بوتين: واشنطن تريد أتباعا لا حلفاء

قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن الولايات المتحدة لا تبحث عن حلفاء بل عن تابعين -في هجوم حاد- مؤكدا أن قيادته لروسيا جعلتها أقوى وأغنى، ووصف الاحتجاجات الأخيرة ضد حكومته بأنها تستهدف الانتخابات الرئاسية المقبلة التي من المتوقع أن تعيده لرئاسة البلاد.

وقال بوتين في برنامج تلفزيوني سنوي يرد فيه على أسئلة المتصلين الروس "نود أن نكون حلفاء للولايات المتحدة. ولكنني أشعر أحيانا أن أميركا لا تريد حلفاء بل تريد تابعين".

وعلت ملامح القسوة وجه بوتين عندما وجه إليه سؤال عن ملاحظة كتبها المرشح السابق للرئاسة الأميركية جون ماكين على موقع تويتر قال فيها إن روسيا قد تشهد قريبا ثورة تشبه "الربيع العربي" بعد الانتخابات الروسية البرلمانية التي أجريت في الرابع من ديسمبر/كانون الأول.

وقال بوتين ردا على الملاحظة: "ماكين حارب في فيتنام. وأعتقد أن يديه ملطختان بما يكفي من دم المواطنين الأبرياء. ويبدو أنه من المستحيل على ماكين أن يعيش دون هذه المشاهد المقززة".

واتهم بوتين الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإشعال المظاهرات من خلال تشكيكها في شرعية الانتخابات، واتهم وزارة الخارجية الأميركية كذلك بمحاولة زعزعة استقرار روسيا من خلال تمويلها المعارضة.

غير أن بوتين أكد أن روسيا "تريد وستسعى" لبناء علاقات أفضل مع الولايات المتحدة، حيث تجري "تحولات" وحيث غالبية السكان لا يريدون بعد الآن "لعب دور شرطي العالم".

بوتين اعتبر مظاهرات المعارضة ظاهرة صحية (الفرنسية)
بوتين اعتبر مظاهرات المعارضة ظاهرة صحية (الفرنسية)

تحد للمحتجين
من جانب آخر قال رئيس الوزراء الروسي -في اللقاء التلفزيوني الذي استمر أربع ساعات ونصف الساعة- إن قيادته لروسيا جعلتها أقوى وأغنى وأكثر استقرارا، داعيا المواطنين إلى انتخابه رئيسا للبلاد في مارس/آذار المقبل.

وردا على سؤال عن حركة الاحتجاج غير المسبوقة في روسيا بعد الانتخابات التشريعية، قال بوتين إن "المعارضة ستقول على الدوام إن الانتخابات ليست نزيهة، هذه هي الحال أينما كان وفي كل البلدان".

واعتبر أن الاحتجاجات لم تكن تستهدف الانتخابات التشريعية بقدر استهداف الانتخابات الرئاسية المقبلة، ضمن خطة تهدف لسحب الشرعية من النظام الروسي، حسب تعبيره.

وأضاف أن "نتائج الانتخابات تعكس بنظري بشكل مطلق توزع القوى في البلاد". واعتبر أنه "أمر عادي جدا أن يعبر الناس عما يجري في البلاد طالما يظل ذلك في إطار القانون".

وأمر بوتين بنصب كاميرات لمراقبة مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار المقبل، وذلك لتمكين كل المواطنين من مراقبة عملية التصويت عبر الإنترنت.

وأعلن أنه شاهد في صور المظاهرات المتلفزة شبانا "ناشطين يعبرون بوضوح على مواقفهم"، مؤكدا أن هذا إن كان نتاجا لنظام حكمه فإنه سعيد بذلك.

وسخر بوتين من تعبئة المعارضة مؤكدا أنه ظن في مرحلة أولى أن الشريط الأبيض الذي تحول إلى شعار حركة الاحتجاج يرمز إلى مكافحة الإيدز.

وقرر المتظاهرون -الذين تجمع الآلاف منهم يوم السبت الماضي بموسكو للاحتجاج على نتائج الانتخابات التشريعية وللمطالبة بـ"روسيا من دون بوتين"- اتخاذ شريط أبيض على صدورهم كرمز لحركتهم الاحتجاجية.

المصدر : الجزيرة + وكالات