تبرئة أكبر منظمة إسلامية بألمانيا

الأجهزة الأمنية الألمانية تراقب مللي جورش منذ سنوات وتصنفها كأكبر منظمة إسلامية بالبلاد . الجزيرة نت - تبرئة ساحة أكبر منظمة إسلامية بألمانيا - خالد شمت – برلين

الأجهزة الأمنية الألمانية ظلت تراقب أنشطة ملي جوروش منذ سنواتالأجهزة الأمنية الألمانية ظلت تراقب أنشطة ملي جوروش منذ سنوات

خالد شمت-برلين

أعلنت النيابة العامة في مدينة ميونخ الألمانية رسميا أمس الثلاثاء إسقاط كافة التهم الجنائية التي وجهتها إلى منظمة ملي جوروش الإسلامية التركية، وأغلقت نهائيا ملف التحقيقات التي أجرتها مع الأمين العام للمنظمة وستة شخصيات إسلامية أخرى، لعدم وجود أي دليل يدين الأشخاص السبعة.

وتأسست ملي جوروش على يد رئيس الوزراء التركي الأسبق نجم الدين أربكان خلال دراسته في ألمانيا التي حصل من إحدى جامعتها على الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية.

وتراقب هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) ملي جوروش منذ سنوات، وتعتبرها أكبر منظمة إسلامية في البلاد، وتصنفها على أنها "منظمة إسلامية متطرفة ذات رؤى مناهضة للديمقراطية والاندماج، وداعية لتأسيس تركيا العظمى"، وتقدر الهيئة عدد الأعضاء المنضوين فيها بـ29 ألف شخص وعدد المساجد التي تديرها بـ300 مسجد.


أوجوز أوشونشو: اتهامات النيابة لمنظمة ملي جوروش كانت بدافع سياسيأوجوز أوشونشو: اتهامات النيابة لمنظمة ملي جوروش كانت بدافع سياسي
أوجوز أوشونشو: اتهامات النيابة لمنظمة ملي جوروش كانت بدافع سياسيأوجوز أوشونشو: اتهامات النيابة لمنظمة ملي جوروش كانت بدافع سياسي

مداهمات واتهامات
وكانت الشرطة الألمانية قد شنت أوائل العام الماضي حملة دهم وتفتيش لمقار تابعة لملي جوروش ومنازل خاصة بمسؤولين فيها في برلين وميونخ وولاية شمال الراين وفي بلجيكا.

ووجهت النيابة العامة في ميونخ للأمين العام لملي جوروش وستة قياديين في منظمات إسلامية أخرى تهما ثقيلة تشمل "تشكيل خلية إجرامية، والتهرب الضريبي وغسل الأموال، والغش وخيانة الأمانة، والحصول على مساعدات حكومية دون وجه حق، ومساعدة منظمة أجنبية موضوعة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية".

وتسببت هذه الاتهامات في استبعاد ملي جوروش والمجلس الإسلامي الألماني القريب منها من المشاركة في مؤتمر الإسلام الحكومي الذي استحدثته حكومة المستشارة أنجيلا ميركل كآلية رسمية لتقنين وضع الإسلام وتفعيل اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.

وفي أول ردات الفعل على قرار نيابة ميونخ، قالت متحدثة باسم الداخلية الألمانية إن الوزارة متمسكة باستبعاد المجلس الإسلامي الألماني وملي جوروش من المشاركة في مؤتمر الإسلام، وأشارت المتحدثة إلى أن عدم ثقة وزارتها بملي جوروش لن تتغير نتيجة قرار النيابة.

ومن جانبه قال الأمين العام لملي جوروش أوجوز أوشنشو إن قرار النيابة تبرئة ساحة منظمته بعد 19 شهرا من التحقيقات التي لم تجد دليل إدانة واحدا يدل على فشل محاولات تجريم المنظمة.

"
أوجوز أوشنشو: وسائل الإعلام الألمانية تعمدت نشر اتهامات النيابة لي على نطاق واسع، ولم تسع للتعرف على رأيي وباقي المتهمين المفترضين، وتناست أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته
"

هدف سياسي
وقال أوشنشو -خلال مشاركته في ندوة ثقافية مساء أمس الثلاثاء ببرلين- إن منظمته رغم إغلاق ملف التحقيقات معها قد فقدت الرغبة في المشاركة في مؤتمر الإسلام الحكومي، وتوقع الفشل لهذا المؤتمر، ونبه إلى أنه يدرس إمكانية رفع دعوى تعويض ضد الحكومة الألمانية ومقاضاتها بتهمة تشويه السمعة.

وانتقد الأمين العام لملي جوروش الطريقة التي تعاملت بها السلطات الألمانية مع منظمته خلال التحقيقات، واعتبر أن الاتهامات التي وجهت إليه والشخصيات المسلمة الستة الأخرى، كان لها هدف سياسي هو "تشويه سمعتهم وإفقادهم مصداقيتهم أمام الرأي العام، وهو ما نجحت فيه النيابة".

وذكر أن وسائل الإعلام الألمانية تعمدت نشر اتهامات النيابة له على نطاق واسع، "ولم تسع للتعرف على رأيي وباقي المتهمين المفترضين، وتناست أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته".

وشدد أوشنشو على "تمسك منظمة ملي جوروش بالعمل وفق أطر الديمقراطية والتعددية المنصوص عليها في الدستور الألماني الذي يكرس حقوق الأقليات والحريات الدينية"، ونبه إلى تمسك منظمته أيضا برفض "سياسات تشويه السمعة والتهميش وتذويب الآخر المخالف بدل دمجه".

وعلى صعيد ذي صلة رحب التجمع الإسلامي الألماني وهو إطار جامع للمساجد والمراكز الإسلامية العربية في ألمانيا بقرار نيابة ميونخ إسقاط التهم الموجهة إلى رئيسه السابق إبراهيم الزيات، ووصف التجمع هذا القرار بأنه انتصار لدولة القانون.

المصدر : الجزيرة