نك كليغ.. ظهوره الإعلامي أبرزه

British Opposition Liberal Democrat Leader Nick Clegg arrives at the party's head office in London, on April 6, 2010. British Prime Minister Gordon Brown kicks off a month
undefinedلمع نجم زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار في بريطانيا نيكولاس وليام بيتر "نك" كليغ بفضل أدائه وحضوره الإعلامي الناجح في ثلاث مناظرات تلفزيونية لزعماء الأحزاب السياسية الرئيسية، جرت في البلاد لأول مرة في إطار حملة الانتخابات العامة في السادس من مايو/أيار 2010.
 
وفرض السياسي الشاب نفسه -وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة صنداي تايمز- على أنه رجل السياسة الأكثر شعبية في البلاد منذ ونستون تشرشل عام 1945، حيث تمكن من مقارعة زعيمي الحزبين الرئيسيين في البلاد العمال الحاكم والمحافظين المعارض خلال المناظرات، وبرز على أنه الأفضل لتحقيق التغيير.
 
ولد نك كليغ في السابع يناير/كانون الثاني 1967 في باكينغهامشير شمال غرب لندن لوالد كان مديرا لبنك "يونايتد ترست"، أما والدته فهي هولندية ولدت في إندونيسيا واعتقلت في معسكر ياباني لسجناء الحرب، قبل أن تصل إلى المملكة المتحدة وهي في سن صغيرة.
 
أما جدته لجهة والده فكانت أرستقراطية هربت من روسيا بعد تنحي القيصر في عام 1917، في حين كان جده محرر المجلة الطبية البريطانية لمدة 35 عاما.
 
درس كليغ الأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، ثم حصل على منحة لإكمال دراسته في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية عام 1987، حيث كتب أطروحته في الفلسفة السياسية بعنوان "الحركة الخضراء العميقة".
 
انتقل بعدها إلى نيويورك، حيث عمل صحفيا متدربا في مجلة "ذي نايشن" ذات الميول اليسارية، وفاز بجائزة ديفد توماس من صحيفة فايننشال تايمز في ذكرى مقتل مراسلها في الكويت عام 1991، ليكون أول شخص يفوز بهذه الجائزة، ثم عمل فترة وجيزة مع فايننشال تايمز في المجر حيث كتب مقالات عن خصخصة الصناعات في الكتلة الشيوعية السابقة.
 
أكمل نك كليغ -الذي يتحدث خمس لغات الإنجليزية والهولندية والألمانية والفرنسية والإسبانية- دراسته أيضا في معهد أوروبا ببلجيكا. كما ألف عددا من الكتب والمنشورات التي تتناول القضايا السياسية.
 
وفي أبريل/نيسان عام 1994 انضم إلى المفوضية الأوروبية في بروكسل ليصبح بعد سنتين مستشارا للمفوض الأوروبي لشؤون التجارة المحافظ ليون بريتان الذي كلفه بالإشراف على المحادثات التجارية مع روسيا والصين.
 
تاريخه السياسي
اختاره حزب الديمقراطيين الأحرار مرشحا في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 1999 ليصبح نائبا أوروبيا فيكون ذلك أول منصب سياسي يتقلده، لكنه استقال من منصبه الأوروبي في 2004 لإعطاء وقت لعائلته، حيث إنه متزوج من محامية إسبانية.
 
بين عامي 2004 و2005 عمل كليغ محاضرا بدوام جزئي في قسم السياسة بجامعة شيفيلد، كما قدم محاضرات في قسم العلاقات الدولية بجامعته التي تخرج منها كامبريدج.
 
انتخب لأول مرة نائبا عن حزب الديمقراطيين الأحرار لدائرة شيفيلد في شمال إنجلترا في انتخابات 2005، وعين في الصفوف الأمامية لحزبه عام 2006.
 
وقد حاز نك كليغ تأييد غالبية حزب الديمقراطيين الأحرار في انتخابات داخلية جرت في ديسمبر/كانون الأول عام 2007، بعد أن أُجبر سلفه مينزيس كامبل على الاستقالة لشكوك أعضاء الحزب في قدرته على القيادة بسبب عمره المتقدم البالغ حينها 66 عاما.
 
وبتوليه زعامة الحزب أصبح كليغ أصغر قادة الأحزاب السياسية البريطانية سنا، ومنذ توليه قيادة حزبه سعى لاستقطاب أصوات الأشخاص المقتنعين بالأفكار الليبرالية ولكنهم لا يصوتون لأحزاب أخرى.
 
ويحلو لتقارير صحفية بريطانية وصفه بأنه "أوباما بريطانيا" (في إشارة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما). كما يوصف أيضا بالرجل "النظيف" في السياسة البريطانية، وهو مدافع "شرس" عن الحريات المدنية، لكنه يتعرض لانتقادات الصحف اليمينية لدفاعه عن أوروبا.
 
وأسهمت شعبيته عقب المناظرات التلفزيونية لانتخابات السادس من مايو/أيار 2010 في رفع موقع الديمقراطيين الأحرار في استطلاعات الرأي إلى مستويات لم يسجلوها من قبل ليكونوا في المرتبة الثانية بعد المحافظين متقدمين على حزب العمال.
المصدر : الجزيرة