البابا الجديد يتعهد بالحوار وسط ترحيب دولي واسع بانتخابه
تعهد البابا الجديد بينديكت الـ16 بالحوار مع أتباع الديانات والحضارات الأخرى، وذلك في عظته الأولى التي ألقاها باللاتينية أمام جميع الكرادلة.
وأكد خلال أول قداس يقيمه بكنيسة سيستين على العمل بكل طاقته من أجل إعادة بناء الوحدة الكاملة لجميع المسيحيين. وأعلن أنه سيتوجه إلى كولونيا (ألمانيا) في أغسطس/ آب بمناسبة أيام الشبيبة العالمية.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان جواكين نافارو فالس إن البابا المنتخب سيقيم أول قداس رسمي الأحد المقبل في ميدان كاتدرائية القديس بطرس الساعة العاشرة صباحا بتوقيت روما (الثامنة بتوقيت غرينتش).
يأتي ذلك بينما لقي انتخاب البابا الجديد ترحيبا دوليا واسعا واحتفالات جماهيرية وصلوات شكر في أكثر من 50 دولة تسكنها أغلبية كاثوليكية.
ورحب كثيرون بهذا الانتخاب ووصفوا اختيار بينديكت الـ16 واسمه الحقيقي جوزيف راتسينغر بأنه قرار موفق ليكمل مسيرة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني الذي كان يتمتع بشعبية واسعة بين جميع الأديان. غير أن فصائل مسيحية أخرى رأت أن نزعاته المتشددة لا تتلاءم مع توجهات القرن الـ21.
وقد قرعت الأجراس من كاتدرائية نوتردام في باريس حتى كاتدرائية غودالوبي في مكسيكو سيتي احتفالا بانتخاب البابا. وراقب ملايين البشر من كل الأديان الصور التي بثها تلفزيون الفاتيكان للدخان الأبيض وأصوات أجراس كاتدرائية القديس بطرس وخطاب البابا الأول الذي دعا فيه المسيحيين حول العالم للصلاة من أجله.
ترحيب واسع
وكان في مقدمة المهنئين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان متمنيا للبابا الجديد القوة والشجاعة في مهمته، وقال متحدث باسم الأمين العام "إن الأمم المتحدة والكرسي الرسولي يتقاسمان التزاما قويا بالسلام والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والحرية الدينية والاحترام المتبادل بين الأديان في العالم".
من جهته أعرب المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن فخره وسعادته بانتخاب بابا ألمانيا للكنيسة الكاثوليكية, أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك فوجه رسالة تهنئة إلى البابا أكد فيها أن فرنسا ستواصل العمل مع الفاتيكان من أجل السلام والعدل.
كما رحب رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس تاباثيرو بانتخاب البابا، وأعرب عن عميق سعادته للحبر الأعظم بتولي مهام الكرسي الرسولي.
ووجه العاهل المغربي محمد السادس "خالص تمنياته" إلى الحبر الأعظم معربا عن رغبته في العمل معه من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
غير أن الصين طلبت من البابا الجديد أن يقطع علاقات الفاتيكان الدبلوماسية مع تايوان لتوفير الظروف التي تؤدي إلى تحسين العلاقات بين بكين والكرسي الرسولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين جانغ في بيان "نحن مستعدون لتحسين العلاقات مع الفاتيكان بشرط أن يقطع علاقاته الدبلوماسية المزعومة مع تايوان وألا يتدخل في الشؤون الداخلية للصين بما في ذلك الشؤون الدينية".
وعبر البيان عن أمله أن تتوافر لدى إدارة البابا الجديد ظروف ملائمة لتحسين العلاقات الصينية-الفاتيكانية.