مظاهرات باليونان ضد المد اليميني
10/7/2009
تظاهر نحو ثلاثة آلاف أجنبي ومتضامنون يونانيون معهم بوسط أثينا أمس الخميس احتجاجا على تصاعد المد اليميني المتطرف، واعتداءات أفراده عليهم وعلى ما يعتبرونه خطوات حكومية تستهدفهم.
وتجمع المتظاهرون عند الساعة السابعة مساء في ميدان أومونيا الشهير حيث ألقى ممثلو الجاليات الأجنبية والمنظمات اليسارية والنقابات العمالية خطابات نددوا فيها بإجراءات الحكومة الأخيرة التي تنص على ترحيل بعض اللاجئين إلى بلادهم الأصلية، وعدم تقديم أي تسهيلات للمهاجرين وخاصة الأطفال المولودين في اليونان.
وطالب المشاركون بالتظاهرة بتحسين ظروفهم المعيشية التي قالوا إنها في غاية الصعوبة حيث إنهم لا يحصلون على مستندات إقامة لهم إلا بعد عناء شديد ووقت طويل، وفي الكثير من الأحيان تكون الإقامة منتهية الصلاحية عند استلامها مما يعني بدء جولة جديدة من المعاناة والبيروقراطية.
وندد المتحدثون بحملة الحكومة اليونانية ضد الأجانب في وسط أثينا واحتجاز من لا يحمل أوراق إقامة، وقيامها كذلك بترحيل نحو سبعين مهاجرا باكستانيا إلى بلدهم إثر الاحتجاجات التي قام بها المسلمون تنديدا بتدنيس شرطي يوناني للقرآن الكريم.
أطفال اللاجئين
وطالب متحدثون السلطات اليونانية بإنهاء مأساة الأطفال الأجانب الذين يولدون في اليونان، موضحين أن هؤلاء لا يُمنحون جنسية البلد أو أي نوع خاص من الإقامة، وعند بلوغهم سن الثامنة عشرة تربط إقاماتهم بتسجيل عدد معين من التأمينات الاجتماعية شأنهم شأن أي عامل أجنبي في اليونان، مما يعني انخراطهم في العمل وترك الدراسة وإلا فلا إمكانية لتجديد إقاماتهم.
وأوضح المتحدثون أن الكثير من الشباب الأجانب المولودين في اليونان فقدوا إقاماتهم بسبب هذا النظام المجحف، وأنه لا يوجد في أوروبا بلد آخر غير اليونان يعامل الأطفال المولودين في أرضه بهذه الطريقة.
وقال منسق اتحاد "أوقفوا الحرب" يانيس سيفاكاكيس للجزيرة نت إن المهاجرين الموجودين في اليونان هم لاجئون لأنهم فروا من أفغانستان التي تقصفها قوات الناتو التي تحتل أرضهم وتقصف مدنهم، مطالبا بمنحهم اللجوء السياسي في اليونان والبلاد الأوروبية الأخرى.
" |
وطالب سيفاكاكيس الحكومة اليونانية بسحب القوة اليونانية العاملة ضمن قوات الناتو في أفغانستان واصفا وجودها بأنه مساعدة للاحتلال وتوافق معه في القول والفعل، وتواطؤ على تدمير بلد فقير لم يسئ إلى أوروبا بشيء.
صعود اليمين
من جهة أخرى ربط ثاناسيس كوكوراس من رابطة "أوقفوا العنصرية" بين صعود اليمين المتطرف "حزب لاووس" بقيادة يورغوس كاراتزافيريس وبين الإجراءات الحكومية الأخيرة، حيث قال إن الحكومة اليوم وخوفا من أن تفقد أصواتا انتخابية كانت تقليديا تابعة لها، عمدت إلى تنفيذ أجندة "لاووس" الساعية إلى طرد الأجانب من اليونان منذ زمن بعيد.
المصدر : الجزيرة