بعد تحقيقات إثر استغاثتها بالسيسي.. إخلاء سبيل زوجة رجل الأعمال المحبوس صفوان ثابت

كومبو يجمع رجل الأعمال المصري صفوان ثابت وزوجته بهيرة الشاوي
رجل الأعمال المصري صفوان ثابت وزوجته بهيرة الشاوي (مواقع التواصل)

القاهرة – أخلت نيابة أمن الدولة العليا سبيل بهيرة الشاوي -زوجة رجل الأعمال المصري صفوان ثابت المحبوس منذ أشهر هو ونجله سيف- وذلك بكفالة قدرها 5 آلاف جنيه (الدولار أقل من 16 جنيها) بعد تحقيق استمر لنحو 8 ساعات.

وحسب المحامي ناصر أمين، فقد خضعت الشاوي -أول أمس السبت- لتحقيقات أمام النيابة التي وجهت لها اتهامات بـ"نشر وبث وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها"، وذلك بعد أن بثت مقطعا مصورا عبر حسابها على فيسبوك نهاية سبتمبر/أيلول الماضي ناشدت فيه رئيس الجمهورية النظر في قضية زوجها ونجلها.

يذكر أن صفوان ثابت رجل أعمال مصري شهير يمتلك العلامة التجارية "جهينة"، وهي واحدة من أكبر العلامات التجارية العاملة في مجال الألبان والمواد الغذائية في مصر والعالم العربي.

كانت منظمة العفو الدولية أدانت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي ما وصفته بـ"إساءة السلطات المصرية استخدام قوانين مكافحة الإرهاب" باحتجاز ثابت ونجله بشكل تعسفي "انتقاما منهما لرفضهما تسليم أصول شركتهما" لصالح كيان مملوك للدولة، بحسب بيان المنظمة.

وقالت المنظمة الدولية إن السلطات المصرية تحتجز كلا من مؤسس واحدة من كبرى شركات منتجات الألبان والعصائر في البلاد وابنه في "ظروف ترقى إلى التعذيب بسبب رفضهما التنازل عن أملاكهما". وقالت وكالة رويترز إن الهيئة العامة للاستعلامات في مصر لم ترد على طلب للتعليق بشأن البيان، كما لم تصدر ردود حكومية حول البيان.

وقالت المنظمة -استنادا إلى مصادر مطلعة على أوضاع الشركة وأسرة ثابت- إن مسؤولين أمنيين مصريين طلبوا من صفوان قبل القبض عليه وعلى ابنه تسليم جزء من شركة جهينة لكيان مملوك للحكومة، وتخلّي سيف الدين عن حق الأسرة في أسهمها.

وبعد يومين من بيان المنظمة الدولية، برز مجددا اسم رجل الأعمال صفوان ثابت (75 عاما) بعد صدور بيان لوزارة الداخلية، تحدثت فيه الوزارة عن إحباط ما سمته "مخططا" يهدف إلى تمويل جماعة الإخوان المسلمين، والقبض على رجل يدعى يحيى مهران، وصفه البيان بأنه "أحد الأذرع الرئيسية لصفوان ثابت" وبأنه "قيادي إخواني".

وقالت الداخلية إن "المخطط استهدف استخدام شركات ثابت في عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطة إرهابية" مضيفة أنه تم العثور على 8.4 ملايين دولار (132 مليون جنيه) وذخيرة في شقة سكنية بمحافظة الجيزة.

وردا على بيان الداخلية، بادرت بهيرة الشاوي زوجة ثابت بنفي ما جاء في البيان جملة وتفصيلا، ونشرت على صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك مقطعا مصورا فندت فيه تلك المزاعم، بحسب وصفها، وناشدت رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إعادة النظر في القضية، والإفراج عن زوجها ونجلها.

وبعد يومين من نشر استغاثتها، تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضدها، واتهمها بنشر أخبار كاذبة من إحدى القنوات المعادية لمصر، وهو ما حققت فيه النيابة مع الشاوي السبت الماضي قبل أن تطلق سراحها.

وعام 2014 مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم، تمت دعوة صفوان ثابت للمشاركة في أحد أول الاجتماعات التي أجراها الرئيس الجديد مع رجال الأعمال عام 2014، وهو الاجتماع الذي أعلن صفوان ثابت بعده تبرعه لصندوق تحيا مصر بمبلغ 50 مليون جنيه.

لكن في عام 2015، جمدت الحكومة المصرية الحسابات المصرفية لصفوان ثابت بتهمة ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين.

ورغم وضع أمواله وأموال أسرته تحت التحفظ عام 2015، استبقى صفوان ثابت العلاقة الجيدة في العمل مع الدولة، وفي السنة نفسها وخلال 3 سنوات تالية، حصلت شركة جهينة على تكريم من الدولة ضمن أفضل 100 شركة مصرية، وشارك صفوان ثابت في التكريم بحضور سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي وقتها، بحسب موقع "مدى مصر" الإخباري.

وظل ثابت رئيسا للشركة حتى أدرج على "قوائم الإرهاب" في 2017 لمدة 3 سنوات.

وعام 2018، تبرع سيف ثابت نجل صفوان بمبلغ 15 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر، لدعم حملة القضاء على فيروس "سي" (C)، وهي المساهمة التي حصلت الشركة بعدها على درع تكريم تسلمه سيف بنفسه من هيئة الشؤون المالية للقوات المسلحة، واللواء محمد أمين إبراهيم، أمين صندوق تحيا مصر، بحسب بيان إعلامي لشركة جهينة شهر يونيو/حزيران 2018.

وعام 2020 ألقي القبض على ثابت، ثم لحق به نجله سيف في السجن بنحو شهرين، وذلك بعد أن تم اختيار سيف خلفا لوالده رئيسا تنفيذيا للشركة.

وبحسب موقع مدى مصر وقبيل القبض على صفوان ثابت بأسابيع، قام أحد كبار الشخصيات المعنية بواحد من المشاريع التي استحدثتها السلطة لإنتاج الألبان بزيارات متعددة لأحد مصانع جهينة. وخلال إحدى الزيارات تحدث مسؤولون مع ثابت حول ضرورة التفكير في إدماج جزء من مصانعه مع المصنع القادم ليكون عنوانا للدعم الحقيقي للصناعات الغذائية، في حين اعتبر ثابت هذا الحديث مجرد دردشة وليس طلبا.

المصدر : الجزيرة