة لتلك التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط، وذلك للمطالبة بالتغيير الديمقراطي في الصين.

وقام عشرات من رجال الشرطة بالزي الرسمي أو المدني بإبعاد الأشخاص عن منطقة محيطة بأحد مطاعم سلسلة ماكدونالدز في شارع وانجفوجينج التجاري الشهير في بكين، حيث دعا ناشطون لاحتجاجات بعد ظهر يوم الأحد من كل أسبوع.

ولم يحدث ما يشير إلى احتجاج مفتوح في وانجفوجينج. واحتشد عدد أكبر من المتظاهرين في موقع الاحتجاج قرب سينما شنغهاي بيس، ولكن لم يتضح على الفور ما إن كان أي من المحتشدين قد حاول التظاهر بهذا الموقع أو في أي مدينة أخرى.

اعتقال صحفيين
وألقت الشرطة الصينية القبض على فريقين من المراسلين والمصورين من شبكتي التلفزيون العامتين الألمانيتين اليوم الأحد، وأطلق سراح أحد الفريقين بعدها بساعات. كما ألقت القبض على مراسل تلفزيوني إسباني وعشرة صحفيين آخرين على الأقل.

وفي شنغهاي، لم تسجل أي حركة احتجاج لكن الشرطة انتشرت بكثافة في شارع هانكو قرب ساحة الشعب -المكان المحدد للتجمع- وألقت الشرطة القبض على خمسة رجال أحدهم كان يلتقط صورا.

وانتقد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تعامل الشرطة الصينية مع الصحفيين الأجانب وقال "إنني آسف لإلقاء السلطات الصينية القبض على هؤلاء الصحفيين، كما أنني قلق جدا بسبب هذه الأنباء". وأضاف الوزير قائلا: "سنبلغ قلقنا كحكومة ألمانية بطبيعة الحال إلى رفقائنا الصينيين بالطريقة الملائمة".

"
رئيس الوزراء الصيني وين جياباو حاول الرد على أكبر مخاوف شعبه المتمثلة في التضخم والفساد والسكن
"

تهدئة المخاوف
وفي يوم الاحتجاج المقرر، حاول رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الرد على أكبر مخاوف شعبه المتمثلة في التضخم والفساد والسكن.

وفي حديث مع مستخدمي الانترنت قال جياباو إن "تنميتنا الاقتصادية تهدف إلى تلبية حاجات الشعب المتزايدة على الصعيدين المادي والثقافي كي تكون حياتهم دائما أفضل".

وأكد أن الحكومة ستكافح المضاربة العقارية وتزيد في عروض المساكن وتضمن ما يكفي من إنتاج الحبوب والمواد الأساسية.

وأقر رئيس الوزراء بان "ارتفاع الأسعار طال حياة الناس وحتى الاستقرار الاجتماعي" مؤكدا أنه "يمكن بلا شك احتواء التضخم".

ونفى مسؤولون من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين فكرة أن تواجه البلاد احتجاجات مثل تلك التي تجتاح الشرق الأوسط.

غير أن ما يعكس تخوف السلطات الصينية من ثورة مماثلة هو قيامها بفرض الرقابة على المناقشات التي تجري عبر الإنترنت عن الثورات الشعبية في بعض دول المنطقة العربية.

المصدر : وكالات