تساءلوا عن حقوقهم في السكن والمعيشة والعلاج.. لاجئون روهينغيون بإندونيسيا يطالبون بتعجيل توطينهم

لاجئون روهينغيون ينظمون وقفة احتجاجية أمام مقر ممثلية المفوضية السامية للاجئين في جاكرتا يوم الجمعة الماضي (الجزيرة)

جاكرتا– ناشد لاجئون روهينغيون في إندونيسيا المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، والمنظمة العالمية للهجرة، تعجيل توطينهم في البلدان التي تقبل اللجوء والهجرة، كما يطالبون بحقوقهم في السكن والمعيشة والعلاج خلال سنوات الانتظار التي وصلت، أحيانا، إلى نحو 8 أو 9 سنوات.

وقد نظم عشرات من اللاجئين وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية اللاجئين، مطالبين بأن يتم توطينهم في بلد ثالث.

ويعبر اللاجئ الروهينغي كريم الدين بن فريض الدين (35 عاما) في تصريح للجزيرة نت عن مخاوفه على مستقبل بنتيه اللتين تحرمان حتى الآن من الدراسة -وهما في السابعة والسادسة من العمر- ويقول "لا أريد أن يكون مستقبلهما مثل مستقبلي أنا".

وقال فريض الدين إن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "وعدتنا بصرف المساعدات التي هي من حقوقنا ولكن لم نتسلم حتى الآن أي شيء، مع أننا استأجرنا بيتا للسكن في مدينة تانغرانغ، جنوب غرب جاكرتا. ومع انتهاء هذا الشهر هدد صاحب البيت بطردنا لو لم نسدد قيمة الإيجار، ونحن ننتظر استيفاء وعود مفوضية اللاجئين، نظمنا مثل هذه الوقفة الاحتجاجية سابقا، وبعد انتظارنا لمدة 3 أشهر، جئنا نسأل عن وعدهم السابق".

كريم الدين بن فريض الدين وابنتاه المحرومتان من الدراسة (الجزيرة)

رحلة لجوء في 5 دول

ويعبر فريض الدين عن شوقه للعودة إلى بلده ميانمار وتحديدا ولاية أراكان، بعد رحلة لجوء مر فيها بـ5 دول عانى فيها الأمرّين: "لي ذكريات سوداء هناك عندما سلبت منا أموالنا وأحرق بيتنا سنة 2006، ثم أصبحنا لاجئين في بنغلاديش ثم الهند ثم تايلند ثم ماليزيا، ثم جاءت جائحة كورونا خلال تشردنا هذا الذي أوصلنا إلى إندونيسيا معدمين".

ويشكو اللاجئ الروهينغي من التمييز ويقول "نحن مستاؤون لماذا هناك لاجئون من جنسية أخرى حصلوا على المساعدات ولم نتلق نحن نفس المساعدات"، مضيفا أنهم "بسبب الوضع صرنا نعاني من الجوع".

وتساءل فريض الدين الذي وصل إلى إندونيسيا العام الماضي عن دور مفوضية اللاجئين والمؤسسات الإنسانية في إندونيسيا تجاه وضعهم الإنساني.

صعوبة تلقي العلاج

ويعاني بعض اللاجئين الروهينغيين من صعوبة الحصول على علاج لمرضاهم، ومنهم حميدة كاتوه الحامل في شهرها السادس، فبعد معاناة مع المرض وتعرض جنينها للخطر، تلقت علاجا في مستشفى تاراكان وسط جاكرتا، وبعد المشاركة في احتجاج يوم الجمعة الأخير، سددت المفوضية مصاريف علاجها، لكنها عادت مع زوجها يونس إلى مقر المفوضية وقررت المبيت على الرصيف أمام مقر المفوضية أمس الثلاثاء، وذلك للمطالبة بتوفير سكن وضمان العلاج في الشهور المقبلة، وكذلك للمطالبة بمصاريف طعامهم وشرابهم وما تحتاجه الحامل لجنينها.

والمأساة نفسها يعاني منها أطفال روهينغيون منهم رياض محمد، ويبلغ من العمر 4 سنوات، ويزن 10 كيلوغرامات فقط، حيث نقله أهله إلى مستشفى صندوق الضعفاء الخيري جنوب جاكرتا، ثم أعيد إلى أحد المستوصفات، وما زال يعاني منذ شهور من أعراض مختلفة يقول أهله إنها تعكس مرضا وضعفا في جسمه.

ويقول اللاجئون الروهينغيون إنهم عاجزون عن توصيل معاناتهم لمسؤولي المفوضية، التي لا ترد سريعا على أي مناشدات يطلقها اللاجئون الروهينغيون إذا مرض أحدهم، حيث يقال لهم، في أغلب الأحيان، إن الحالة ليست طارئة، ويشيرون إلى حالة الشاب الروهينغي "سيد علم" الذي كان مريضا في القلب وظل يعاني، وسط إهمال، حتى توفاه الله قبل أسابيع.

وما زال غيره من الأطفال يعانون من أمراض تعكس سوء التغذية كما يقول اللاجئون الروهينغيون.

أما تشياو نايينغ أو "رفيع القدير" وهو ممثل اللاجئين الروهينغا في جاكرتا، وأحد الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر المفوضية، فإنه ينتظر الوفاء بوعود التوطين منذ نحو 8 سنوات.

ويشير إلى أن العشرات من المشاركين في احتجاجهم يسكنون في مناطق متفرقة، بين جاكرتا وتانغرانغ وبوغور جنوب وغرب جاكرتا، وقال إنهم جاؤوا للمطالبة بحقوقهم كلاجئين وينتظرون استجابة سريعة.

وأضاف أن المفوضية وعدتهم منذ 3 أشهر بتقديم مساعدات، وأن ظروفهم تدهورت خلال هذه الفترة من حيث قلة المؤن الغذائية وعدم توفر التعليم للأبناء وصعوبة الحصول على رعاية صحية.

وعبر تشياو نايينغ عن أمله في أن تقوم المؤسسات الإنسانية المحلية الإندونيسية بدور لتخفيف معاناتهم قائلا: "للأسف هناك مساعدات ضئيلة جدا حيث حصلنا على مساعدات من صندوق الضعفاء وهيئة الاستجابة السريعة "ACT" وكذلك من مؤسسة المبادرة الإنسانية، متمثلة بمعونات أساسية ومواد غذائية مرات قليلة خلال 9 سنوات"، مشيرا إلى رفض عدد من المؤسسات الأخرى تقديم العون لهم.

ويقول تشياو نايينغ إنهم ظلوا يبحثون عن العون خاصة في ظروف الوباء والمرض الذي أصاب أطفال اللاجئين، معبرا عن خيبة أمل وتشاؤم.

ونقلت الجزيرة نت مطالب اللاجئين الروهينغيين لمكتب المفوضية السامية للاجئين في جاكرتا، وفي ردها قالت ديوي أنيسة فطريا منسقة التواصل في المفوضية إنه "فيما يتعلق بإعادة التوطين، فمن الحقائق المؤسفة أن دول إعادة التوطين الـ20 لن تقبل سوى أقل من 1.5% من 26 مليون لاجئ في العالم، حيث خفضت العديد من هذه البلدان حصص إعادة التوطين على مدى السنوات القليلة الماضية لأسباب مختلفة، وهي تقبل فقط اللاجئين الأكثر ضعفا، وقد أثر ذلك سلبا على إمكانية إعادة توطين اللاجئين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك إندونيسيا".

المصدر : الجزيرة