أميركية فارسية تفسر القرآن بوجهة نظر نسائية

f_The Qu'ran is secured by a surgical mask inside a cell 10 January 2006 at the Guantanamo Bay US
ترجمة القرآن مسموح بها للذكور والإناث بشرط التمكن من اللغة العربية ودلالاتها (الفرنسية-أرشيف)

يطعن تفسير جديد للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية في استخدام كلمات يقول مؤيدو المساواة بين الرجل والمرأة إنها استخدمت لتبرير انتهاكات حقوق المرأة المسلمة.

 
وستنشر النسخة الجديدة التي ترجمتها الدكتورة لالاه بختيار الأميركية من أصل إيراني في أبريل/نيسان المقبل، ويأتي ذلك بعد تجمع في نيويورك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رعته منظمات مسيحية ويهودية لدعم المساواة بين الرجل والمرأة.
 
وتعهد هذا التجمع حينها بتشكيل أول مجلس من النساء لتفسير القرآن وجعل الدين أكثر ودا تجاه المرأة.
 
في الكتاب الجديد تتحدى الدكتورة لالاه بختيار المحاضرة السابقة في الإسلام بجامعة شيكاغو ترجمة كلمة "اضرب" العربية التي تترجم عادة بمعنى الضرب والتي يقول مؤيدو المساواة بين الرجل والمرأة إنها استخدمت لتبرير انتهاكات حقوق النساء.
 
وكتبت في مقدمة الكتاب الجديد تتساءل عن سبب اختيار المعنى الظاهري للكلمة وهو الضرب بينما يمكن أيضا أن تعني "امض بعيدا".
 
وكانت بختيار تشير إلى كلمة "واضربوهن" الواردة في آية من القرآن هي قوله تعالى "واللاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ واهْجُرُوهُنَّ في المَضاجِعِ واضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيرًا".
 
وتقترح بختيار تفسيرا يقول "ينبغي للأزواج الذين يصلون إلى تلك المرحلة الخضوع لله وترك الأمر له امضوا بعيدا عنهن ودعوا الله ينفذ مشيئته بدلا من أن يصيب إنسان إنسانا آخر بألم باسم الله".
 
وقال بعض المسلمين إن الترجمة الجديدة انحرفت عن الأصل وشكك عمر أبو ناموس وهو إمام بمسجد المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك في ترجمة بختيار.
 
اللغة العربية
وقال إنه لا يوجد ما يمنع امرأة من ترجمة القرآن الكريم لكن ينبغي للمترجم أن يجيد اللغة العربية حتى يمكن أن يجاريها وترجمتها إلى لغات أخرى. لا أعلم ما إذا كانت الدكتورة لالاه تجيد العربية أم لا". وأضاف أنها ربما تكون تعتمد على تراجم أخرى وليس على الأصل.
 
لكن بختيار دافعت عن ترجمتها، وقالت إنها ترجمت عن النص العربي وإنها تقرأ العربية القديمة وتعرفها.
 
وقال أبو ناموس أيضا إن الآية التي تطعن في ترجمتها تتناول الموقف عندما ترغب امرأة في الطلاق وتسمح للرجل فقط "بضرب زوجته كما يقول النبي محمد صلى عليه وسلم بسواك أو غصين في مثل طول قلم الرصاص على يدها".
 
وقالت أستاذة اللغة العربية بالجامعة الأميركية في القاهرة سهام سري إن تفسيرها لكلمة "اضرب هو ادفع جانبا وإنه مختلف بعض الشيء عن تفسير بختيار".
 
واتفقت مع أبي ناموس على أن كلمة سواك تعني غصينا وعلى أن القرآن لا يشجع على إلحاق الضرر بالنساء، غير أنها ترى أن الرجال يمكنهم تفسير الآية لتبرير سلوكهم الخاص.
 
وتساءلت كيف يمكنك الإضرار بشخص ما بضربه بمثل هذا الشيء الصغير القصير والضعيف لكن تفسير القرآن في بعض الأحيان يكون متماشيا مع الرجال وأحيانا يحاولون إذلال المرأة محتجين به.
 
وتقول بختيار في الكتاب إنها اكتشفت افتقارا إلى التماسك الداخلي في التراجم الإنجليزية السابقة وإن وجهة نظر المرأة لم تمنح انتباها يذكر.
 
وقد عاشت بختيار بين الشيعة في إيران وجالية سنية في شيكاغو، وتقول في كتابها "مع أنني أفهم مواقف كل جماعة فإنني لا أمثل جماعة بعينها لأني أجد أن العيش في أميركا يجعل من الصعب للغاية أن تكون مسلما ناهيك عن أن تختار اتباع طائفة أو أخرى".
المصدر : رويترز