شعب التيبت الباحث عن الهوية

AFP / An exiled Tibetan activist (C) scuffles with police officials while protesting against the visit by Chinese President Hu Jintao to India, outside the Vigyan Bhavan where Hu was
أحد المتظاهرين التيبت في الهند (الفرنسية)
يرجع تاريخ الصراع في منطقة التيبت إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، عندما قرر أهل التيبت الانفصال عن الصين. وهو الأمر الذي لم يدم طويلا حيث استعادت الصين المنطقة مرة أخرى سنة 1924. وفي سنة 1949 هاجمت القوات الصينية إقليم آمدو الواقع في التيبت الشرقي، وهزمت خلالها القوات التبتية.

وقد أجبرت حكومة الصين سنة 1951 المندوبين التيبت في بكين على توقيع اتفاقية من 17 نقطة لتحرير التيبت سلميا.

وقد قوبل دخول الصين إلى التيبت بردود أفعال دولية، فقد أرسلت الهند التي تربطها علاقة جيدة بالتيبت رسالة احتجاج إلى الصين، كما عبرت بريطانيا والولايات المتحدة عن دعمهما للموقف التيبتي آنذاك.

رد فعل شعب التيبت لم يتأخر ضد الوجود الصيني ورفض ما اعتبره احتلالا لأراضيه، ليعلن انتفاضته سنة 1959، التي واجهتها الحكومة الصينية وقتل فيها حوالي 87 ألفا، حسب الرواية التيبتية.

موقف الصين
ومنطقة التيبت حسب وجهة النظر الصينية هي جزء من الصين، وتؤكد بكين باستمرار موقفها هذا من خلال دعوة دول العالم إلى الاعتراف بالتيبت جزءا من الصين.

كما أن المسؤولين في الصين لا يعتبرون الدالاي لاما مجرد شخصية دينية صرفة، ولكنه شخصية سياسية في المنفى يمارس أنشطة انفصالية. وتنادي الصين بقية الدول خاصة المجاورة لها بالتزام مبدأ تجنب الأنشطة التي تهدف إلى تقسيم أي جزء من الصين.

"
تعتبر التيبت الصين بلدا محتلا لأرضها، وهي التي قد وقعت نهاية سنة 1998على المواثيق الثلاثة التي تتضمن لائحة حقوق الإنسان الدولية. ولكن ذلك لم يؤثر على الوضع الداخلي للتيبت
"
 
ورغم ذلك لم تتوقف الاتصالات التي كانت بين أخذ ورد بين الجانبين طيلة الثمانينيات والتسعينيات. وقد اقترح الدالاي لاما سنة 1988 في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ  إطارا للمفاوضات حول مصير التيبت والعلاقة مع الصين.

وطالب بوجود سياسة للحكم الذاتي للتيبت تحتفظ للصين بالسياسة الخارجية للتيبت وسياسة الدفاع، وتعطي الاستقلال للشعب التيبتي في الشأن الداخلي. لكن ذلك لم يلق ترحيبا صينيا، لتستمر بعد ذلك اتصالات بين حين وآخر.

وقد بعثت القيادة التيبتية سنة 1993 وفدا إلى الصين ليوضح آراء الدالاي لاما في إشكالات الحكومة الصينية، ودعا إلى إيجاد حلول واقعية إذا لم ترد الصين انفصال التيبت وطرح إمكانية التعايش بينهما.

 
غير أنه في نفس السنة استبعد السفير الصيني في الهند فرصة مباحثات مع إدارة التيبت المركزية في الهند، لكون الحكومة الصينية حسب تعبيره تعتبر إنشاء إدارة التيبت في المنفى عقبة في إجراء مباحثات مع الدالاي لاما. وطالب بضرورة إبطال إدارة التيبت في المنفى قبل إجراء مفاوضات جدية.

موقف التبت
تعتبر التيبت الصين بلدا محتلا لأرضها، وهي التي قد وقعت نهاية سنة 1998 على المواثيق الثلاثة التي تتضمن لائحة حقوق الإنسان الدولية. ولكن ذلك لم يؤثر على الوضع الداخلي للتيبت، بحيث تتواصل -حسب التيبتيين- انتهاكات الصين لحقوق الشعب في حياته اليومية وفي هويته الثقافية والدينية التي يعتبرونها مهددة.

ويتهم التيبتيون الحكومة الصينية بتدمير بيئة الإقليم، مع وجود مخاطر مرتبطة باتخاذ السلطات الصينية منطقةَ التيبت خزانا للأسلحة النووية ومكانا لتجميع النفايات المشعة.

المصدر : الجزيرة